حوار| أقدم راقصي فرقة رضا: الفلكلور أساس الرقص الشرقي واستغلاله تجاريًا أفسده(1-2)
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
حوار| منى الموجي:
ستون عامًا مرت على تأسيس واحدة من أشهر فرق الفنون الشعبية في العالم، والتي حققت نجاحات وصدى واسع، كانا أثرًا طبيعيًا لجهد شباب آمنوا برقي ما يقدمونه، جابوا محافطات مصر من الشمال للجنوب، شرقًا وغربًا بحثًا في الفلكلور، وأزالوا الغبار عن الكثير من تراثنا الشعبي وساهموا عن قصد في إحيائه والحفاظ عليه، هي فرقة رضا للفنون الشعبية.
فرقة رضا أسسها علي ومحمود رضا بالاستعانة بشباب جامعيين، وقدمت أولى حفلاتها في صيف 1959، "مصراوي" التقى أقدم راقص في الفرقة نبيل مبروك ليحدثنا عنها..
درست "الحقوق" لكن اخترت العمل بالرقص الشعبي.. ألم تواجه أي اعتراض من أسرتك؟
استكمال دراستي الجامعية كان متعلقًا بفكرة الحصول على مؤهل عالي لتحقيق كادر وظيفي، وهو ما أفادني في التدرج حتى أصبحت مدير عام الثقافة الجماهيرية. منذ البداية لم أواجه أي رفض من أسرتي حتى أنني تزوجت من زميلة في الفرقة، ولم يعتبر الأهل أن الرقص الشعبي شيء مخجل، وحتى المجتمع كان يعرف الرقص ويمارسه بمختلف المحافظات كما يحدث في الصعيد إذ يرتبط التحطيب بأهالي الجنوب.
هناك من يرى أن "رضا للفنون الشعبية" سببًا في تأصيل فكرة أن الرقص بالطريقة التي تقدمها الفرقة ليس عيبًا.. ما تعليقك؟
قد تكون الفرقة ساهمت في ترسيخ هذه الفكرة، لكن منذ البداية والمجتمع المصري لديه وعي بأن الرقص الشعبي فن محترم، فقبل ظهور الفرقة كانت محافظة الأقصر تشهد إقامة مهرجان سنوي للتحطيب يأتي للتحكيم فيه أعضاء من كل دول العالم.
الكاتب الراحل يحيى حقي كان يعتبر فرقة رضا تطورًا للرقص الشرقي بشكل قائم على العلم بعيدًا عن هز البطن، حسب تعبيره.. هل توافقه الرأي؟
أساس الرقص الشرقي هو "الفلكلور"؛ لأن كل الخطوات و"هزات" الجسم في الرقص الشرقي ستجدينها عند الفتيات في الأرياف والغوازي في الموالد، فقط تم استغلالها تجاريًا بصورة أفسدتها، بسبب تقديمها بصورة فاضحة، وساد اعتقاد أن كلما تعرت الراقصة حصلت على "نقطة" أكبر، فأساءوا للرقص الشرقي.
كيف تم تأسيس فرقة رضا للفنون الشعبية؟
كنت أعرف محمود رضا من خلال مسرحيات جامعة القاهرة، كان يدرس في كلية تجارة وبعد تخرجه ظل يعمل مع مجموعة من الطلاب في تشكيل الدراما الحركية لعدد من العروض، وبمجرد تفكيره في تأسيس فرقة رضا، تواصل معنا وبالفعل بدأنا العمل في صيف 1959 في فيلا كانت مملوكة للمهندس حسن فهمي والد فريدة فهمي، وسمح لنا بهدم الجدران حتى نحولها لصالة تصلح للتدريبات، وظهر أول عرض في أغسطس على مسرح الأزبكية –مسرح العرائس الآن.
ما هي أبرز الصعوبات والتحديات التي واجهت الفرقة في البداية؟
قلة الأموال، كان الراقص يتقاضى 15 جنيهًا، ومن ساهموا في تأسيس الفرقة 40 جنيهًا لأنهم يقومون بتدريب الجدد، أما أكبر مشكلة فكانت زواج البنات وتركهم للفرقة، في الوقت الذي وصل فيه عدد الراقصين لـ24 كان عدد الراقصات حوالي 7 فقط.
وما هي كواليس التحضير لعرضكم الأول؟
ذكاء محمود رضا وحسن فهمي جعلهما يبحثان عن وسيلة لجذب الجمهور في البداية، ففكرا أن الفرقة ليس بها عنصر مشهور للجمهور لذلك قررا الاستعانة بأسماء كبيرة، مثل: الثلاثي المرح وكارم محمود وشهرزاد، وصممنا (تابلوه) الناي السحري، وهو أوبريت عالمي، قُدم في روسيا وفرنسا، واخترنا تقديمه بصورة قريبة من الفلكلور المصري، وفي نفس اليوم كان هناك فقرة للتحطيب وأخرى صممنا فيها تشكيل حركي على أغنية شهيرة للرئيس جمال عبدالناصر، وسمع بنا وأُعجب بما نقدم وكان يطلب أن نحيي الحفلات التي يستضيف فيها ضيوفه من مختلف الدول، من بينها حفل حضره إمبراطور إثيوبيا "هيلا سلاسي" في قصر عابدين، وطلب الأخير أن يلتقي بنا بعد العرض ومنح كل عضو من أعضاء الفرقة جنيه ذهب، وكان شبكة زوجتي.
لكل محافظة رقصاتها المميزة مثل السويس وبورسعيد والأقصر.. حدثنا عن رحلة اكتشاف الفرقة لها؟
"لفينا مصر"، كنا نقوم برحلات لأماكن بعيدة وكان الوصول إلى بعضها أمر شاق، للبحث عن الرقصات الشهيرة، مثل واحة سيوة، وصممنا رقصة خاصة بها قدمناها على المسرح وهي من الرقصات الناجحة جدًا، وكنا نذهب إلى الصعيد وعدة محافظات مثلًا أغنية "العتبة جزاز" مشهورة جدًا في المنصورة، تغنيها الفتيات بالأفراح وترقصن عليها.
ما هي المواصفات التي على أساسها كان يتم اختيار الراقصين؟
أن يكون شخص ذكي، صاحب جسم رياضي وأذن موسيقية، سريع التقاط الحركة، فلا يمكن أن نقبل شخص لا يستوعب القيام بخطوتين، لكن للأسف المتميزين في المجال كانوا عادة ما يتركون الفرقة للعمل بالمسرحيات لأنها تدر عليهم أموالًا أكثر، أو يسافرون خارج البلاد وبعضهم كان يقوم بتكوين فرقة خاصة به، وحاليًا مستوى الفن الشعبي في مصر تراجع.
لماذا تراجع؟
تراجع وصعب أن يعود دون الاستعانة بالمتخصصين لإدارة الفرقة، فالدولة توقفت عن وضع ميزانية لعمل برامج جديدة، وغابت الرقصات الجديدة عن الفرقة الآن، الموضوع يحتاج لثورة في الإدارة الفنية. كل قيادات فرقة رضا من أول محمود رضا وحسن عفيفي وأنا وحسن السبكي عندما بلغوا السن القانوني للخروج على المعاش أنهوا علاقتهم بالفرقة، وغابت الخبرة عنها، وبدأ المستوى يتضاءل وهي نفس الحكاية في الفرقة القومية للفنون الشعبية.
الفرقة قدمت 3 أفلام فقط "غرام في الكرنك" و"إجازة نص السنة" و"حرامي الورقة".. ما سبب ابتعادكم عن السينما؟
السبب الرئيسي في ابتعادنا عن السينما غياب المنتج الذي يغامر بفرقة للرقص وأسمائهم غير معروفة للجمهور، كانت نظرة إنتاجية بحتة، لكن لم ننفصل كليًا عن السينما، كان يتم الاستعانة بنا في تصميم وتنفيذ رقصات أفلام مثل "أضواء المدينة".
وفي الحلقة الثانية والأخيرة يتحدث نبيل عن "محمود رضا، علي رضا، الموسيقار علي إسماعيل، فريدة فهمي، محمد العزبي"، ورأيه في تأسيس الفرقة القومية للفنون الشعبية بعد عام واحد من ظهور فرقتهم.
فيديو قد يعجبك: