غير أسلوب أم كلثوم بالغناء وعمره 23 عامًا.. حكايات بليغ حمدي

كتب - هاني صابر:
في 7 أكتوبر 1931، ولد الموسيقار الكبير بليغ حمدي، الذي يعتبر علما من أعلام الموسيقى في عالمنا العربي.
"بليغ" درس أصول الموسيقى في مدرسة عبد الحفيظ إمام للموسيقى الشرقية، ثم تتلمذ بعد ذلك على يد درويش الحريري وتعرف من خلاله على الموشحات العربية، ليلتحق بكلية الحقوق، وبشكل أكاديمي بمعهد فؤاد الأول للموسيقي (معهد الموسيقى العربية حالياً).
نرصد لكم حكايات عن الملحن الكبير بليغ حمدي، في التقرير التالي:
- لحن للعديد من قمم الغناء أبرزهم أم كلثوم، عبد الحليم حافظ، وردة، شادية، نجاة الصغيرة، وغيرهم.
- وضع الموسيقى التصويرية لعدد من الأفلام التي حققت نجاحا جماهيريًا منها فيلم "شيء من الخوف".
- اكتشف عدد كبير من الفنانين الذين حققوا نجاح على الساحة منهم عفاف راضي، وسميرة سعيد، وعزيزة جلال، وميادة الحناوي.
- بدأت قصة حب بليغ ووردة، وفقاً للكاتب وجدي الحكيم، عندما عشقت وردة وهي في سن السادسة عشر ملحن أغنية "تخونوه" في فيلم "الوسادة الخالية"، وعرفت أن اسمه بليغ حمدي، لتظل منذ ذلك الوقت تترقب مقابلته، إلى أن جاءت إلى مصر، وتقابلا في بيت الفنان محمد فوزي.
- قال بليغ حمدي، بأحد البرامج التليفزيونية: "غيرت أسلوب السيدة أم كلثوم في الغناء بلحن أغنية (حب إيه) وأنا في سن الـ 23 عاما .. ومنساش فيها الأستاذ محمد فوزي اللي كان له دور كبير إنه عرفني عليها بطريقة غير مباشرة، وجعلني أجلس معها من غير ما أتصور إني أسمعها حاجة تغنيها.. ففي سهرة ما، مضى محمد فوزي مع السيدة أم كلثوم عقد، وكان قبلها اتصل بي على التليفون قالي تعالى نسهر مع أم كلثوم، فطلب مني غنوة معينة كان سمعها مني من قبل وهي "حب إيه"، فغنتها بالعود وهي سمعتها، ومكنش في دماغي إنها تقولي أغنيها، وتاني يوم كان فيه ميعاد عندها في البيت، وبعد 15 يوم، كان فيه بروفات للأغنية، وكانت مرحلة مش سهلة بالنسبة لي".

- عن غيرة الملحنين في جيله، فقال بليغ حمدي بأحد البرامج التليفزيونية: "هذا الجيل الذي عاصرته كان كله عطاء، وماحستش بأي غيرة تجاه أي من الملحنين الذين تعاملت معهم بحياتي، سواء الأستاذ فوزي أو الأستاذ زكريا أو الأستاذ القصبجي أو الأستاذ محمود الشريف، وكلهم بحبهم وقريبين من قلبي ولي علاقات قوية وعاطفية بهم".
- قال: "مفيش حاجة اسمها غنوة شبابية فليس لها معنى عندي، ولكن هناك غنوة اسمها شعبية وأخرى كلاسيكية، ومفيش حاجة اسمها غنوة طويلة أو قصيرة، فالحكاية حكاية فن له قواعد وأصول وضوابط، وتسمية شبابية قد تكون من مذيعيين أو شركات إنتاج موسيقي".
- قال بليغ حمدي: "لحنت 12 أغنية لأم كلثوم، وهى إنسانة بسيطة جدًا وتتعامل مع الجميع كإنسان فلاحة مصرية بخفة دم، وتتعامل بدون تحفظ، أو تكبر على أحد، وماشفتش في حياتي أبسط من أم كلثوم، فهي سيدة طبيعية وعادية جدًا في حياتها الخاصة".
- قال: "بشوف كل غنوة لمأساة أو فرحة في أي بلد بالوطن العربي هي غنوة حب مش ضروري تكون نشيد، فالفن عمل، ولكن أن أسميه عمل فني سياسي .. لا.. وأرفض المباشرة في كل أنواع الفنون".
- المطرب علي الحجار، قال عنه بأحد البرامج : "بليغ حمدي هو مكتشفني، وفي بوابة الحلواني، لحن من جديد فترة عبده الحامولي بطعم يسمعوه الشباب الصغيرين ويحبوه، وخد ريحة الطعم القديم وعمله بشكل كل الناس تسمعه".
- أضاف الحجار، عنه: "طول عمره مجدد، ومطور من نفسه، وكان بيجيب مدرسين يعلموه بيانو وهارموني رغم إنه يعرف هارموني من زمان، وهو اللي بيكتب النوتة بإيده، وعلى طول عايش شاب صغير".

- المطرب مدحت صالح، قال عن بليع حمدي، بأحد اللقاءات التليفزيونية: "تعلمت من بليغ حمدي، المثابرة والثقة بالنفس ممزوجة بالاعتدال وذلك على المستوى الفني .. أما على المستوى الإنساني فتعلمت منه الطيبة المبالغ فيها والرقة والحب، وقابلته للمرة الأولى بعد أول حفلة غنيت فيها وصارت العلاقة والصداقة بيننا بعدها".

- أضاف مدحت، في حديثه عنه: "بليغ حمدي مش بيرضى يدخل حد بيته ويقعد يدندن معاه بالعود إلا إذا كان مقتنع بيه".

- قال بليغ حمدي عن المطرب علي الحجار: "صوت عظيم، ودايمًا حتى لو مش موجود في القاهرة بسأل عليه، وهو صوت من الأصوات اللي كان لازم يكون ليه دور أكبر من كده هو ومحمد الحلو في مجال الأغنية".
- حقيقة مشاركته في التمثيل، أوضح بليغ حمدي: "لم أمثل في ساعة لقلبك، وكنت بطلع أغني غنوة والسيدة فايدة كامل كانت بتطلع تكمل البرنامج".
- عن رفضه أن يكون مطربًا، قال: "أرفض دائمًا أن أكون مطربًا لأني مزاجي ومزعج جدًا في هذه المسألة، ولو اتفقت كمغني ممكن أدخل في مليون قضية، ولا أملك خصائص المطرب الذي يضع نفسه لمدة ساعات بسيطة في حالة قدرة على الغناء".

عن غناءه جماهيريًا في الكويت: " كان في العيد الوطني بالكويت، وكنت أحرجت في الجزائر بالعيد الوطني من المرحوم بو مدين، وكان سمع لي شريط بالعود في سهرة مع صديق لنا، فقالي يا أخي لازم تغني النهاردة لشعب الجزائر زي ما غنيت إمبارح، وأحرجت جدًا، وراحوا جابولي نوتة لأغنية "الحب كله" وغنتها، ولما جه بعدها عيد استقلال الكويت كان صعب أقول لأ.. وخصوصًا إنها بلد عزيزة عليا".

- عن شعوره بمواجهته الجمهور أثناء الغناء على المسرح، فقال: "كنت مرعوب، لأني مش متعود أواجه قدامي في مسرح ناس كتير قاعدة، ومهمة المغني مهمة رهيبة وخطيرة جدًا".