حوار| لطيفة: أنتجت رغم أنني لست مليارديرة.. وماجدة الرومي نموذجا للتحدي

حوار- منى الموجي:

مشوار طويل، يزيد عن 20 عامًا، زادتها فيه التحديات والصعوبات إصرارا على النجاح، لتؤكد لوالدتها أنها على قدر المسؤولية التي منحتها إياها، ولن تجعلها تخجل يومًا من مساندتها لها ووقوفها في وجه بعض أفراد أسرتها ممن رفضوا في البداية عملها بالموسيقى والغناء وانتقال فتاة صغيرة من تونس لتعيش في مصر، هي الفنانة لطيفة، التي وقع اختيار منصة سبوتيفاي عليها لتكون أول عرابة لمبادرة "صوتِك" لدعم الأصوات النسائية الشابة.

"مصراوي" أجرى حوارًا مع لطيفة، تحدثت خلاله عن رأيها في المبادرة، والصعوبات التي واجهتها في مشوارها، ونصائحها للمواهب النسائية الجديدة، إلى الحوار..

ما الذي شجعك على الانضمام لمبادرة "صوتِك" التي تنظمها "سبوتيفاي"؟

أكثر من سبب، بينها أن القائم على المبادرة منصة سبوتيفاي، فهم من أهم وأصدق وأكثر المواقع التي تتعامل بمسؤولية، ويأخذون الأمور بجدية، كما أن فكرة المبادرة نفسها أعجبتني، ورغبت في المشاركة بالإعلان عن أصوات نسائية جديدة في المنطقة العربية، فهذا أمر مبهر، خاصة وأنه يتم من خلال منصة عبر الانترنت، لأننا في عصر "الأونلاين".

ما هو شكل الدعم الذي ستقدمينه للأصوات الموجودة بالمبادرة؟

الدعم سيكون على مراحل، مبدئيًا سأكون بمثابة "الأم الروحية"، أدعمهن بخبرتي وأفكاري وثقافتي الموسيقية، فأنا خريجة معهد الموسيقى في مصر وكذلك تخرجت في الكونسرفتوار بتونس، سأدعمهن بكل الخبرة التي اكتسبتها بعد كل ما تعرضت له في حياتي، والصعوبات التي مررت بها وكيف تجاوزتها، حتى لا يمررن بنفس المشاكل.

في رأيك ما هو التحدي الحقيقي الذي يمكن أن تواجهه أي امرأة تدخل مجال الموسيقى والغناء؟

أهمها أنها امرأة، صغيرة طموحها كبير، وبريئة، كلها أشياء قد تجعلها تقع ضحية لمن يضحك عليها بسهولة، الأمر الثاني خلفيتها وثقافتها الموسيقية ودراستها الموسيقية، ومدى ثقتها بنفسها.

هل تنصحين الأصوات الجديدة بدراسة الموسيقى كشرط للاحتراف؟

الدراسة بالطبع شيء ضروري، لكن إذا لم تتوفر لها، دعينا نقول إن عليها الاهتمام بتثقيف نفسها موسيقيا، تقرأ عن رواد الموسيقى وتتعرف عما قدموه وحققوه من نجاحات، لتتعلم من مشوارهم.

ما هو أكبر تحدي واجهته لطيفة كامرأة دخلت عالم الغناء؟

تحديات كثيرة، لكن الحمد لله كنت أيضًا محظوظة كوني تربيت في بيئة مؤمنة برسالتي وبالفن، بيئة تعشق الفن وتحبه وتدعمه، لكن في البداية أنا وأمي تحدينا أفرادا من أسرتي حتى أتمكن من العمل بالفن، أمي وقفت في وجه كل من قال لا، وكان أكبر تحدي الانتقال من تونس لمصر.

معنى ذلك أنه لم يكن من بين الصعوبات نظرة المجتمع لفتاة صغيرة تعمل بالفن؟

كان في الأول صعب كما قلت إن أفراد في العائلة، لم يوافقوا في البداية، خاصة وأن والدي كان قد توفي حديثًا، أمي تحملت المسؤولية وقالت إنها تثق بي، وتعرف ماذا سأفعل، فهي كانت ولا تزال من أهم الأسلحة المعنوية التي ساندتني، ربنا يحميها لي، وقفت في ظهري وكانت السند.

هل كان اتجاهك لإنتاج أعمالك الغنائية ثورة على أي قيود أو عراقيل يتم وضعها في طريق نجاحك؟

أشكرك على السؤال، ما تفعله مبادرة صوتك الآن مع الأصوات النسائية، كان من أهم الأسباب التي جعلتني قبل سنوات أقرر إنتاج أعمالي الفنية، لم أكن مليارديرة، كنت طالبة في أكاديمية الفنون، ولي صديقة والدها هو موريس إسكندر الله يرحمه، تاريخ كبير وأكبر منتج، بعت سيارتي وباع سيارته، وأنتجنا أول ألبوم "أكتر من روحي بحبك"، ونجحنا، هذا النجاح جعلني لا أتخلى عن مبادئي وما أفكر فيه، وما أريد الوصول إليه، لا أتنازل عن اختياراتي، كنت أريد الغناء لعمار الشريعي وبليغ حمدي وعبدالوهاب محمد، والمنتجين كان من الممكن أن يجعلونني أذهب في اتجاه آخر، عن الذي جئت لأجله من تونس.

أشعر بسعادة غامرة كوني اتخذت هذه الخطوة، وأن كل كتالوجي وأعمالي الغنائية والكليبات أنا التي أنتجتها، وأريد دعم البنات في مبادرة "صوتِك"، وهن حظهن أفضل لأن أي بنت تريد أن تغني سيكون سهلا عليها إذا جلست في بيتها وغنت ووضعت الفيديو على الانترنت أصبحت مع العالم كله.

في رأيك.. من هي الفنانة العربية التي تعتبرينها نموذجا حقيقيا للتحدي وحب الفن؟

الفنانة الكبيرة ماجدة الرومي والفنانة جوليا بطرس، قدمتا فنا حقيقيا، وفن دائم تتعلم منه الأجيال، أنتجتا أعمالهما، فالألبوم بالنسبة لي مثل الطفل ملكي وأخاف عليه.

كيف ترين تأثير المنصات الموسيقية على صناعة الغناء والموسيقى؟

منتهى الإيجابية إذا كان ذلك يتم مع عمل تم صناعته بشكل جيد على مستوى الكلام واللحن والتوزيع، واختيار الفكرة الجديدة التي تتماشى مع العصر الذي نعيشه.

ما هو جديدك؟

مؤخرًا أطلقت ألبوم "أقوى واحدة" ومبادرة "أٌقوى واحدة" لدعم السيدات المطلقات والأرامل، وعندي عملين أصورهما على طريقة الفيديو كليب.