"الجارديان": أم كلثوم النجمة الأبدية في الموسيقى العربية "صوت لا يُقارن"
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتبت- منى الموجي:
احتفت صحيفة الجارديان البريطانية، بـ"كوكب الشرق" المطربة الراحلة أم كلثوم، وتحدثت عن مشوارها الفني وتأثيرها الكبير في مجال الموسيقى والغناء، ووصفتها بالظاهرة الاجتماعية، وبالنجمة الأبدية في الموسيقى العربية، وبهرم مصر الرابع، وذلك بالتزامن مع شهر وفاتها فبراير.
وقالت الصحيفة في تقريرها المنشور على موقعها الاليكتروني: "سجلت أم كلثوم حوالي 300 أغنية على مدار 60 عامًا، وكلماتها عن الحب والفقدان مازالت تُسمع في سيارات الأجرة وعبر أثير الإذاعة وعلى المقاهي، رغم مرور 45 عامًا على وفاتها، ورغم غنائها لقصائد عربية معقدة"، مشيرين إلى تأثر نجوم كبار بفنها، بينهم: شاكيرا وبيونسيه اللتان قامتا بأداء رقصات على موسيقى أغانيها، وأن الفنان الأمريكي بوب ديلان قال عنها "إنها حقا عظيمة"، ووصفت مغنية الأوبرا الراحلة ماريا كالاس صوت أم كلثوم بأنه لا يُقارن.
لا يوجد نظير لأم كلثوم في الغرب، فلم يحظ فنان بقدر ما حظت به من احترام ومحبة في عالمها العربي، على الرغم من أنها غير معروفة لكثيرين في المملكة المتحدة، وتلفت الصحيفة إلى عرض من المقرر إقامته في 2 مارس، على مسرح بالاديوم لندن، وسيشهد استعراض لحياتها بالإنجليزية، مع تقديم مجموعة من أغانيها باللغة العربية. تقول منتجة العرض منى خاشقجي "رسالتي الترويج لثقافتنا الموسيقية الكلاسيكية العربية الغنية للعالم الغربي".
ولدت أم كلثوم في قرية على دلتا النيل عام 1904، لإمام كان يعمل بالغناء الديني ليزيد من دخله، مع ابنه، وكانت ابنته الصغرى "أم كلثوم"، تحاكي ما تسمعه منهما، فتعلمت في البداية الغناء على طريقة "الببغاء"، وبعد السماح لها بأن تشاركهم الغناء، برهنت على قوة صوتها، لكن بسبب التقاليد الدينية جعلها والدها ترتدي ملابس الذكور: معطف وغطاء بدوي أسود ولم يترك سوى عينيها وفمها مرئيين، لكنها استطاعت جذب اهتمام الموسيقيين، الذين بدورهم دعوها للمجيء إلى القاهرة.
يشير التقرير إلى أن أم كلثوم أخذت وقتًا حتى تجد لنفسها موطئ قدم في المدينة الكبيرة، عام 1920، ففي تلك الفترة كان يحظى صوتها بإعجاب في بيوت الطبقة الارستقراطية، إلا أنها تعرضت للسخرية بسبب ملابسها، وبدأت تتعلم كيف تغير من مظهرها، وتعاونت مع نجوم كبار في مجالها، وبدأت خطواتها في عالم الشهرة، وتقاضت أموالًا أكثر من نجمات كُن تسيطرن على المشهد الموسيقي لسنوات.
صوت سيدة الغناء العربي "كونترالتو"، وهو نوع من الأصوات الغنائية، ويعد أعمق وأندر الأصوات النسائية، وقال عنها "أديب نوبل" الكاتب الراحل نجيب محفوظ "كانت تتصرف كداعية يستمد طريقته من جماعته، ويمنحهم المزيد مما يقول ويزينه"، وكان الجمهور يطلب منها المزيد والتكرار، فكانت يستغرق وقت الأغنية من 45 إلى 90 دقيقة، يضيف التقرير "وقيل إنها لم تغن خطًا كما هو مرتين"، في إشارة إلى أن أدائها لكل جملة تعيدها يكون مختلفًا.
كان أداء أم كلثوم في الأغلب يستغرق 5 ساعات، متضمنًا 3 أغاني، يذوب خلالها الجمهور في الموسيقى. في أربعينيات القرن الماضي، في الوقت الذي كانت مصر تحت السيطرة البريطانية، قدمت أم كلثوم صورتين عن المرأة، الأولى تمثلت في قدرتها على تثقيف العامة من خلال ارتباطها بتقديم قصائد باللغة العربية الفصحى جيدة، والأخرى أنها ابنة الفلاحين التي لم تنس التعبير عن آلام الطبقة التي جاءت منها.
منذ عام 1934 ولمدة أربعين سنة، استمرت أم كلثوم في تقديم حفلها بموعد ثابت، الخميس الأول من كل شهر، أصبحت ظاهرة اجتماعية. ويتحدث تقرير الجارديان عن قصة شائعة، وهي أن أغاني "كوكب الشرق" مُنعت من الإذاعة المصرية عقب ثورة 1952، بحجة أنها غنت لقادة النظام القديم، إلا أن الرئيس جمال عبدالناصر، البطل القومي، عندما سمع بذلك، تساءل عن متخذي هذا القرار، واعتبرهم مجانين: "هل يريدون أن تنقلب مصر ضدنا؟"، في إشارة إلى مكانتها الكبيرة لدى الشعب المصري.
يستكمل التقرير الحديث عن القصة الشهيرة: "ناصر فهم أن أم كلثوم رمز للثقافة المصرية والعربية. ومن جانبها غنت هي لدعمه وتبرعت بملايين الدولارات للجيش، وكان يعتبرها البعض أداة له.
يذكر التقرير المرة الوحيدة التي وقفت فيها أم كلثوم على خشبة مسرح L’Olympia في باريس، وذلك عام 1967، وتقاضت ضعف ما كانت تتقاضاه مطربة الأوبرا الشهيرة ماريا كالاس، وقالت "الست" عن هذا الحفل: "لا أحد يستطيع أن يصف مدى فخري، عندما ذهبت إلى باريس ووقفت في وسط أوروبا، ليعلو صوتي باسم مصر".
ظلت أم كلثوم تغني في حفلات أمام الجمهور حتى عام 1970، لكنها رحلت عن عالمنا إثر إصابتها بفشل كلوي في 1975، ويُقال إن جنازتها حضرها حوالي 4 ملايين مصري، وحمل نعشها الجمهور لساعات في الشوارع، قبل دفنها.
ورغم سنوات الرحيل، يؤكد التقرير أن الإعلام المصري مازال يهتم بالحديث عن أم كلثوم، ويشير إلى الحفل الذي أقيم مؤخرًا لها في السعودية، معتمدًا على تقنية "الهولوجرام"، إلى جانب حرص الكثير من مطربات اليوم على أداء أغانيها، وبينهن سناء نبيل، البالغة من العمر 17 عامًا، وهي حفيدة أخت "كوكب الشرق"، والتي قالت إن أغاني جدتها ليست فقط للماضي، فالأغاني قديمة ولكن الموسيقى دائمًا تجعلك تشعر أنها جديدة.
فيديو قد يعجبك: