كواليس أغنية "علّي صوتك بالغنا" في "المصير".. بكاء منير وتهديد الطويل ليوسف شاهين

كتب-مصطفى حمزة:

"علي صوتك بالغنا" أصبحت واحدة من أبرز أغاني الأفلام التي قدمها المخرج الراحل يوسف شاهين، ومنذ تقديم الفنان محمد منير الأغنية في فيلم "المصير" عام 1997، وحتى اليوم، أصبحت الأغنية الرئيسية في حفلاته وأحد أشهر ما قدّم الكينج.

ومع ما حققته الأغنية من نجاح، شهدت كواليسها مواقف ساخنة عديدة منذ بداية كتابتها، وهو ما نكشف عنه، مع احتفالنا اليوم بذكرى مولد المخرج يوسف شاهين.

كواليس علّي صوتك بالغنا

الشاعرة كوثر مصطفى فى تصريح لـ"مصراوى"، تحدثت عن كواليس تقديم الأغنية، قائلة: "فى البداية رشحنى الفنان محمد منير وذهبت ومعي مجموعة قصائد، ومنها واحدة أقول فى أحد مقاطعها (ولا أقبل الشجر الخريف، ولا أقبل الصوت الضعيف، ولا انكسار ولا انهزام، ولا خوف ولا، ولا حلم نابت فى الخلا)".

وتضيف كوثر: "وجد شاهين فى هذه الكلمات نفس الروح التى يريدها فى أغنية فيلمه، وطلب من مساعده المخرج خالد يوسف أن يتابع معى حتى أنتهى من كتابة الأغنية، وفي البداية قمت بعدة محاولات غير موفقة للكتابة، بسبب شدة خوفي من الفشل أمام هذا الأستاذ الكبير، إلى أن قررت أخيراً أن أكتب أول ما يخطر لى على بال وأقوم بتسليمه، ووفقنى الله في العثور أخيراً على هذه الجملة المفتاح (علّي صوتك بالغنا.. لسه الأغانى ممكنة)، وفى النهاية اكتملت الأغنية".

رأي يوسف شاهين في علّي صوتك بالغنا

وعن تعقيب شاهين، تقول كوثر: "بعد أن انتهيت من الكتابة، وذهبت أخيراً لتسليمها، بحثت فى المكتب عن خالد يوسف ولكنني فوجئت أنه غير موجود، ولكنهم أخبرونى أن (جو) فى مكتبه، فطلبت مقابلته وأدخلونى له، وقرأت عليه كلمات الأغنية وأنا خائفة جداً من ردة فعله، ولكنه فاجئنى بفرحه الشديد بها وقال لى: (برافو.. هو ده بالظبط اللى أنا عايزه.. فين خالد.. اطلبوا كمال الطويل.. إحنا متأخرين.. النهاردة الأغنية لازم تروح لكمال، وتم الاتصال بالفعل بالأستاذ كمال الطويل وتحدد الموعد في السادسة مساءً فى منزله بالزمالك".

بكاء محمد منير بسبب علّي صوتك بالغنا

أما عن كواليس تسجيل أغنية "علي صوتك بالغنا" التي قدمها الكينج عام 1997 في فيلم "المصير"؛ تحدث الفنان محمد منير خلال حواره مع الكاتب عمر طاهر، وقال: "عند تسجيل الأغنية، أراد الموسيقار كمال الطويل أن أقدمها بطريقة، وما أن أبدأ في الغناء، كان شاهين يطلب الغناء بطريقة أخرى، واحترت ماذا أفعل وكل منهم أب لي، وهما مع صداقتهما كانا عنيدان".

أضاف الكينج: "مع عنادهما لم أجد حل إلا البكاء، وطلبت خروجهما من الاستديو وبدأت التسجيل، وبعد الانتهاء خرجت ووجدت يوسف شاهين وكمال الطويل يرقصان ويتعانقان".

أزمة بين يوسف شاهين وكمال الطويل

الناقد الفني طارق الشناوي من جهته كشف في تصريح خاص لـ"مصراوي"، عن واقعة أخرى تخص النزاع بين يوسف شاهين وكمال الطويل بسبب "علّي صوتك بالغنا"، وقال: "كنت أسجل مذكرات حياة الموسيقار الكبير كمال الطويل، متناولا، فى جزء منها، علاقته بالمخرج يوسف شاهين، فقال لى إنه اتصل به ذات يوم غاضبا ومتوعدا بأنه سيقيم دعوى قضائية ضده، مطالبا المسؤولين فى مصر بمصادرة الفيلم وحبسه، ولن يكتفى بهذا القدر بل سيطالب أيضا إدارة مهرجان (كان) بمنع عرض الفيلم رسميا، لأن المخرج اعتدى على حقه القانونى وحذف (موتيفة) موسيقية من اللحن".

وتابع: "كان سر غضب الطويل أنه وضع لحن الأغنية بالصيغة التالية (ترقص- ترلم- أرقص)، وعند وضع النسخة النهائية أراد يوسف شاهين، حذف كلمة (ترلم) واستبدالها بالصمت، وبدأ التراشق بين العملاقين، ووصل إلى حد التهديد بالمقاضاة، وبعد تدخل الأصدقاء استمع الطويل في لحظة هادئة للحن بعد حذف (ترلم)، فوجدها أحلى وقرر ألا يضحى بصداقة العمر".

وتوفى يوسف شاهين بعد إصابته بنزيف دموي بالمخ في مستشفى المعادي العسكري، وكان ذلك في يوم الأحد الموافق 27 يوليو 2008، عن عمر يناهز82 عامًا، ودُفن في مقابر عائلته بالإسكندرية.