أمين صندوق مكافحة الإدمان: رصدنا 1141 مشهد تعاطي وتدخين في مسلسلات رمضان 2016 (حوار)
كتبت-دعاء الفولي:
مع قرابة انقضاء شهر رمضان، يعمل باحثو صندوق مكافحة الإدمان التابع لوزارة التضامن الاجتماعي، على رصد تناول الأعمال الدرامية لمشاهد تعاطي المخدرات والكحوليات والسجائر، للسنة السادسة على التوالي. وفي حوار مقتضب لمصراوي، تحدث عمرو عثمان، أمين الصندوق، عمّا وصل له الرصد خلال النصف الأول من الشهر الكريم، كما يشرح كيفية الرصد، وأهم الحملات التوعوية التي يعمل عليها الصندوق لاستغلال رمضان بشكل جيد فيما يتعلق بمشاكل الإدمان.
-ما فائدة رصد مشاهد التعاطي والتدخين في الأعمال الدرامية؟
أثبتت دراسات صادرة عن مؤسسات علمية، كمؤسسة nida الأمريكية-متخصصة في بحوث الإدمان والتعاطي- أن اللقطات الحاوية لمشاهد التعاطي، تُضعف قدرة الشخص على مقاومة الإدمان، خاصة الأطفال والمراهقين. وتتسبب للمتعافين بما يُسمى "لهفة التعاطي"، ما قد يُفسد الرحلة العلاجية، والنموذج الأخير صادفناه بكثرة خلال تعاملنا في المستشفيات.
-حدثنا عن آخر رصد توصلتم له فيما يتعلق بمشاهد التعاطي في الدراما الرمضانية؟
رصدنا منذ أول الشهر وحتى الآن، 1141 مشهدًا للتدخين وتعاطي المخدرات والكحوليات، بإجمالي 31 ساعة.
وكان التدخين هو الأعلى نسبة، إذ رأينا 901 مشهدًا للتدخين، بواقع 21 ساعة وثلاثين دقيقة، فيما جاء تعاطي المخدرات والكحوليات في المستوى التالي، فبلغ 240 مشهدًا، أي ما يعادل 8 ساعات ونصف.
-وما أعلى المسلسلات التي تحوي مشاهد للتعاطي أو التدخين؟
يأتي مسلسل "الطبال" على رأس القائمة، بواقع 60 مشهدًا للتدخين، مدتها ساعتين. و30 مشهدًا للتعاطي بواقع ساعة و25 دقيقة، ثم هناك مسلسل "الكيف" الذي يحوي 41 مشهدًا للتدخين مدتها ساعة و59 دقيقة، و28 مشهدًا للتعاطي جاءت في ساعة ونصف. وفي المقابل ثمة مسلسلات خلت تمامًا من أي مشاهد تعاطي أو تدخين، مثل "سقوط حر" و"رأس الغول". وقامت قناة "أون تي في" و"إم بي سي" بوضع تحذير قبل المسلسلات التي تحوي مشاهد تدخين أو تعاطي، وهي خطوة جيدة، نرجو أن تُعمم.
-ما هي كيفية الرصد خلال رمضان.. وكم عدد الفريق المختص بذلك؟
عدد الفريق من 20 إلى 25 باحث، حسب الضخ الدرامي في رمضان. والكيفية تقوم على تخصص كل باحث بمتابعة عمل بعينه، وتفنيده بالثانية، وكتابة تقرير مُفصل عن الحلقة. ويجب القول إن بيانات الرصد الكمّي، ليست ما نعمل عليه فقط، فجزء من عملنا هو الرصد الكيفي لتفاصيل القضية في العمل، وشكل وأداء الشخص المُدمن في المسلسل، وحتى الموسيقى المصاحبة لمشهد التعاطي.
-وما الملاحظات العامة على الأعمال الدرامية ذلك العام؟
رصدنا ارتفاع نسبة تعاطي الكحوليات في الأعمال الدرامية، مقارنةّ بالأعوام الماضية، فيما لم تتغير نسبة التدخين. وانخفضت مشاهد تعاطي المخدرات، إذ بلغت العام قبل الماضي 15% من المساحة الزمنية للأعمال، وانخفضت العام الماضي إلى 12%، ولا نستطيع تحديد نسبة الانخفاض ذلك العام إلا مع نهاية الشهر.
-مع رمضان من كل عام يتجدد اللغط حول مشاهد التعاطي.. فالبعض يقول إن المخدرات موجودة في المجتمع فلماذا يتم تقليل مشاهدها عمدًا.. ما رأيك؟
نحن كصندوق مكافحة الإدمان، لا نطلب تقليل المشاهد، بل ترشيدها. والنظر في مردودها على المتلقي. فليس ثمة فائدة من مسلسل به مشاهد تعاطي قليلة، لكنها تُشجع الأمر، أو تُظهر المدمن "وكأنه مبسوط"، ففي تلك الحالة سيقتنع جزء من المتفرجين، أن الإدمان ليس مرض، وسيكون الاستسلام له أيسر، وسيصبح الأمر أكثر صعوبة على الشخص المتعافي. كما نتحفظ أيضًا على المشاهد الترويجية والتعليمية التي توضح كيفية التعاطي بأدق التفاصيل.
-بصفتكم هيئة حكومية تابعة لوزارة التضامن الاجتماعي.. هل تستطيعون اتخاذ إجراءات ضد الأعمال المُروجة للمخدرات؟
التعامل مع الدراما أو السينما أو الإبداع بشكل عام، لا يمكن أن يكون جافًا أو ملتصقًا بقوانين واضحة. فمن ناحية نؤمن بأهمية الدراما لمساعدتنا على مكافحة الإدمان، ومن جهة أخرى يجب تعديل المشاهد الدرامية في إطار تعاون بين صُنّاع الإبداع والصندوق، لذلك نراهن فقط على تفهم العاملين بقطاع الفن لما نحاول القيام به، وهو المحاربة الوقائية للإدمان، وتخفيض نسبته. وقد نتجت آثار جيدّة عن وثيقة شرف اُصدرت في العام الماضي بالتعاون مع نقابة المهن التمثيلية، ما أدى لانخفاض نسبة المشاهد بالفعل.
-إذًا في رأيكم.. ما الأعمال التي تتحقق فيها "المسئولية الاجتماعية" تجاه التعاطي؟
أفضلها على الإطلاق، كان مسلسل "تحت السيطرة". فلم تتناول الدراما المصرية قضية الإدمان بذلك الذكاء منذ عشرات السنوات، ولم تُلقِ الضوء بهذا القدر على الحالة النفسية للمدمن وإظهاره كمريض يحتاج للعلاج، وليس وحشًا كاسرًا يجب أن يلفظه المجتمع.
-وماذا عن رصدكم للأعمال الفنية خارج رمضان؟
عملنا مستمر طوال العام. بداية من أفلام عيد الفطر والأضحى، وامتدادًا فيما بعد. وللأسف كانت أفلام عيد الفطر الماضي بها الكثير من مشاهد التعاطي، ونأمل أن تنخفض النسبة ذلك العام. أما المسلسلات فمعظمها يُذاع في رمضان، لكننا نتابع أي جديد، بالإضافة لمتابعتنا للإذاعة كذلك.
-كيف تستغلون الشهر الكريم لمحاولة الحد من تعاطي المخدرات؟
بالنسبة للأعمال الدرامية، فهناك 3 جوائز سيتم تقديمها نهاية رمضان، وستكون على الترتيب، للعمل الخالي من مشاهد تعاطي وتدخين، ثم للعمل الأقل احتواءً، وأخيرًا للأعمال الإذاعية التي تناولت القضية بشكل جيد.
وبعيدًا عن التلفاز، فتستمر حملتنا القومية لمكافحة المخدرات، تحت عنوان "أنت أقوى من المخدرات" من خلال انضمام بعض لاعبي الكرة مثل محمد صلاح، أو الفنانين كمحمد رمضان. ونحاول النزول على الأرض من خلال تواجدنا في الأندية والدورات الرمضانية بمراكز الشباب المختلفة، وقد انضم النادي الأهلي حديثًا لحملتنا.
-وماذا عن الخط الساخن المُخصص لمساعدة المتعاطين.. هل يزداد الضغط عليه خلال رمضان؟
لا فرق كبير بين الوقت الحالي والشهور الأخرى. ويرجع ذلك لعدم توعية الإعلام بشكل كافي بالخط الساخن، فعليه نستقبل المكالمات مجانًا طوال الأسبوع، ويتم الرد من قبل باحثين في علم النفس والاجتماع، ليساعدوا المتصل. سواء كان مريضًا أو متعافيًا أو من أحد المقربين منه، ويكون ذلك في سرية تامة، فلا يسأل الباحث عن أي بيانات شخصية خاصة بالمتصل أو الحالة.
فيديو قد يعجبك: