حوار- تيسير فهمي: تخوفت من تجسيد "ابنة إبليس" في "الكعبة المشرفة".. ولم أعتزل
حوار- منى الموجي:
شاركت في عدد كبير من المسلسلات الدينية، منها "الفتح المبين"، "عصر الأئمة"، "لا إله إلا الله" و"الكعبة المشرفة"، وأرجعت سبب غيابها عن السباق الرمضاني، بعدما كانت وجبة رئيسية على المائدة الرمضانية، إلى تخلي الدولة عن الإنتاج، هي الفنانة تيسير فهمي.
تيسير فهمي تحدثت في حوارها إلى "مصراوي"، عن مشاركتها في أهم المسلسلات الدينية، وطقوسها في شهر رمضان، وكشفت عما إذا كانت تفكر في العودة للتمثيل من جديد أم؟، إلى الحوار..
حدثينا عن الفترة التي شهدت اهتمام الدولة بإنتاج المسلسلات الدينية؟
شهدت فترة الثمانينات والتسعينات اهتمام بوجود مسلسل رمضاني ديني، يكون ضخم، لا يتناول فقط المسألة الدينية، أو ما الذي كان يدور في الحقب التاريخية القديمة من أحداث سياسية ودينية، وكيفية انتشار الدعوة، ولكن يهتم بتقديم قيم الدين الإسلامي.
وكيف كنتِ تشعرين عند اختيارك للمشاركة في مسلسل ديني؟
كنت سعيدة لأني من محبي اللغة العربية، وأحب التمثيل بها، وكانت سعادتي تزداد بنجاحها، فأجزاء "لا إله إلا الله"، "محمد رسول الله" ومسلسل "الكعبة المشرفة"، نجحت نجاح كبير لا يقل عن نجاح المسلسلات الاجتماعية، وهو دليل أن وعي الناس جيد، وعندما يتم تقديم عمل فني جيد يتقبلوه ويقبلون على مشاهدته.
وكيف ترين غياب هذه النوعية من الأعمال في وقتنا الحالي؟
أشعر بالحزن طبعا لغياب الأعمال الدينية والتاريخية، ولغياب اللغة العربية عن مسلسلاتنا.
وفي رأيك ما سبب اختفاء هذه النوعية؟
لأن الدولة تخلت عن إنتاج هذه المسلسلات، نظرا لتكلفتها المرتفعة جدا، وكانت الدولة هي التي تتكفل بها، وأتمنى أن تعود للإنتاج من جديد.
شاركتِ في كثير من الأعمال الدينية ومن بينها "الكعبة المشرفة" وظهرتِ فيه بشخصية ابنة إبليس.. كيف تقبل الجمهور ذلك؟
الطرح كان جديد وغريب على الناس، وقد يكون هذا أحد أسباب نجاحه، لأنه نجح نجاح غير متوقع، كنت في بداية المشوار في أوائل الثمانينات، وتخوفت في البداية من الشخصية ومن فكرة تجسيد ابنة إبليس، حتى لا يكرهني الجمهور، لكنهم استقبلوا العمل بشكل جيد، لأنه كان يقدم الفرق بين الإيمان بالأديان عموما والكفر بها، وكيف يتمسك الإنسان بتعاليم دينه ويتعامل بها، لأن هذا ما يمنحه معنى الإنسانية، لذلك تفاعلوا معه جدا.
وماذا عن التعاون مع الكاتبة أمينة الصاوي مؤلفة "لا إله إلا الله" و"الكعبة المشرفة"؟
تعاونت معها في أكثر من عمل، وكانت كتاباتها تمتاز بالبساطة، عندما كنت أمثل كنت أجد أن اللغة العربية المُستخدمة في الحوار بسيطة وسلسة، والموضوع شيق، وبالطبع لم تكن هناك مساحة للتدخل في النص، لأنه عمل تاريخي وديني قائم على حقائق، ولم يكن عملا اجتماعيا يمكننا أن نتناقش في أحداثه.
كيف تقضين شهر رمضان؟
مثل كل الناس صيام، عبادة، صلاة التراويح، تبادل الزيارات مع الأهل والأصدقاء، مشاهدة التليفزيون بحسب الوقت المُتاح.
وما هي ذكرياتك مع الشهر الكريم والفانوس؟
حتى الآن وجود الفانوس شيء ضروري، وأتذكر أيام طفولتي كان الفانوس الجميل أبو شمعة هو الموجود، وكنا نلعب به عقب تناول الفطار، وكان فيه حميمية أكثر من الأيام الحالية، وبالفعل كان فرصة للقاء الأصدقاء، الجيران والعائلات، وهي اللقاءات التي تحمل المودة والرحمة، معظم هذه المظاهر اختفت الآن، بسبب الحالة الاقتصادية أو العامة في كل أنحاء العالم، في ظل وجود أخبار "الذبح، المجاعة والحروب"، اعتقد الناس نفسيا لم تعد مؤهلة لعودة الأجواء الجميلة الخاصة برمضان، وأتمنى أن تعود مرة أخرى، وأن يدعو الناس في صلواتهم أن يسود الأمن والسلام العالم.
تغيبين عن التمثيل منذ فترة طويلة.. ألا تفكرين في العودة؟
لأ كده كفاية.
معنى ذلك أنكِ تغلقين الباب أمام أي عمل يُعرض عليكِ؟
ليس بهذا المعني، فأنا لم أعتزل، وأؤمن بأن الفنان لا يعتزل ولا يموت، طالما أن له أعمال تُعرض ويشاهدها الجمهور، دعينا نترك الدنيا للظروف، فلا أحد يعرف ما الذي ينتظره في الغد.
فيديو قد يعجبك: