مسجد فينسبري بارك.. نفض غبار التطرف ولاحقته الإسلاموفوبيا
يشتهر مسجد فينسبري بارك، بين المساجد في بريطانيا، بأنه "مسجد المتطرفين"، وكان معقلا لعضو تنظيم القاعدة الشهير أبو حمزة المصري، الذي كان يحرض على التطرف والعنف بين الشباب، واعتقل أكثر من مرة قبل أن ينتهي به الأمر بتسليمه إلى الولايات المتحدة لمحاكمته في قضايا متعلقة بالإرهاب.
وكان المسجد دوما، والمنطقة التي يقع بها، ساحة لمظاهرات بريطانيين ذوي ميول عنصرية حال تدخل الشرطة، دون وقوع حوادث عنف كبيرة فيها.
ورغم قرب المنطقة التي يقع بها المسجد من وسط لندن، إلا أن بها عددا كبيرا من المسلمين، أغلبهم من المهاجرين من الصومال والجزائر ومن دول آسيوية.
وسعى القائمون على مسجد فينسبري، منذ مدة إلى تغيير الصفة التي لازمته طويلا، إذ كان معقلا لعدد من المتشددين خلال عقد التسعينيات ومطلع الألفية، ويشتهر بارتباطه سابقا برموز متشددة أبرزهم مصطفى كمال المعروف بأبي حمزة المصري.
ومن هؤلاء المتشددين شخصيات ذات صلة بتنظيم القاعدة، مثل زكريا موسوي، أول شخص تتم إدانته في الولايات المتحدة في هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001.
وأيضا ريتشارد ريد، "مفجر الحذاء"، الذي حاول إشعال فتيل مواد متفجرة على متن طائرة عابرة للمحيط الأطلسي متجهة من باريس إلى ميامي في نهاية عام 2001.
وتشير التقديرات إلى أن 35 شخصا على الأقل من المحتجزين بمعتقل "غوانتانامو" مروا بالمسجد، حين كان لا يزال تحت إشراف أبو حمزة. وأثناء محاكمته، زعم أن شخصا اسمه الخطيب أصبح "يجند أفرادا لارتكاب جرائم إرهاب وقتل"، حيث كان يغرس في جموع المصلين مشاعر الكراهية والتعصب، بحسب وثائق لويكيليكس.
انتهى عهد أبي حمزة في نهاية المطاف في مايو 2004، بعد أن بدأت الولايات المتحدة تسعى إلى تسلمه بسبب دوره في محاولة تشكيل "معسكر تدريب إرهابي" في أوريغون.
وقد اعتقلته السلطات البريطانية مرة أخرى في 26 أغسطس من نفس العام، وتمت إدانته بـ12 تهمة من إجمالي 15 تهمة منفصلة، من بينها 6 تهم بالتحريض على القتل، و3 تهم مرتبطة بتأجيج مشاعر الكراهية العنصرية، وتهمة امتلاك "موسوعة إرهابية".
وفي هذا السياق ألقت وثائق ويكيليكس الضوء أيضا على عمليات التجنيد في مساجد لندن، وكشفت كيف تم غسل أدمغة المسلمين بأشرطة فيديو تتحدث عن الفظائع التي ارتكبت ضد المسلمين في البوسنة والشيشان، وتعرض لمحاضرات ألقاها أبو حمزة، حيث سلط الضوء على فضائل "دولة إسلامية نقية" يمكن العثور عليها في أفغانستان.
وسمت الوثائق الأميركية 4 مساجد ومركزا إسلاميا في لندن كمواقع لنشر أفكار التطرف في أوساط الشبان المسلمين وتحويلهم إلى إرهابيين محتملين، لدرجة أن لندن باتت تعرف بين المتطرفين باسم "لندنستان"، من بينها مسجد فينسبري بارك.
وبعد سنوات، أصبح مسجد فينسبري جزءا من المنتدى الإيماني لآيسلينغتون، وهو عبارة عن شراكة مجتمعية من المنظمات الدينية التي تعمل معا للمساعدة في تنمية المجتمع المحلي، في محاولة لنفض غبار التطرف عن سمعته.
ومع ذلك، لم تأت الرياح بما تشتهي السفن، إذ واجه المسجد عدة محن صعبة، بما في ذلك تعرضه لهجمات عديدة.
ففي يونيو 2011، تعرض المسجد لهجوم يشتبه بأنه بجمرة خبيثة مرفقة برسالة معادية للإسلام وصور مسيئة لسيدات مسلمات، مما أثار حالة من الفزع بين المصلين بعد إغلاق الشرطة المنطقة.
وفي يوليو 2010، ألقى بعض المخربين برأس خنزير على بوابة المسجد من الخارج.
وفي 19 يونيو 2017، تعرض المسجد أخيرا إلى هجوم دام إثر قيام شاحنة (فان) يستقلها 3 أفراد بدهس المصلين بعد انتهائهم من أداء صلاة التراويح.
المصدر: سكاى نيوز عربية
فيديو قد يعجبك: