كيف أثرت الدراما وإعلانات رمضان في التوعية بمرض السرطان؟
كتب - أحمد جمعة:
بمسلسل ونحو 4 إعلانات تليفزيونية، تمحور الحديث حول تناول أمراض الأورام على الشاشة الفضيّة خلال شهر رمضان الجاري، الأمر الذي فتح باب التساؤل بشأن تأثير تلك الحملات في التوعية بمرض السرطان في مصر.
ووفقًا لدراسة نشرتها منظمة الصحة العالمية، وصل عدد المصابين من المصريين بالأورام سنوياً نحو مائتي ألف مصاب، في حين سيصبح عدد المصابين بالمرض عالمياً 15 مليون حالة في عام 2020 بزيادة 5 ملايين بالمقارنة بإحصائية عام 2000، حيث بلغ عدد مرضى السرطان في العالم 10 ملايين حالة.
وقالت الدكتورة عزة نصر، رئيس وحدة الوقاية والكشف المبكر بمعهد الأورام، إن "الدراما والحملات الإعلانية تحقق تأثيرًا ملموسًا خلال شهر رمضان، نظرًا لارتفاع نسبة المشاهدة، وهذا يعطي توعية أكبر ورسائل منها: "إن أصيب شخص فليست نهاية العالم وهناك أمل للعلاج وأن نسبة الشفاء ترتفع مع الأجهزة والأدوية الجديدة، وهذا يجعل الناس تنتبه للموضوع وتبحث عنه وتعرف الاكتشاف المبكر للإصابة".
ميدانياً؛ ترى "نصر" في تصريحات لمصراوي، أن هناك زيادة في نسبة المترددين على وحدة الاكتشاف المبكر للأورام بالمعهد على غير العادة. وتضيف: "لاحظت زيادة نسبة المترددات في شهر رمضان، هناك زحام، وكنت متخيلة أن رمضان هيكون العدد أقل، وأعتقد أن هذا تأثير للحملات الإعلانية والدراما، وما لها من نتائج إيجابية في التوعية بالمرض".
وطالبت نصر أن تستمر تلك الحملات طوال العام ولا تقتصر على شهر رمضان فقط: "لابد أن تستمر التوعية طوال العام حتى تُحدث تأثيرا واضحًا".
فيما أوضح الدكتور هشام الغزالي، أستاذ علاج الأورام جامعة عين شمس، ورئيس مؤتمر الجمعية الدولية لأورام الجهاز الهضمي والمسالك البولية، أن الهدف من الحملات الإعلانية بشأن مستشفيات الأورام هوّ دفع الناس والتأثير عليهم للتبرع لتلك المؤسسات لاستكمال منظومة العلاج، لكنه في ذات الوقت يطالب بتشكيل "مظلة واحدة لكافة المؤسسات تكون مهمتها التنسيق بين كل هذه المستشفيات والجمعيات الأهلية لإدارة الحملات الإعلانية لأننا لسنا في سباق من يستطيع جمع أكبر قدر من الأموال، وتشرف عليه اللجنة العليا للأورام التابعة لوزارة الصحة بمشاركة كافة الجمعيات حتى تكون الأمور أكثر تنظيمًا"، حسب قوله.
وأضاف الغزالي، في تصريحات لمصراوي، أن هذه الإعلانات يجب أن توجه في المقام الأول لعلاج المرضى وليس لبند الإنشاءات: "الهدف أن نعالج المرضى، لو جمعنا 100 مليون جنيه نستطيع علاج ما لا يقل عن 10 آلاف مريض، هناك مستشفيات كثيرة في مصر ومن الممكن أن نرفع كفاءتها وطاقتها الاستيعابية".
وبشأن تأثير تلك الحملات على المرضى، قال الغزالي: "الإعلانات جيدة ومؤثرة ولكننا لسنا في سباق؛ بل لهدف توجيه الأموال بطريقة منظمة للاستفادة بتلك التبرعات حتى تصل للمريض نفسه"، مضيفًا: "النظرة لمرضى الأورام لم تتغير بعد، ونحتاج إلى مجهود أكثر تأثيرا من ذلك، فالمرضى أكدوا لي شخصيًا أن هذه الإعلانات تؤثر سلبا عليهم باستثناء إعلان وحيد هذا العام".
فيديو قد يعجبك: