عزيزي الفنان.. متى ستعتزل ؟

تقرير- منى الموجي:

''مش عايزة أموت على سرير.. نفسي أموت وأنا واقف على المسرح''، ''سأظل أعمل في التمثيل حتى أخر يوم في عمري''، ''لن اعتزل الفن''، كلها جمل رددها فنانون، مؤكدين أن إذا استطاع الإنسان العيش بدون أن يتنفس، سيستطيع المبدع أن يحيا دون إبداعه، فالفنان لا يمكن أن يكون موظف يخرج على المعاش مع تقدمه في العمر.

وتظل فكرة الاعتزال تلقي بظلالها على الوسط الفني منذ وقت بعيد وحتى الآن، فكم من فنان وفنانة قرروا الاعتزال، منهم من كان قراره نهائي بلا رجعة، ومنهم من جذبه الفن بسحره من جديد، وفي هذا التقرير يحاول ''مصراوي'' معرفة هل هناك عمر افتراضي للفنان، وما هي الأسباب التي قد تجعل فكرة الاعتزال تراود أي فنان؟.. 

لا للاعتزال

رفض الملحن هاني شنودة فكرة الاعتزال تماما، واصفا من يفكر في الاعتزال بأنه فنان لا يثق في نفسه، مضيفا ''الواثق يعمل كالآتي: لما سيدنا عمر لقى واحد كبير في السن أوي بيزرع نخلة فسأله بتزرعها ليه دي لن تؤتي أُكلها الا بعد 10 سنين، فرد عليه قائلا زرعوا فأكلنا ونزرع ليأكلوا''.

وأضاف شنودة لمصراوي ''من يعتزل سيصبح كمن أخذ زهوة الحياة وكل حاجة حلوة فيها، وعندما حان الوقت الذي يجب أن يعطي فيه انسحب''.

المرض

ورأت الفنانة فادية عبدالغني أن وجود مناخ غيرملائم يحيط بالفن، قد يدفع الفنان لأن يفكر في الاعتزال، أو عندما يجد أنه لا يحظى بالمكانة التي تناسبه، فاعتزازا بذاته واحتراما لنفسه، يتخذ قرار الاعتزال، حسب رأيها.

وأضافت فادية في تصريح لمصراوي ''هناك أيضا سبب أخر قد يدفع الفنان للابتعاد عن الفن وهو أن يُصاب بمرض يمنعه من أداء مهام عمله''.

الفنان متجدد

وعبرت الفنانة سهير المرشدي عن اندهاشها من السؤال، مؤكدة أن الفنان المبدع لا يمكن أن ترادوه فكرة الإعتزال، فالموت والمرض هما ما يبعدانه عن إبداعه، لافتة إلى أن الإبداع لا عمر له، فالفنان الحقيقي متجدد دائما.

وتابعت سهير في تصريح لمصراوي ''مافيش فنان يفكر في الاعتزال الا لما يموت، الفنان الموظف فقط هو من يفكر في الاعتزال، فيخرج على المعاش، لكن الفنان المبدع إبداعه مستمر''.

ولفتت سهير إلى قيام بعض الفنانين بالاعتكاف لا الاعتزال، احتراما لأنفسهم ولموهبتهم، ولتاريخهم، في ظل أجواء قد لا تلائمهم.

العطاء

وقال الفنان أحمد عبدالوارث ''أسباب الاعتزال تختلف حسب تركيبة الفنان، لكن من وجهة نظري ان هذا القرار يتخذه الفنان عندما يشعر بعدم قدرته على العطاء''.

وعاد عبدالوارث ليؤكد في تصريحه لمصراوي أن أي فنان يشعر بأن لديه قدرة على العطاء، لن يفكر في الاعتزال، مضيفا ''واعتقد ان ده الاحساس اللي بيبقى عند الفنان الحقيقي''.

لا للتنازلات

واتفق معه المخرج مجدي أبو عميرة، رافضا أن تكون الأجواء المحيطة بالوسط الفني هي السبب في اعتزال الفنان، موضحا ''حتى لو المناخ غير جيد، على الفنان أن يسعى لتغييره، دون أن يقدم تنازلات''.

وتابع مجدي في تصريحه لمصراوي ''أما إذا نضب نهرعطاء الفنان فقد يفضل أن ينزوي وينسحب''.

نهاية الحياة

وقال الفنان محمد متولي إن فكرة الإعتزال لم تراوده على الإطلاق، واصفا الاعتزال بأنه نهاية الحياة، ومتمنيا أن يظل يؤدي دوره كممثل حتى أخر ثانية في حياته.

مسألة صعبة

ونشرت بعض المواقع منذ فترة أخبار تفيد باعتزال الفنان حمدي أحمد، وعندما سأله ''مصراوي'' عن مدى صحة هذه الأخبار، أكد حمدي أن اعتزال الفن مسألة صعبة، حتى إن منعته حالته الصحية عن التمثيل، فهو لون واحد من الفن.

وأضاف حمدي ''لكن أنا مازلت اعطي فنا، من خلال كتاباتي في الصحافة، مشاركتي في الاحتفالات والندوات، ولقاءاتي مع الناس، كل هذه الأمور لا استطيع التخلي عنها، فأنا تخليت عن فرع صغير جدا''.

المعاش

وقالت الفنانة منال سلامة ل''مصراوي'': ''طالما الفنان فيه نفس ويستطيع الوقوف على قدميه لا يجب أن يفكر في الاعتزال، فالفنان مبيطلعش على المعاش، وهذا ما رأيناه مع الفنانة الكبيرة أمينة رزق التي ظلت لاخر نفس في عمرها تعطي لفنها''.

وأكدت منال أن فكرة الاعتزال لم تراودها على الإطلاق، بالرغم من أن البعض يراها مُقلة، ولكنها تحرص على الاختيار لتقديم الأفضل.