ظافر العابدين: أعيش ظروفاً استثنائية.. وإنكار الإدمان هروب - حوار
حوار- منى الموجي:
تصوير- علياء عزت:
يتسلل بآداء هادئ ورزين لعقل المشاهد قبل قلبه، نجح في لفت أنظار النقاد والجمهور مع أول مشاركة له في الدراما المصرية، منذ أربع سنوات، فبدأ الجمهور يبحث عن ذلك الفنان الذي ظهر مع الفنانة هند صبري في "فيرتيجو"، بعد تجسيده دور شاب يعاني من صعوبة في النطق، فاقد القدرة على السمع، ليفاجأ الجمهور في كل عام، باختياره لأدوار تؤكد أنه ممثل لا يبحث عن الأدوار السهلة، بل يفتش عن أدوار تصنع نجومية حقيقية لا مجرد بريق يتلاشى مع مرور الأيام، هو الفنان التونسي ظافر العابدين.
"مصراوي" التقى ظافر ليحدثنا عن "تحت السيطرة" أخر أعماله التليفزيونية المعروضة ضمن السباق الرمضاني، وكواليس العمل مع الفنانة نيللي كريم، وعن رمضان في تونس ومصر، فإلى الحوار..
كيف تم ترشيحك لآداء دور حاتم في "تحت السيطرة"؟
من خلال مخرج العمل تامر محسن، اتصل بي وعرض عليّ الفكرة وبعدها قرأت الورق، وقابلت المنتج جمال العدل، ثم انطلقنا وبدأ المشوار.
وكيف وجدت شخصية حاتم عند قراءته على الورق؟
حاتم مختلف تماما عن كل الأدوار التي قدمتها في الأعوام الماضية، فالشخصية تحمل جوانب انسانية واجتماعية أكبر، مشاعره واضحة بعيدة عن حالة الغموض التي جسدتها في أعمال من قبل حيث كانت مشاعر الشخصيات للداخل غير واضحة، أما حاتم فيعرف الجمهور فيما يفكر وكيف يرى الأمور، ويعيش ظروف استثنائية تتعلق بعلاقته بزوجته، فالدور كان مختلف ويمثل تحدي جديد بالنسبة لي.
رغم أنك وصفت شخصية حاتم والأحداث التي يمر بها بالواقعية.. إلا أن البعض رأى الرومانسية التي عاشها مع مريم خيال.. فهل الرومانسية اختفت من واقعنا؟
الرومانسية بين مريم وحاتم كانت موجودة حتى الحلقة السابعة، لكن بعدها وجهة النظر هذه اختلفت، بعد اكتشافه أنها أخفت عنه الكثير من الأمور، وهو تصرف طبيعي من الزوج الذي يريد أن يفهم، أما بالنسبة للرومانسية فعلى العكس هي موجودة في واقعنا، هناك نماذج عديدة بينهم علاقة قوية، وفي النهاية أي علاقة بين اثنين لا يراها كل الناس من نفس المنظور ويختلفون في الحكم عليها، وقد لا يفهمها البعض.
البعض استنكر رفض حاتم لأن تكن مريم متعافية من الإدمان في حين أنه قبل ألا يكون الرجل الأول في حياتها وهو ما يرفضه الرجل الشرقي.. فما تعليقك؟
لا اعتقد أن كل رجل شرقي يرفض فكرة أن زوجته كانت لديها علاقات قبله زواج أو خطوبة، مجتمعنا أصبح مختلف والتعميم في هذا الأمر صعب، وفيما يتعلق بانفصاله عنها لأنها متعافية، فهو لم يغضب لهذا السبب ولكن رفض فكرة إخفاء زوجته الكثير من الأمور عنه رغم أنه سأله أكثر من مرة، فتراكمت المشاكل منذ عودتهما من دبي، خاصة عندما جاءته إمرأة تخبره بأن مريم على علاقة بزوجها، وقتها اتخذ قرار بالابتعاد.
رغم أن مسلسلات الإثارة أصبحت أكثر جذبا للجمهور إلا أن "تحت السيطرة" نجح في جذبهم إليه.. فما السبب في رأيك؟
الناس متعطشة لرؤية عمل مختلف، وفي نفس الوقت دراما هادفة يتعلم منها أشياء مختلفة، و"تحت السيطرة" يتحدث عن قضية هامة هي قضية الإدمان والتي لا يجب أن ننكر وجوده في مجتمعاتنا، فالانكار هروب من مواجهة المشكلة، لذلك يستعرض المسلسل كيفية التعايش مع المتعافين من الإدمان، ويعرض جانب من حياة المدمنين وتأثير الإدمان عليهم وعلى حياة من حولهم.
القضية تم مناقشتها في عشرات الأعمال التليفزيونية والسينمائية.. فما الجديد الذي يقدمه "تحت السيطرة"؟
الموضوع في "تحت السيطرة" أكثر عمقا، يلقي الضوء على الجانب الإنساني بصورة أكبر من خلال عدد من العلاقات، والدور السلبي الذي يلعبه الإدمان في تغيير حياة الإنسان، كل ذلك عن طريق معلومات دقيقة جدا نابعة من البحث والعمل على الموضوع، إلى جانب طريقة التصوير المختلفة، فكل جوانب "تحت السيطرة" تختلف عما قُدم في السينما أو التليفزيون من قبل.
وكيف رأيت المنافسة بين "تحت السيطرة" والأعمال الأخرى المعروضة في رمضان؟
المنافسة قوية جدا هذا العام، لوجود نوعيات مختلفة من المسلسلات ما بين الإثارة والاجتماعي والكوميدي والاسطوري كما في "العهد"، والجمهور يختار من بينها ما يحب مشاهدته، وهذا أمر جيد.
ذكرت في حوار لك أنك تمنيت تجسيد دور المدمن في المسلسل؟
(مقاطعا) السؤال كان عن الدور الذي سأختاره إذا كان هناك إمكانية لذلك، فاخترت دور المدمن، وبشكل عام كل أدوار المسلسل مغرية بالنسبة لي، وتم تجسيدها بصورة مميزة ووضع كل ممثل بصمته على الدور، وشخصية حاتم أيضا مختلفة جدا وسعدت بتقديمها.
حدثنا عن كواليس العمل مع الفنانة نيللي كريم؟
الكواليس حلوة جدا فنيللي ممثلة مميزة، وهذا ما عرفته قبل حتى أن نلتقي من خلال الاعمال التي شاهدتها لها، لكن بعد التعاون معها اكتشفت أنها مميزة على الجانب الإنساني أيضا، والعمل معها كان سهل وسلس.
بعض الفنانين يعيشون في الشخصيات التي يؤدونها طوال فترة التصوير.. فهل تترك الأدوار التي تقدمها أثرا على حياة ظافر العابدين أثناء تجسيدها؟
لأ، "ده شغل بعرف أفصل وأرجع لشخصيتي تاني، صحيح أن مشاعر الشخصية التي يؤديها أي فنان تأخذ منه، لكن في النهاية استطيع الفصل وأن أعيش حياتي الطبيعية بعيدا عن الشغل بمجرد عودتي للبيت.
على مدار حوالي 4 سنوات كيف تقيم وجودك على الساحة الفنية في مصر؟
الحمد لله أرى أنني قدمت أعمال مختلفة، تعاونت فيها مع إناس مهمين، وسعيد إلى الآن بتجربتي، لكن الطريق مازال طويل، وأتمنى ان يكون المُقبل أفضل.
وما الدور الذي تتمنى تقديمه؟
أفكر دائما في تقديم أعمال وأدوار مختلفة، لم أقدمها من قبل، لذلك أفكر في تقديم اعمال كوميدية أو أكشن، ودور حاتم كان من بين الأدوار التي تمنيت تجسيدها لانه يدور في إطار اجتماعي إنساني بعيدا نوعا ما عن أدواري الأخرى، وهو ما يبحث عنه الجمهور، الذي يطلب أن يكون هناك دائما جديد لدى الفنان، فالمجال الفني من أهم الأمور فيه البحث عن اكتشاف مناطق جديدة.
ولماذا لم نراك إلى الآن في السينما المصرية؟
لابد أن يكون ظهوري من خلال "الدور الصح"، لن أقبل بتقديم عمل من أجل التواجد فقط، فكما قدمت في الدراما أدوار مختلفة أحب أن يحدث ذلك في السينما.
على عكس كثيرين بدايتك كانت عالمية ثم اتجهت للمحلية.. لِمَ؟
الاتجاه للأعمال المحلية كان مهم، فنحن نتحدث على حياة مهنية، ساستمر فيها، فالتواجد في العالم العربي مهم جدا، في النهاية أنا تونسي عربي، يهمني الوجود في المكان الذي انتمي إليه، وبالطبع التواجد بالخارج مهم جدا، لذلك حريص على السير في خطين متوازيين، فالاثنين ساتطور من خلالهما كممثل، لأنني أشارك في أعمال مختلفة لكل منها طريقة مغايرة في العمل، ومخرجين لكل منهم رؤية، وهو ما يجعل الممثل يتحدى نفسه.
لُقبت بمهند تونس.. فهل يضايقك اللقب؟
لا يضايقني على الإطلاق، لكن أنا لا يشغلني مسألة الألقاب واهتم أكثر بتقييم الجمهور لأدواري.
ومن من الفنانين تتمنى العمل معهم؟
مازلت في بداية الطريق كما قولت، لذلك اتمنى العمل مع كل الفنانين الكبار والشباب.
اعتدت في الأربع سنوات لأخيرة على قضاء الأيام الأولى من الشهر الكريم في مصر بسبب التصوير.. فما الفرق بين رمضان في تونس ومصر؟
في البداية دعينا نتحدث عن النقاط التي تجمع بين رمضان في تونس وفي مصر، وهي "اللمة، السهر والزيارات التي نلتقي فيها الأصدقاء والأهل، روح حلوة بتكون موجودة في رمضان، والكل يسعى لمساعدة غيره، رمضان بيقرب الناس من بعضها، أما أبرز الاختلافات فهي أن تونس ليس بها فوانيس رمضان.
وما الذي افتقدته أثناء قضاءك رمضان في مصر؟
افتقد ابنتي "ياسمين" عمرها خمس سنوات الآن، لأنني أقضي معظم أيام شهر رمضان في القاهرة بسبب استكمال التصوير الذي سيستمر حتى الأيام الأخيرة منه، ومن المفترض الانتهاء من تصوير دوري خلال هذه الأيام لأقضي أخر أيام الشهر مع عائلتي.
فيديو قد يعجبك: