عبدالله مشرف: الحياة صدف ربنا اللي بيعملها.. و"ثلاجة" أعادت لي الأمل - حوار ج2
حوار- منى الموجي:
تصوير- محمد الموجي:
لعبت الصدف دور البطولة في حياته، فكلما اقترب من حافة اليأس أعادت له صدفة من جديد الأمل، في بلوغ حلمه، هو الفنان عبدالله مشرف الذي يواصل حواره مع "مصراوي"عن مشواره الفني، فيحكي كيف اختاره الفنان محمود عبدالعزيز ليشارك في فيلم "الكيف"، ولقاءه بالفنان محمد صبحي وانضمامه لفرقته المسرحية، والصدفة التي جعلت المخرج عاطف الطيب يختاره لدور فرج الأكتع في فيلم "كتيبة الإعدام"، فإلى الحوار..
الصدف
يرى مشرف أن "الحياة صدف ربنا اللي بيعملها"، فبعد مشاركته في مسلسل "الفتوحات الإسلامية" مع المخرج ممدوح مراد، ابتعد لفترة عن الدراما التليفزيونية وظل وقته مقسما بين مسرح الطليعة وعمله في مشروع شقيقه "السوبر ماركت"، لتأتي صدفة أخرى يكون لها تأثير السحر في حياته، فعن طريق زوجة شقيقه علم بوجود "ثلاجة" تُباع بنصف الثمن فبدلا من أن يكون سعرها 4 آلاف سيشتريها هو بألفين جنيه فقط، وبالفعل ذهب لشراءها ليقابل هناك ممدوح مراد ومعه المنتج مدحت الشريف، وكانا يستعدان في ذلك الوقت لتقديم مسلسل "سكة الطيب" بطولة الفنان عبدالمنعم مدبولي.
تلقى مشرف من ممدوح عرضاً للمشاركة بدور صغير حتى يكسر "النحس" على حد تعبيره الذي لحق به بعد أخر مشاركاته في التليفزيون "الفتوحات الإسلامية"، فمنحه دور ضابط، وبدأ الاستعداد للسفر إلى اليونان، ولكن أثناء "بروفات الترابيزة" مع نجم العمل، طلب مدبولي من المخرج منح مشرف دور ابن الحلاق، فبدلا من أن يكون ظهوره في حلقتين فقط أصبح دوره 10 حلقات.
سافر مشرف اليونان مع فريق "سكة الطيب"، ولحسن حظه كان المنتج مدحت الشريف يصور عملاً تليفزيونياً أخر "خيول النصر" يخرجه المخرج إسماعيل عبدالحافظ، وأثناء استعداد فريق المسلسل -خيول النصر- للسفر منعت سلطات المطار أحد الفنانين المشاركين في العمل من السفر، حيث دوّن في جواز سفره أن المهنة مدرس، هنا فكر الشريف في الاستعانة بمشرف.
إعدام ميت
أُعجب المنتج بمشرف وبقدرته على تحمل المسئولية، وعرض عليه العمل في مكتبه، فتردد مشرف وزاد إصرار المنتج، لتبتسم الدنيا لمشرف الخجول الذي لا يجيد ولا يحب الدق على أبواب المنتجين والمخرجين ليستعينوا به في أعمالهم، وسبحان مغير الدنيا من حالٍ إلى حال، فمن خلال عمله في شركة الإنتاج بدأ يراه المخرجون ليل نهار.
وعن كل هذه الصدف، يقول مشرف "أنا راجل مع ربنا أوي"، مضيفا "قرر مدحت الشريف الدخول لعالم السينما، وكان أول إنتاجه فيلم إعدام ميت مع الفنان محمود عبدالعزيز والمخرج علي عبدالخالق، واقترحت عليه أن يجسد الفنان فريد شوقي دور الضابط الكبير، ووافق المخرج على اقتراحي، وسافر فريق العمل وأنا معهم للتصوير في شرم الشيخ، وفي مكان التصوير لم يكن هناك وسيلة للاتصال بالقاهرة، فيضطر الفنان محمود عبدالعزيز لأخذ سيارة الإنتاج ومعه السائق حتى يجد تليفون على بعد كيلومترات من اللوكيشن، وهنا جاءتني فكرة فطلبت من السائق ألا يطلب مفتاح السيارة من أحد غيري، وبعدها جعلته يُحدث محمود عني، فأخذ يقول له إنني خريج معهد الفنون، وأقوم بتقليد الفنانين".
الكيف
حانت الفرصة أمام مشرف ليبرز موهبته أمام فريد شوقي وعلي عبدالخالق ومحمود عبدالعزيز ويحيي الفخراني، فأثناء التفاف كل فريق الفيلم حول مائدة العشاء، وجد مشرف محمود عبدالعزيز يطلب منه أن يقلد لهم الفنانين، فاختار جملة يقولها أكثر من فنان بصوته وطريقته، وطلبوا منه ألا يكشف عن اسماء من يقلد، ليختبروا قدرتهم على معرفة من يكون المقصود، وما أن بدأ يقلد حتى نال استحسان الجميع، وأخذ فريد شوقي يصرخ باسم كل نجم يعرفه قائلا "أنا عارفهم كلهم"، فاختار أن يكشف لهم عن "حسن وحسانين" اللذان ابتكرهما منذ الطفولة، ونسج من خياله قصة هما بطلاها، فانبهر بها علي عبدالخالق ومحمود عبدالعزيز.
وأثناء الإعداد لفيلم "الكيف" فكر محمود في الاستعانة بالشخصية التي جسدها مشرف، وباتت جملة "أيوة يا مزاجنجي" من أشهر جمل الفيلم، ويؤكد مشرف أن "الكيف" أعاد الجمهور إلى قاعات السينما من جديد، حيث كان الجمهور في ذلك الوقت يفضل مشاهدة الأفلام على شرائط الفيديو، وزادت شهرة مشرف، واستعان به المخرج علي عبدالخالق في أكثر من فيلم منهم "الحناكيش، أربعة في مهمة رسمية" وفيلم "البيضة والحجر" مع الفنان أحمد زكي الذي أُعجب بنفس الشخصية وطلب منه أن يقدمها في الفيلم.
مسرح صبحي
وعن بداية علاقته بالفنان محمد صبحي، يقول مشرف "المصور سعيد الشيمي كان سبباً في لقاءي بالفنان محمد صبحي، حيث كان يعمل معه في فيلم رجل بسبعة أرواح، مع المخرج مدحت السباعي، وكانا يبحثان عن شخص يجسد دور سجين مع صبحي، فاقترح الشيمي عليهم الاستعانة بي، وبعدها عرض عليا صبحي الانضمام لفريق المسرح الذي كان قد بدأ في تشكيله، وشاركت معه في مسرحية تخاريف، وأثناء عرض المسرحية كنت على موعد مع صدفة أخرى".
دور مشرف في "كتيبة الإعدام" أحد أهم أدواره، قدم خلال الفيلم شخصية مختلفة بعيدة تمام البعد عن الكوميديا، ورغم قلة مشاهده في الفيلم إلا أن عزام أبو خطوة أو فرج الأكتع هو محرك الأحداث، لذلك يعتبره مشرف علامة من علامات مشواره الفني، ويروي تفاصيل اختياره من قبل المخرج عاطف الطيب لآداء الدور، قائلا "في إحدى ليالي عرض مسرحية تخاريف زارنا لمشاهدة المسرحية المخرج عاطف الطيب، ليعرض على صبحي المشاركة في الفيلم في دور الضابط –جسده ممدوح عبدالعليم-، فشاهدني واختار أن يمنحني دور فرج الاكتع"، كما استعان به الطيب في فيلم "الهروب" بطولة أحمد زكي.
ونيس
زاد التعاون بين صبحي ومشرف فشارك في مسرحية "وجهة نظر"، وبعدها عرض عليه المشاركة في مسلسل "عائلة ونيس"، ليجسد لثالث مرة "حسن وحسانين" ولكن هذه المرة في شخصية "عبدالله" ذلك الرجل المعروف بذكاءه المحدود وطيبة قلبه في نفس الوقت، وحققت الشخصية والمسلسل بشكل عام نجاحاً غير مسبوق، وبات الجمهور ينتظر أجزاء "ونيس" بشغف غير عادي، وزادت شهرة مشرف وارتبط الجمهور بشخصية "عبدالله" للدرجة التي جعلتهم يظنون في بداية الأمر أن صبحي استعان بالفعل بشخص له هذه السمات وليس ممثل قدير أجاد وبرع في آداء الشخصية، وبعدها قرر مشرف ألا يجسد "حسن وحسانين" مرة أخرى، حتى عندما طلب منه المطرب محمد فؤاد إعادة تقديم الشخصية في فيلمه "رحلة حب" رفض لأنها باتت مرتبطة بونيس، ولأنه ممثل يبحث عن تقديم شخصيات مختلفة تُضاف لرصيده الفني، خاصة وأن أي فنان لا يحب أن يكرر نفسه.
وحول النقاط المضيئة في مشواره الفني، يؤكد مشرف أن الجمهور يحب شخصية عبدالله، لذلك يعتبرها علامة مهمة في مشواره واختاره ليصبح دور عمره، مضيفا "وكذلك دوري في فيلم الكيف، فيه ناس بتقولي لما بتكون متضايقة بتتفرج على الفيلم عشان تضحك، بالإضافة لدور فرج الأكتع في كتيبة الإعدام اعتبره دور خطير جدا، ودوري في رحلة حب أعجب الجمهور وكذلك في صباحو كدب مع أحمد آدم رغم أنه لقطات بسيطة إلا أن الجمهور يتذكرها وأثرت فيه".
تقليد مبارك
عُرف عن مشرف إجادته فن التقليد لفنانين ورؤساء، وبسؤاله عن الشخصية التي حاول تقليدها وفشل، أجاب "لا توجد شخصية لم استطع تقليدها، لكن في مرة كنت أنا وأستاذ صبحي نقلد الزعماء عبدالناصر والسادات، وتوقفنا عند مبارك لم نستطع وقتها تقليده، حتى فاجأته يوماً بأنني نجحت في تقليد مبارك، رغم أنه لم يكن له طبع يمكنني تقليده، إلا أنني وجدت له خطاب كان يوجهه لصدام حسين مسيطرا عليه الضيق، ومتنرفز"، وأخذ عبدالله يردد ما كان يقوله مبارك بنفس نبرة صوته "لما هزمناهم اتنرفزوا، هو أنا لما اتنرفز اضيع شعبي وبلدي وجيشي"، وأضاف "إن مؤتمر القمة العربية هو واضع الصعوبات أمام الحل السلمي، والله يا أخي لما أكون في موقف صعب لا يهمني عربي ولا غير عربي".
وفي ختام حواره مع "مصراوي" أشار مشرف إلى استعداده للمشاركة مع الفنان محمد صبحي في مسرحيات جديدة، من المقرر انطلاقها مع مطلع شهر ديسمبر وبداية الموسم الشتوي، ليشارك معه في مسرحية "غزل البنات" و"خيبتنا"، وعن السينما يقول "حالها مش زي الأول، لكن بعمل فيلم اسمه نعمة مع المخرج طوني نبيه، وفيلم تاني مع السبكي اسمه خمس خمسات خمسة مع أحمد صلاح السعدني وريهام حجاج، وبدأنا تصوير من فترة بس واقفين معرفش في ايه".
فيديو قد يعجبك: