لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حمدي أحمد.. سجنه الإنجليز ورفض أن يكون "مهرج"- بروفايل

05:28 ص الجمعة 08 يناير 2016

كتبت- منى الموجي:
صريح لا يعرف المواربة هكذا عرفته الأوساط الفنية والسياسية، حريص على أن يترك بصمته في كل عمل يقوم به، لم يدخل الفن باحثاً عن الشهرة، ولم يخوض تجربته السياسية باحثاً عن جاه وسلطة، فهو فنان بارع، وسياسي محنك، خاض العديد من المعارك في سبيل الدفاع عن الحق، آمن بأن أفضل الجهاد هو كلمة حق تُقال في وجه سلطان جائر، فضحى برفاهية يبحث عنها كثيرون، هو الفنان القدير حمدي أحمد.

الاحتلال البريطاني

ينتمي حمدي لصعيد مصر، فهو أحد ابناء محافظة سوهاج، ولد في 9 نوفمبر عام 1933، سجنته قوات الاحتلال البريطاني عام 1949 وعمره 16 عام، لاشتراكه في المظاهرات الرافضة لاحتلال مصر، تخرج من معهد الفنون المسرحية عام 1961، وفاز بجائزة أحسن وجه جديد عام 1966، وحصل على الجائزة الأولى من جامعة الدول العربية عن دوره في فيلم "القاهرة 30"، كما شغل منصب رئيس المسرح الكوميدي عام 1985.
قدم على مدار مشواره الفني العديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية والمسرحية، كان أخرها اشتراكه عام 2013 كضيف شرف في مسلسل "في غمضة عين" بطولة المطربة أنغام والفنانة داليا البحيري، أما في السينما فكان ظهوره الأخير من خلال فيلم "صرخة نملة" بطولة الفنان عمرو عبدالجليل، عام 2011.

اعتزال التمثيل

تجاوز عدد أعماله الفنية 180 عمل، كانت أدوار هامة يشرف أي فنان بأن يضمها لرصيده الفني، كما كانت أعمال متنوعة قدم خلالها أنماط مختلفة من البشر، فهو الفلاح الساذج في فيلم "البداية"، محجوب عبدالدايم الانتهازي وعديم الشرف في "القاهرة 30"، القاضي حلاوة الآكل على كل الموائد في "علي الزيبق"، والجباس ناهش قبور الفراعنة بحثاً عن كنوز وتاريخ أجداده ليبيعها لمن يدفع الثمن في "الجبل".
أعلن حمدي اعتزاله التمثيل، مؤكداً أنه لن يعتزل الفن، فالتمثيل أحد الفروع، لكنه سيتواجد عبر كتاباته في عدد من الصحف، وكذلك في الندوات والفعاليات الفنية التي تُقام، شاكراً الله على اعتزاله في هذا التوقيت، معتبراً أن ما تشهده مصر في السنوات الأخيرة هو أسوأ أنواع الفنون، "الفن في مصر يمر بأسوأ فتراته بداية من الأغنية، المسلسل، الفيلم والمسرحية، فمصر تمر بفترة سيئة جدا على المستوى الفني"، مرجعاً السبب في ذلك إلى غياب الإنتاج المصري، وسيطرت رؤوس أموال تأتي من الخارج على العملية الإنتاجية لضرب القوة الناعمة في مصر، موضحاً أن هناك من يسعى لضرب مصر لقوة تأثيرها في العالم العربي بأكمله، حيث جعلته كيان واحد في يوم من الأيام من خلال وحدة اللغة، "فالفن يُضرب بأموال صهيونية"، حسب تعبيره.

الفن والسياسة

يرى أن الفن والسياسة وجهان لعملة واحدة، وأطلق على الأعمال الفنية التي تغيب عنها المسحة السياسية ''فن زي قلته''، مؤكداً أن الفنان سيصبح "مهرج للملك" إذا لم يعكس مشاكل الناس في أعماله، رافضاً تعبير انتشر في الستينيات من القرن الماضي وهو "الفن للفن

دخل مجلس الشعب عام 1979 عن دائرة بولاق، وقال عن سبب خوضه العمل السياسي "الفنان حتى يكون سياسي لابد أن يكون له موقف يدافع عنه، وأنا رجل اشتراكي منذ 1949، وكنت فنان ناجح ومعروف، وكنت متفق مع سياسة الرئيس جمال عبدالناصر، لكن عندما حدث انحراف بعد وفاته واصبح هناك انفتاح السداح مداح، وظهرت سياسات ضد القطاع العام، استعدت دوري السياسي حتى لو كان على حساب فني، فالذي دفعني للمشاركة أنني وجدت السياسة تنهار، ولم أدخلها بغرض الوجاهة أو الابهة، ووقف وراء ترشحي في مجلس الشعب دائرة شعبية منحوني أصواتهم".
وبعد تاريخ حافل بالأعمال الفنية والمعارك السياسية، رحل الفنان حمدي أحمد عن عالمنا مع الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة الموافق 8 يناير 2016، عن 83 عام.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان