عبدالحكيم قطيفان: أتمنى أن يشبع المجتمع الدولي من الدم السوري- (حوار)
حوار- منى الموجي:
فنان سوري علاقته بمصر لم تكن وليدة السنوات الأخيرة التي شارك خلالها في عدد من الأعمال الدرامية المصرية، بل بدأت قبل ذلك بسنوات طويلة في مرحلة الشباب، عندما جاء لمصر ليلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية لكن حالت الظروف دون بقائه في مصر حتى ينتهي من الدراسة، ليعود إلى سوريا، وتتأخر معرفة الجمهور المصري به حتى عام 2002 بمشاركته في مسلسل "فارس بلا جواد" مع الفنان محمد صبحي، هو الفنان عبدالحكيم قطيفان.
"مصراوي" التقى عبدالحكيم قطيفان في كواليس تصوير مسلسله التاريخي "السلطان والشاه"، الذي يتناول حقبة تاريخية مهمة، عن المسلسل وعن الوضع السوري الحالي دار بيننا الحوار التالي..
في البداية.. كيف جاءت مشاركتك في المسلسل التاريخي "السلطان والشاه"؟
كنت قد تعاونت من قبل مع المخرج محمد عزيزية والدكتور محسن العلي في مسلسل "سقوط الخلافة" ومسلسل "خيبر"، و"السلطان والشاه" هو العمل الثالث الذي يجمعنا.
وما الدور الذي ستقدمه في المسلسل؟
أقدم دور كنعان المربي مستشار السلطان سليم الأول، وهو صديق للأمراء كركود وأحمد وسليم وتربى في دائرة السلطنة، له علاقة بدائرة العلم والمعرفة ويعمل مع الأمير كركود في الكيمياء والعلوم والبناء، لكن سليم هو الأقرب له وكنعان بمثابة الأخ الكبير والمستشار والحريص على حلم السلطان سليم، للدرجة التي يقوم معها بتحريضه على إقصاء والده من السلطة والسيطرة عليها، حرصا على السلطنة والإسلام فهو من وجهة نظره الأقدر من بين أشقائه على لعب دور السلطان، ويعيش الصراع القائم بينهم، والقائم بين الدولة العثمانية والإمبراطورية الفارسية في القرن الخامس عشر.
البعض يميل لتأويل الأمور وتحميلها أشياء على غير حقيقتها.. وهو ما قد يحدث مع "السلطان والشاه" فقد يراه البعض يتخذ الجانب السُني على حساب الجانب الشيعي؟
للأسف الأخر سيأولوه بهذه الطريقة، المجتمع العربي يدفع فاتورة دم ليس له علاقة بها، وهذه الرسالة يجب أن تصل، هناك دولة في رأيي "مارقة هي إيران" تغذي هذا الحقد الطائفي، وكل هذا العفن، والموضوع بكل بساطة ليس له علاقة بالدين هو في الأساس سياسة، والباب لا يتسع لما تمارسه إيران في سوريا والعراق واليمن ولبنان، وفي المنطقة بأكملها، فهم يربون أطفالهم على أن هذا كافر وهذا قاتل، بينما نربي نحن أطفالنا على حب الرسول وابناءه وأحفاده ومكرمين لدينا، هذا الفكر الطائفي غير ممارس على الأرض على الإطلاق.
في رأيك هل تنجح الأعمال التاريخية في التأثير في الآخرين وتحثهم على التفكير ومن ثم التراجع عن الأفكار المغلوطة؟
بحكم أن ثقافة الكتاب والقراءة تراجعت ليس أمامنا إلا استخدام الإعلام والدراما، وعلينا أن نستثمر التليفزيون بطريقة لها علاقة بإنتاج الوعي مرة أخرى، أنا برأيي خلال الـ 30 حلقة ممكن نكشف عن مساحة هائلة من صراع تاريخي لا تعرفين عنه شيء، ونكتشف أن صراع من 500 سنة مازال موجود حتى الآن، لكن لحظة دولة تضعف ودولة أخرى تقوى، وعمليًا لحظة القوة يظهر السواد المتعلق بالرغبة في الهيمنة على المنطقة بحكم طموحات سياسية، اعتقد من الضروري جدا أن يكون هناك التفاتة حقيقية للتاريخ ويُقدم بعلمانيته وووفقا للأحداث التاريخية، وليس بإيديولوجية، لا أريد أن أقول أنني أقف مع الإسلام السُني لأنه على صواب ورائع بينما الشيعي لا، أنا أقف مع حالة علمية معرفية تاريخية.
بعيدا عن "السلطان والشاه".. هل سيراك الجمهور في أعمال أخرى في رمضان؟
مازلت اقرأ بعض الأعمال، منها: عمل للمخرج أحمد نادر جلال، وعمل مع الفنان عادل إمام، وكلام مع المخرج شوقي الماجري، وكل هذا كلام لم يحدث اتفاق بعد على أي عمل.
مشاركتك في الأعمال الدرامية المصرية جاءت متأخرة.. فما السبب؟
فعلا أول مشاركة لي كانت من خلال مسلسل "فارس بلا جواد" مع الفنان محمد صبحي عام 2002، وظهرت كشخصية سورية، ثم قدمت مسلسل "أحزان مريم" مع الفنانة ميرفت أمين، وبعده مسلسل "ناجي عطالله" مع الفنان عادل إمام"، ثم "فرعون"، "سرايا عابدين" و"نابليون والمحروسة"، وقبل هذه الأعمال للأسف لم أفكر في العمل في مصر، ففي سوريا كان لي اسم كبير وتاريخ، "بعد اللي صار في سوريا والثورة السورية وحجم الأذى اللي صار والتهجير كل حد فينا راح في بلد، حسيت أن أكثر بلد ممكن أجد فيه حد يمسك ايدي ويقف معايا هي مصر".
تعاملت مع قامات فنية كبيرة في مصر عادل إمام وخالد صالح.. فكيف رأيت التعاون معهما؟
جمعتني صداقة افتخر بها مع أستاذ عادل إمام فهو رجل جميل "سكرة" في اللوكيشن، مرن جدا كنت أعمل وأنا في منتهى السعادة والإشراق الروحي كممثل، أما خالد صالح فقد حزنت كثيرا على رحيله، فقد كان انسان في المقام الأول، إنسان لا يتكرر كثيرا بكرمه وطيبته ونخوته، وفاته كانت خسارة حقيقية، وبكيت من قلبي عندما سمعت الخبر.
بعد مرور خمس سنوات على انطلاق الثورة السورية.. كيف ترى الوضع السوري الآن؟
الوضع في سوريا تداخل فيه الإقليمي مع الدولي، هي حرب عالمية باردة إلى الآن، ولم نر طرح جدي لإيجاد حل للمسألة السورية للأسف، أتمنى إيجاد حل سياسي والمجتمع الدولي يضغط لإنصاف هذا الشعب، عندنا مليون شهيد و8 مليون مشردين خرجوا من البلاد، وعدد المعتقلين من 300 إلف إلى 400 ألف، ومن 60 إلى 70% من سوريا باتت مدمرة، عندنا عشرات الآلاف يموتون في السجون، الوضع كارثي باختصار والكلام يعجز من وصف المأساة السورية، ونأمل ان المجتمع الدولي يشبع من الدم السوري، برأيي أن المجتمع الدولي مثله مثل القاتل في سوريا لأنه مشارك في القتل، من خلال استدامة الاقتتال السوري السوري وعدم التفكير في ايجاد حل سوري، فالحل المتأخر هو ظلم دفعنا فيه فاتورة مرعبة جدا، برأيي ما يُدفع في سوريا ليس ثمن اسقاط نظام ما يُدفع حرب مصالح دولية على الأرض السورية.
وهل كان سيختلف الوضع في حال تنازل بشار الأسد عن الحكم؟
لم نر في أنظمة الطغيان نظام طاغية يتنازل لشعبه، وفي البداية لم يكن هناك طرح لاسقاط النظام، فقط كانت المطالب متعلقة بجملة إجراءات لها علاقة بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية وتخفيف سلطة الأمن، بشار الأسد لم يكن مطروح استبداله. "الله، سوريا، حرية" كانت الشعارات المطروحة، "لما تجابهني بالرصاص والقناصة والدبابات، وتعتقلني وتهرسني تحت الدبابات وتضربني بالأسلحة الكيمياوية، قولا واحد أنت قاتل وليس رئيس جمهورية، أنت عميل لدول تريد أن تدمر سوريا وأنت الواجهة فيها ليس عنده الحد الأدني من أي شعور وطني على الإطلاق هو عبارة عن أداة لتدمير سوريا لمصالح صهيونية، إيرانية، روسية، أمريكية، ليس له علاقة بالهم الوطني السوري.
فيديو قد يعجبك: