طارق لطفي: لا اعتبر إنقاص وزني جنون.. وهذا ما يحمي الفنان من الغرور- (حوار)
حوار- منى الموجي:
عازف ماهر يختار معزوفاته بعناية، شارك في العديد من الأعمال الفنية وانتظر الفرصة التي يثبت بها أنه "مايسترو" قادر على عزف سيمفونية متقنة الصنع، يستخدم أدواته بطريقة فريدة، تمكنه من المنافسة على المركز الأول، أطلق عليه النقاد "الحصان الأسود" في رمضان 2015 بعد نجاحه في "بعد البداية"، وأكدوا انه كتب "شهادة ميلاد" جديدة في 2016، هو الفنان طارق لطفي.
"مصرواي" حاور طارق لطفي حول تفاصيل مسلسله "شهادة ميلاد"، والصعوبات التي واجهته أثناء التصوير، ورأيه في التصنيف العمري والعرض الحصري للمسلسل، وهل يرى أن العمل ظُلم إعلاميا؟، إلى الحوار..
كل نجاح يجعل الخطوة التي تليه صعبة.. فكيف اخترت "شهادة ميلاد" بعد نجاح "بعد البداية"؟
البحث عن فكرة لتقديمها في رمضان 2016، بدأ قبل انتهاء رمضان 2015، جلست مع المؤلف عمرو سمير عاطف، وفكرنا فيما سنقدمه في العام المُقبل، وتم الاستقرار على حدوتة طورناها، وبدأنا العمل عليها.
وكيف وجدت ردود الأفعال على "شهادة ميلاد" حتى الآن؟
الحمد لله ردود الأفعال جيدة جدا، أكدت لنا أن العمل يستحق ما بذلناه فيه من تعب ومجهود.
وما الذي جذبك في العمل وفي شخصية "على يحيي نصير"؟
كل شيء، القالب الذي نقدم من خلاله حدوتة المسلسل مختلف تماما ولم يُقدم من قبل، "علي" يحكي الأحداث من وجهة نظره في التحقيق، فالجمهور يشاهد واقعين، من خلال سرد كل ما تعرض له "علي" في حياته، وفي نفس الوقت تعرضه في الواقع الحاضر –واقع السرد- لأحداث أخرى مثيرة تجذب الجمهور، وهو أسلوب لم يُقدم بهذه الطريقة من قبل.
تقصد أن الواقعين فيهما إثارة وجذب للجمهور عكس المتوقع فدائما ما تصيب مشاهد الحكي المتفرج بملل؟
الحمد لله المشاهد لم يشعر بالملل، وكل حلقة بها أحداث أعلى من الحلقة التي سبقتها، لكن أقصد أن طريقة وأسلوب تقديم المسلسل والقالب الذي استخدمناه لم يظهر بهذه الصورة في أي عمل سابق، لدينا زمنان فيهما أحداث متزامنة، وفيه مفاجآت كثيرة في الواقع والزمن الذي يحكيه، وهذا الأمر كان من أكثر الأشياء التي جذبتني للحكاية، إلى جانب التحدي الموجود في المسلسل والمتمثل في تجهيز الشخصية لتعيش مرحلتين مختلفتين، والأمر كان صعب جدا ولا اعتقد أن هناك من قدمه في الوطن العربي قبلنا.
أنقصت وزنك حوالي 17 كيلو.. ألم يكن هناك حل أخر بديلا لذلك؟
وقتها لن يصدقني الجمهور، كيف نقول إنه مريض والمتفرج يراه بـ"كرش" وعضلات، ووجهه طبيعي، مهما عملت مكياج لن يصدقني، ولن أنقل له نفس الاحساس الذي وصل إليه بعدما رآني فقدت من 17 إلى 18 كيلو، ووجهي ضعيف جدا، ويرى عظام صدري، ورقبتي وكل العروق، وسأكون عملت حاجة لم يسبقني إليها أحد، وأي ممثل سيُقدم على هذه الخطوة في المستقبل سيقولون كما فعل طارق لطفي.
لكن ألا يندرج هذه المخاطرة تحت مسمى "الفنون جنون"؟
نهائيا، لم يكن جنون، لأن كل شيء محسوب، ولم تكن هناك مخاطرة على صحتي، لانني تابعت مع دكتورة إنجليزية، وأجرينا تحاليل وكانت هناك متابعات يومية، حتى نصل للوزن المطلوب بدون خطورة على الجسم.
صرحت أن المسلسل أرهقك وأصابك بالاكتئاب.. هل بسبب النظام الغذائي القاسي أم أحداث المسلسل؟
لم أقل أنه أصابني بالاكتئاب، شخصية "علي" تعيش في اختيار دائم وانفعالاته محسوبة، ولديه أحاسيس متضاربة، المرحلة الأولى من الشخصية أرهقتني جدا بسبب الريجيم، وانعدام الطاقة، أما المرحلة الثانية فصعوبتها أن كل مشهد محسوب جدا، أي مشاعر يجب أن تظهر على "علي" وأي مشاعر يجب اخفاءها في الوقت الحالي على الجمهور وعلى الشخصيات التي تقف أمامه، يبين مشاعره لـ"حامد" ولا لأ يقول لـ"ريم" الحقيقة ولا لأ، كل مشهد انفعالاته محسوبة جدا، هي لعبة جوا لعبة جوا لعبة، حالة صعبة وتحتاج إلى تركيز عالي.
في المسلسل هناك الضابط الفاسد والأمين الذي يتأثر بالمواقف الإنسانية.. هل قصدتم إبراز الجانبين؟
نقدم في المسلسل واقع موازي ولا نناقش واقع حقيقي، نفترض الحدوتة ونبني عليها أحداث، فمسألة وجود ضابط جيد وأخر سيء فرضته أحداث الحكاية التي نقدمها، والبعيدة عن الواقع، وفي بداية الأحداث ظهر أن علي به جزء شرير وجزء طيب، وهو امر طبيعي فكل إنسان داخله صراع بين الشر والخير، وكل وظيفة بها السلبي والإيجابي، وهذا ما قصدناه.
وما هو أكثر مشهد استمتعت بتصويره وأكثر مشهد أرهقك أثناء تصويره؟
كل المشاهد ممتعة ومتعبة، هناك مشهد أكشن قد يراه الجمهور بسيط لكن تم تنفيذه في حوالي 7 ساعات، وهو مشهد هجوم الروسي على "علي" في غرفته بالفندق، لأن تم تصويره من زوايا مختلفة، وهناك مشاهد أخرى متعبة وومتعة في نفس الوقت، مثلا عندما عثر على الملف الذي كشف له حقيقته، مشاهد المواجهات بينه وبين أمه وزوجته، عمرو سمير عاطف كتب عمل رائع والمخرج أحمد مدحت عمل مسلسل أحييه عليه، وربنا كرمني هذا العام بالعمل معه.
ظهر في رمضان الحالي تصنيف عمري للمسلسلات و"شهادة ميلاد" تم تصنيفه "+16".. كيف رأيت ذلك؟
فوجئت بمسألة التصنيف العمري، وسعيد بظهورها، واعتقد أن اللجوء لها بسبب وجود مشاهد عنف، ولأن هناك مشاهد قد تكون مؤذية للكبار لا للأطفال فقط، وحاولنا تنفيذها بأقل قدر ممكن من العنف، وقصدنا نوصل الحالة للناس بدون المشاهد العنيفة التي قد تنفرهم، والمسلسل لا يضم أشياء خارجة وهو ما أحرص عليه طوال الوقت، وأسمح لأولادي بمشاهدة المسلسل.
وماذا عن رأيك في العرض الحصري لـ"شهادة ميلاد"؟
في البداية كان لدي تخوف قبل رمضان من العرض الحصري، إلا أنه زال بعد العرض بنسبة 80%، وهناك نسب مشاهدة مرتفعة وعدد كبير من الجمهور يتابع العمل، والسوق تغير وهذا العام شهد عرض الكثير من المسلسلات بشكل حصري، والسنة المُقبلة كل المسلسلات ستُعرض حصري ولن يصبح هناك عرض متزامن.
جمهورك يرى أن المسلسل لا يحظى بالاهتمام الإعلامي الذي يستحقه.. فهل تتفق معهم؟
وجهة نظرهم لا استطيع أن أقول فيها شيء، لكن ردود الأفعال التي جاءتني على المسلسل رائعة سواء من الجمهور أو القائمين على المهنة من مخرجين ومنتجين ومؤلفين وممثلين، ممكن نسبة المشاهدة ليست بنفس قدر العام الماضي، لكن النسبة الحالية مرضية جدا، تصل تقريبا لـ70%، لكن إعلاميا أنا راجل بشتغل، والإعلاميين أحرار في اختيار الحديث عن المسلسل أم لا لأنها ليست وظيفتي، وليس تقصير مني.
من بين التعليقات على الحلقات وصفحتك على "فيسبوك" متابع يطلب منك العمل مع الفنان يوسف الشريف.. ما إمكانية حدوث ذلك في رأيك؟
اعتقد أنه صعب لأن فيه مسلسل باسمي ومسلسل باسم يوسف، "مفتكرش انه يحصل في الفيديو، ممكن يحصل في السينما".
ذكرت لي في حوارنا العام الماضي أنك تقرأ عمل كوميدي.. فما مصيره؟
الموضوع صعب، اتمنى بالطبع تقديم عمل كوميدي، إذا وجدت عمل مكتوب بصورة جيدة، لكنها خطوة محتاجة تتحسب أكثر.
ألم تشتاق إلى السينما خاصة أن عودتك ستكون مبنية على نجاح كبير كبطل أول؟
أكيد اشتقت لها، ولدي بالفعل أكثر من عمل سينمائي، حيث وقعت بروتوكول مع إحدى الشركات لتقديم أربعة أفلام، وفيلم خامس مع شركة أخرى جيد جدا استعد لتقديمه قريبا.
معنى ذلك أن السينما ستأخدك السنة المُقبلة من دراما رمضان؟
لا، سأحرض على التواجد في رمضان لأنه بات طقسا مهم.
في رأيك.. ما الذي يحمي الفنان من الغرور؟
الفهم.
"فهم" ماذا .. طبيعة مهنتك أم الجمهور؟
الاثنين، وحاجات كثير أوي.
فيديو قد يعجبك: