إعلان

رامي عبد الرازق: الرقابة منعت تصوير"ساق البامبو" في الكويت.. والمسلسل رقم واحد في الخليج

10:17 ص الإثنين 04 يوليه 2016

ساق البامبو

كتبت- علياء رفعت:

داخل فيلا السيناريست محفوظ عبد الرحمن كان اللقاء الأول، حيث جلس "سعود السنعوسي" برفقة أحد أفراد جهة الإنتاج في انتظار "رامي عبد الرازق"، والذي حضر في الموعد المحدد تمامًا حاملًا في يده ملف مليء بالأوراق يحوي المُعالجة الدرامية لرواية "ساق البامبو" لكي يتم تحويلها لمسلسل.

قبل ذلك اللقاء بعِدة أشهر كان السيناريست محفوظ عبد الرحمن قد تلقى مكالمة هاتفية من شركة إنتاج كويتية تعرض عليه كتابة سيناريو "ساق البامبو" إلا أنه اعتذر لأسبابٍ صحية. وحين طلبت منه الشركة ترشيحات لكُتاب يقومون بكتابة العمل فيما يشرف هو عليهم؛ رشح لهم تلميذه الأمهر "رامي عبد الرازق". ورفض أن يشرف عليه لأنه كما يراه "مؤهل تمامًا لكتابة العمل"، بينما اكتفى بجمع الجميع في منزله الخاص بجلسة ودية للمناقشة.

تسيّد التوتر الموقف في تلك الجلسة، فسعود قد حصل على جائزة الدولة التشجيعية في الكويت عن روايته، فضلًا عن حصولها على جائزة البوكرأيضًا، وإن كانت الرواية ستحول إلى عملٍ درامي فلن يقبل إلا أن يكون على قدر ما خطت أنامله، ورغم قلقه الواضح إلا أن رامي كان هادئًا ومُتحمسًا حسبما روى في لقاء "مصراوي" به: "كنت متحمس جدًا للتجربة، لأن سعود شاب والتلاقي بينا هيكون سهل نظرًا لتقارب السن".

(1)-سعود

 ذلك الحماس دفع رامي لفض أوراقه وعرض المعالجة الدرامية التي قام بإعدادها على سعود "كنت مجهز كل حاجة  قبل ما اقابله، لأنى كنت عارف إن المقابلة دي فاصلة وحساسة جدًا، هي اللي هتحدد إذا كان سعود هيكمل مشروع تحويلها لمسلسل ولا هياخد روايته ويطلع يجرى مننا".  

كان قلق سعود يتزايد كُلما عرض عليه رامي إحدى التغيرات التى اختلفت فيها المعالجة عن أصل الرواية؛ كإدخال شخصية جديدة على الأحداث، ابنه العمة "نور". وتغير وضع راشد بتأجيل اكتشاف استشهاده حتى النهاية وانتظار الجميع لعودته أثناء الأحداث. نقاشات كثيرة خاضها سعود مع رامي في تلك الجلسة، حتى أن الأخير لا زال يذكر التفاصيل كاملة "كنت بحاول اقنعه بأسباب التغير، وأجاوب على كل أسئلته واطمنه، وشرحتله إزاى التغيرات دي ممكن تخدم البُنا الدرامي للأحداث".

خيم الصمت على المكان، فكسره محفوظ عبد الرحمن مُلقيًا دعابة مرحة وهو يخاطب سعود في محاولة لطمئنته كما يروي رامي "أستاذ محفوظ قاله متقلقش إحنا هنعملها كويس، بس انت حِل عن سمانا"، تعالت ضحكات الجميع ليستأذن بعدها سعود في تدخين سيجارة بحديقة الفيلا، فكانت تلك البداية حسب رامي "رجعلنا بعد عشر دقايق وهو مبتسم بعد ما فكر في كل اللي اتناقشنا فيه وقال إنه موافق على كل حاجة".

عقب تلك الجلسة التي استقر فيها الطرفان على كُل شيىء، كان رامي يستعد للسفر للكويت لزيارة أماكن الأحداث التى دارت فيها الرواية، وقد أفادته تلك الزيارة كثيرًا أثناء الكتابة كما يقول "كان عندي رغبة شديدة إن روح المدينة تكون حاضرة بكل تفاصيلها في السيناريو وبالتالي في المسلسل لأن الفكرة الرئيسية هي (الهوية)، ولذلك سافرت الكويت وكنت في صُحبة سعود طول الوقت، أخدني لكل الأماكن اللي تم ذكرها في الرواية ولو بشكل عابر، وقضينا وقت طويل بنلف أحياء بعينها لأنها كانت حاضرة بقوة في الأحداث؛ زي المباركية وقرطبة. وزورت بيت جدة سعود اللي استلهم منه فكرة بيت الطاروف في الرواية، طول الوقت كنا بنتكلم عن عادات المجتمع الكويتي وتقاليده، بالتوازي مع اسقاط ده على الرواية، عشان نعمل دمج ونحط تصور للشكل اللي هيكون عليه المسلسل".

2

هكذا قضى رامي سِتة أيام بالكويت، متجولًا بين أحيائها إما برفقة سعود، أو وحده ليتشبع بروح البلاد على مهل، فما كان إلا أن ساعدته هذه الأجواء على كتابة أول ثلاث حلقات أثناء زيارته تلك، ليقوم لاحقًا بمراجعتهم وتعديل بعض أجزائهم لدى عودته للقاهرة.

في القاهرة عكف رامي على كتابة السيناريو، انعزل عن العالم الخارجي، وغرق في أحداث "ساق البامبو" حتى إنه كان يعمل لمدة 15 ساعة يوميًا بشكل متواصل لمدة ثلاثة أشهر حتى أتم الكتابة. ينهي حلقة أو اثنتين فيبعث بهما لسعود على الفور ليقوم الأخير بعملية "التكويت"؛ أي تحويل اللغة العامة التي يكتب بها رامي إلى لهجة كويتية. بذل رامي مجهودًا كبيرًا في كتابة السيناريو بلغة محايدة لا تحتوى على أى إفيهات مصرية أو جُمل خاصة بالشعب المصري، فيسر هذا مهمة سعود في "التكويت"، ورغم ذلك كانت النقاشات مستمرة بينهم طوال الوقت كما يذكر رامي "كان بينا خط دولي مفتوح طول الوقت بنتناقش في كل التفاصيل، أماكن الإفيهات اللي كنت بسيب له فيها مساحة، حتى ملامح بعض الشخصيات اللي سعود نصحني بتغيرها عشان المجتمع مش هيقبلها، زي إن تكون (نور) بنت العمة بتشرب سجاير في المسلسل، قالي إنه متخوف الناس متفصلش بين التمثيل والحقيقة وبالتالي يظنوا إن الممثلة نفسها هي اللي بتشرب سجاير، ودي وصمة وتحرُر بالنسبة لأهل الخليج".

3

"مكنش في أى حد مُرشح من البداية لأي دور من أدوار المسلسل إلا سعاد عبد الله في دور(غنيمة) لأنها كانت مُتحمسة جدًا للرواية، وعندها استعداد تطلع ولو ضيفة شرف في المسلسل" قالها رامي وهو يعود بذاكرته إلى الوراء قليلًا، تمامًا إلى حيث لقائه الأول بسعاد عبدالله، والتي وصفها بأنها فنانة بكل ما تحمل الكلمة من معني "سعاد عبد الله مش بس ممثلة قديرة ولكنها فنانة عظيمة، عندها حِس ثقافي بشأن تطوير الدراما بشكل كبير، ده غير إنها بتهتم جدًا بكل تفاصيل العمل حتى لو كانت التفاصيل دي مش خاصة بيها". أثناء زيارة رامي الأولى للكويت كان لقائهما الأول والذي ابدت سعاد عبدالله سعادتها به، ثم طلبت من رامي أن يبعث لها بنص الحلقات الأولى لكي تقرأها وتناقشه في التفاصيل.

"اتفاجئت لما عرفت انها هتكون بطلة في كل الحلقات" كان ذلك هو رد فعل الفنانة سعاد عبد الله والتي كانت تستعد للظهور كضيفة شرف في المسلسل، وليس للقيام ببطولته، لتهاتف رامي بعدها وتطلب لقائه بعدما أبدت انبهارها بشخصية غنيمة التي ستجسدها، "قالتلي الشخصية دي لو كملت بالسيكوانس ده لآخر المسلسل هتبقى واحدة من أجمل الشخصيات اللي أنا لعبتها في حياتي، فوعدتها إن الناس هتفضل فاكراها لفترة طويلة أوى بشخصية غنيمة".

حوت الجلسة التي جمعتهم سويًا العديد من النقاشات، الأسئلة، والملاحظات التي ساعدت رامي كثيرًا في تطوير دراما الأحداث بالمسلسل "سألتني عن الجزء الخاص بالفلبين في الرواية  وازاى هندمجه في الدراما، وكانت لها ملاحظات على شخصية الخادمة جوزافين، وأمدتني بتفاصيل حياتيه فادتني جدًا لطبيعة وجود الخادمات في المجتمع الكويتي".  

4

أما عن اختيار الممثلين اللذين سيشاركون سعاد عبد الله بطولة المسلسل، فجاء اختيارالممثل الكوري "وون هو تشونج" ليقوم بدور عيسى حيث الملامح الكورية التى تساعده على تأدية الدور بالإضافة إلى إتقانه اللغة العربية. واختيرت الممثلة "شجون الهاجري" لتشارك كل من وون هو وسعاد عبد الله بطولة المسلسل حيث أن شخصية ابنة العمة "نور" التي تلعبها تعد المحرك الرئيسي والخفي للأحداث، لذلك أرادات جهة الانتاج إسناد الدور إلى ممثلة كبيرة.  
56
بعد انتهاء الكاستيج الخاص بالممثلين فوجىء الجميع برفض الرقابة تصوير المسلسل بالكويت فكانت صدمة كُبري بالنسبة لرامي الذي اعتمد في كتابة السيناريو على التصوير بأماكن خارجية في الكويت لتعطي دلالات درامية للمشاهد، "اتصدمت لما الرقابة رفضت تصوير المسلسل بالكويت، وكان واضح بالنسبة لي
إن في حالة من التضيق على سعود بما انه كاتب شاب وقلمه قلم ثوري، عنده رغبة في تطوير المجتمع الكويتي من خلال كتاباته، ولأن كتاباته لاقت تقدير على المستوى المحلى والدولي الرقابة شعرت بمدى تأثير قلمه. الغريب إن الرواية مُجازة رقابيا وحاصلة على جائزة الدولة التشجيعية، وبالتالي اتصدمنا من القرار ده، واعتقد سببه إن  تأثير الرواية غير تأثير الدراما، الدراما بيشوفها الناس من المحيط للخليج، ده غير ان تصوير المسلسل في الكويت هيزود من شعبية سعود ويمكن يطلع حد من المجتمع الكويتي ينادي بتحويل روايته (فئران أمى حُصة) اللي تمت مصادرتها لمسلسل مثلًا".

وبالرغم من تدخل شخصيات كبيرة من صفوة مُثقفي المجتمع الكويتي لإجازة تصوير العمل في الكويت، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل حتى تقرر التصوير في دبي. وقتها تناثرت العديد من الأقاويل حول محادثات بين قيادات كوييتية هامة مع نظريتها الإمارتية بهدف منع تصوير المسلسل في دبي بحجة أنه يُسيىء للشخصية الكويتية، وهو ما لم يفلح على أى حال، فتم تصوير المسلسل بالكامل في دبي.




"مكنتش متوقع المسلسل يتشاف في مصر، لكن تلقيت ردود أفعال عظيمة عنه من نقاد وكتاب معروفين"، قالها رامي مُبتسمًا، شاعرًا بالفخر، والنجاح الذي حققه من قِبل جمهور مصر، والخليج والنقاد، بالإضافة إلى النجاح التجاري لدي العرض والتسويق حيث بلغت مدة الإعلانات في الفاصل حوالي حوالي 19 دقيقة، على قناة "الراي" الكويتية عقب مُضي الأسبوع الأول من العرض، فهو المسلسل رقم واحد من حيث المشاهدة في دول الخليج حسبما يقول.

النقد البناء الذي تلقاه رامي جمبًا إلى جمب مع النجاح الجماهيري الذي لم يتوقع حجمه لم يكن السبب الوحيد لسعادته، فمكالمة سعود الهاتفية له لدى عرض الحلقات الأولى كانت سببًا في فرحة عارمة لها رونق خاص لن ينساه أبدًا "سعود اللي كان ميت من الرعب في أول جلسة عمل، كلمني وصوته بتنط منه الفرحة وقالى إحنا نجحنا يا رامي، نجحنا. أنا بنقلك تحيات الوسط الثقافي الكويتي والخليجى كله وانبارهم بالمسلسل، وندم بعضهم إن العمل متصورش في الكويت كمان" .

هذا النجاح الذي حققه العمل لم يجعل السيناريست رامي عبد الرازق ينزلق إلى هُوة التبرير لما اجتمع عليه بعض النقاد، والجمهور مثل مُصاحبة نظرات الحزن والانكسار لعيسى بشكلٍ دائم حتى مع تغيُر الأحوال، و الإفراط في استخدام الموسيقى التصويرية في العديد من المشاهد، وعلى الرغم من ذلك فقد أشاد الجميع بجمالها وتعبيرها عن مكنون الشخصيات.

"المخرج تعامل مع القصة بمنحى ميلودرامي، وللأسف أنا مقدرتش أحضر التصوير لأني كنت مشغول" قالها رامي مُفسِرًا مواضع الانتقاد، أسِفًا لأنه لم يحضر تصوير العمل للنقاش مع المخرج بشأن رؤيته الإخراجية لبعض الأمور، وهو ما وعد نفسه بألا يكرره ثانيةً "التجربة علمتني مشتغلش أى مسلسل إلا وأنا بحضر تصويره".



9

ومن ساق البامبو إلى "نادي السيارات" ينطلق رامي مُتحديًا نفسه قبل الجميع، فبعد الجلسات التي جمعته بالروائي علاء الأسواني انطلق إلى كتابة سيناريو الحلقات التي انهى منها حتى الآن حوالي عشرون حلقة، حيث كان من المفترض أن تلحق "نادي السيارات" بالسباق الرمضاني هذا العام هى الأخرى ولكن المخرج "شوقي الماجري" القائم على العمل قرر تأجيلها للعام القادم ليتم ضغط الحلقات إلى ثلاثون بدلًا من ستون حلقة.

"المسلسل قايم على فكرة الطبقية الاجتماعية، والفرق بين السيد والعبد" باقتضابٍ شديد كشف رامي عن الفكرة الرئيسية للعمل، مؤكدًا أنه يمثل تحدي كبير بالنسبة له لأن هناك أعمال عُرضت هذا العام تدور أحداثها في نفس الحقبة التاريخية لنادي السيارات مثل "جراند أوتيل". ليبتسم مُضيفًا "أشهد لجراند أوتيل بالقدرة على جذب الجمهور، واتمنى إن نادي السيارات يحقق نفس الشيىء".

اقرأ أيضا

مصممة أزياء ''أفراح القبة'': المسلسل أثرى الدراما المصرية..وكنت هندم لو ماشتغلتش فيه

2016_6_26_11_20_9_161

 

وائل حمدي: ''سقوط حر'' يتعاطى المرض النفسي دون ''تخريف''

2016_6_28_14_48_6_150

 

هشام نزيه: تنازلت عن الاستعراض الموسيقي من أجل ''أفراح القبة''

2016_6_28_11_26_11_273

 

مصممة أزياء ''راس الغول'' و''العيلة الكبيرة'': محمود عبدالعزيز مبهر ونفذت الإعلان في 3 أيام

2016_7_3_11_36_1_903

 

أمين بوحافة: أتنفس الموسيقى.. وهذه كواليس ''ونوس والميزان وجراند أوتيل'' (حوار)

2016_7_2_16_1_15_584

 

مصمم الديكور ''أحمد شاكر'': جراند أوتيل أقرب تجربة لقلبي.. ولم أشاهد نسخة المسلسل الإسباني - (حوار)

2016_7_1_21_20_5_368

 

مهندس ديكور ''افراح القبة'': هذا اصعب ما واجهني .. ومنى زكي ألهمها تصميمي

2016_7_4_1_59_39_319

 

إنجي علاء: يوسف الشريف لن يكون بطل مسلسلي المُقبل.. وهذه حقيقة تدخلي في ''القيصر''

2016_7_3_14_44_0_309

فيديو قد يعجبك: