لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

صبا مبارك: المد المتطرف يضرب مجتمعاتنا بقسوة.. وكنت "مكسوفة" في هذا المشهد- (حوار)

12:58 م الإثنين 22 أغسطس 2016

صبا مبارك1

حوار- منى الموجي:

رمز للجمال العربي الأصيل، تطمح لتحقيق خطوات متقدمة في عالم التمثيل، لا يهمها مجرد التواجد، تعلنها صراحة "ليس لدي مانع في الجلوس في بيتي عام كامل طالما لم أجد عمل فني جيد المستوى يشجعني على المشاركة فيه"، تُذكرك بنجمات زمن الفن الجميل، تشبه سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة في حرصها على اختيار أدوارها، والنجمة نادية لطفي في حبها للعمل العام والاهتمام بقضايا الإنسان، هي الفنانة الأردنية صبا مبارك .

"مصراوي" التقى الفنانة صبا مبارك وتحدث معها عن مسلسلها الأخير " أفراح القبة " وتعاونها للمرة الثانية مع المخرج محمد ياسين ، وفيلمها  "الثمن "، ودور السينما في الاهتمام بالقضية الفلسطينية ، إلى الحوار..

ما الذي جذبك لشخصية "درية" في " أفراح القبة "؟

مرورها بمراحل عمرية مختلفة، ألعب شخصية في العشرينيات والثلاثينات والأربعينيات، وتعتبر انعكاس لشخصية أخرى هي "فتنة"، وفي أوقات أخرى تجسد دور "تحية" على المسرح، بالإضافة للشخصيات التي تؤديها في المسرحيات التي تقدمها فرقة "سرحان الهلالي"، كل هذا النسيج سواء في الأزمنة والأماكن يجعل المشروع بحث، فشخصية درية جملة تفاصيل مثلها مثل باقي شخصيات العمل، عانوا الألم ولديهم خيبات وانكسارات ونجاحات، واعتبر دور "درية" وبدون شك من أصعب أدواري.

6

كيف تعاملتِ مع كمية الشر الموجودة في شخصية "درية" بـ" أفراح القبة " ولحظات التحول التي بدت فيها إنسانة ضعيفة؟

الجمهور أصدر عليها حكم في البداية بأنها شخصية أنانية، مغرورة، وعصبية لا تحب أحد ومن الممكن أن تفكر في إيذاء أي شخص يهدد مكانها، مع مرور الحلقات والتحرك في أزمان متعددة دون ترتيب تظهر معلومات صغيرة عنها، تؤكد أن الاحكام تتطور وليس هناك حكم جاهز لا على درية فقط ولكن على كل شخصيات المسلسل، كلهم لهم وجوه مختلفة ليس من بينهم من هو مظلوم للنهاية أو شيطان للنهاية، وهو ما جعل العمل نسيج متماسك لو تم حذف مشهد منه سيختل توازنه.

ومن الشخصية التي تعاطفتِ معها من بين شخصيات المسلسل؟

شخصيات " أفراح القبة " عاشت مأساة تشبه اللعنة أصابتهم جميعا، لذلك تعاطفت مع كل الشخصيات التي قد يبدو مظهرها وتصرفاتها الخارجية بشعة، مثلا الفنانة سوسن بدر التي تبدو قاسية لكنها دون شك تحب بناتها، "عندها مشهد لما بتشيل الشال وبنشوف فلاش باك لمنظر المياه المغلية وهي تسقط على جسمها وتتسبب في تشويهه، في لحظة يعملها ممثل عبقري زي سوسن بدر تختصر للجمهور شر السنين وتُظهر جانب أخر للشخصية"، الظالم والمظلوم لديهم أزماتهم وخسارات كبيرة، منهم من فقد (أهله، أمواله، جماله، حبيبه، ابنه، ضميره، احترامه لنفسه).

وماذا عن أصعب مشاهدك في العمل؟

كل المشاهد صعبة خاصة ونحن نعمل تحت ضغط طول الوقت، هناك سيف على رقابنا اسمه الوقت ، ومعظم المشاريع تعاني من هذا ، لو الحالة مثالية النصوص ستكون مع الممثلين قبل التصوير بوقت كافي، ليقوموا بالبحث الخاص بالشخصية ويمكنهم التعاقد مع مدرب تمثيل ليطوّر آدائهم.

5

وهل تدربتِ على مشهد الرقص الذي جمعك بمنى زكي ؟

(ضاحكة)- "كنت مكسوفة، وأنا اصلا مبعرفش أرقص خالص وكان عندي رعب هستيري هرقص ازاي بقى ، مبعرفش ومحتاجة أدرب، الرقص الشرقي اتخلق في مصر مش هعرف أضحك على الناس ، وفيه ممثلين أشطر مني بمراحل، والرقصة طويلة جدا"، تصويرها استغرق 12 ساعة من 8 بالليل لـ8 الصبح، وتم إعادته أكثر من مرة وبزوايا مختلفة، لم يكن سهلا على الإطلاق.

محمد ياسين مخرج مميز أعماله تشكّل حالة فنية مختلفة .. كيف رأيتِ العمل معه؟

محمد ياسين مخرج رفيع المستوى ومن أهم الاسماء الموجودة في الوطن العربي، لديه رؤية واضحة، ويعرف ما الذي يريده من الممثل وعلى هذا الأساس يختار ممثلي أعماله، والعمل معه ليس سهل على الإطلاق، فهو لا يحب الاستستهال بمعنى أنه يختار الممثل ليخرجه من المنطقة التي عُرف بها ويقدمه بشكل جديد، مثلما فعل معي في " موجة حارة "، إلى جانب حرصه على اختيار مشاريع كبيرة مثل الجماعة مع الكاتب وحيد حامد ، و" موجة حارة " لأسامة أنور عكاشة ، و" أفراح القبة " لنجيب محفوظ ، لذلك لا أحد لا يتمنى العمل معه بسبب قيمة مشاريعه وقيمته كفنان، واعتبر نفسي محظوظة لتعاوني معه في عملين مختلفين ، واعتبر شخصيتي في "موجة حارة " من أصعب الأدوار التي قدمتها في حياتي رغم أنه 30 مشهد فقط، لكن طبيعة الدور مختلفة عن أدوار السابقة وبعيدة عن أي منطقة أمان ولم أتوقع أنني من الممكن ان أقدمه في يوم من الأيام، ورفضته في البداية لكنه أقنعني .

وما سبب رفضك لـ" موجة حارة "؟

رأيت ان العمل مخيف ومرعب، الشخصية لا سنها من سني ولا منطقا من منطقي ، ولا تمثل أي قيمة أخلاقية أو مجتمعية ، تتاجر بالبشر والمخدرات، محجبة في الظاهر ولديها شبكة علاقات غريبة، والمشاركة في المسلسل كان من أكثر القرارات التي ترددت في أخذها والحمد لله أني أقدمت عليها في النهاية.

تشاركين في أعمال سينمائية تتناول قضايا تهم المواطن العربي وأخرها فيلم " الثمن ".. حدثينا عن تجربتك مع هذا العمل؟

المشروع مثير للاهتمام يتناول قضية مهمة، حيث يتحدث عن اللاجئين السوريين في المجتمعات العربية وتحديدا المجتمع المصري، وأحببت أنه يتطرق للامر من منظور إنساني لا سياسي، وفي رأيي ليس هناك أصعب من أن يفقد الإنسان وطنه، عرفت هذا الشعور فأمي فلسطينية خرجت من بلدها 1948 ، والإنسان المهجر عن وطنه سيظل يشعر بالانكسار وأن هناك شيء ينقصه حتى أخر لحظة في حياته، وللأسف هذا الاحساس في ازدياد بسبب الظروف السياسية التي تعيشها المنطقة العربية، وواجب عليّ أن أشارك بتقديم أعمال فنية تتحدث عن أزمة اللاجئين وفلسطين وتلقي الضوء على حقوق الإنسان. 

4

بما أننا تطرقنا للقضية الفلسطينية في رأيك لماذا لم ننجح حتى الآن في تقديم عمل فني يصبح "أيقونة" ومرجع؟

هناك تجارب وأفلام مهمة جدا وصلت لـ"الأوسكار" تناولت القضية الفلسطينية ، تُصنع في الداخل وللأسف يُهاجم صنّاعها على تنفيذها في الأماكن الخاضعة للاحتلال، وللأسف بيكونوا مضطرين يحصلوا على هويات إسرائيلية لأنهم يعيشون هناك، وفكرة وجود أفلام تصبح مرجع وأيقونة لابد أن تأتي مننا وهذا لم يحدث لأن المشاكل في مجتمعاتنا تزداد تعقيدا يوما بعد يوم، المشاكل السياسية تزداد، والمد المتطرف يضرب مجتمعاتنا بصورة شديدة القسوة، "لما نيجي نقول ثورة يناير وكام شهيد مات في سوريا وغيرهم، كل ده نقدر نتكلم عليه لغاية امتى، لكن الناس دول من 37 بيفقدوا ناس وبيقاوموا وبيحاولوا يدافعوا عن وطنهم، وساعات بنختصرهم بحماس. و الصراع العربي الإسرائيلي بيُختصر بحماس وجيش الاحتلال وده مش حقيقي، فيه مليون حد فدائي وعمليات استشهادية"، وبالنسبة لي فلسطين قضية محورية فهي البلد الوحيد في العالم الذي مازال يعاني وطأة الاحتلال، وفي أي وقت يُعرض عليّ مشروع جاد يتناول القضية الفلسطينية أنا على استعداد للمشاركة فيه.

تجاربك السينمائية قليلة مقارنة بالتليفزيون.. ما السبب؟

ما يُعرض عليّ لا ينتمي لنوعية الأعمال التي أحب تقديمها، ولا يحمل التوجه الذي أبحث عنه، وهذا لا ينكر أهمية السينما بالنسبة لأي ممثل، بالعكس السينما تأتي في المقام الأول وبعدها المسرح ثم التليفزيون، ومع ذلك الدراما التليفزيونية في مصر والوطن العربي قفزت قفزات غير عادية، وأصبحنا نقدم أعمال تليفزيونية بمستوى سينمائي، مثلا " أفراح القبة " أتصور بمليون عدسة، مليون لقطة تغطي كل شيء كأننا بنشتغل 15 فيلم وهو بمثابة تعويض عن غيابنا عن السينما.

وماذا عن جديدك؟

اقرأ أكثر من سيناريو للسينما والتليفزيون وحتى الآن لم استقر على عملي المُقبل.

سمعنا عن وجود موسم جديد من مسلسل " حكايات بنات ".. هل اتخذتِ قرار بشأنه؟

أحب هذا العمل جدا ، وفكرة وجود موسم جديد قائمة منذ انتهاء الجزء الأول لكن تم تأجيلها أكثر من مرة لضيق الوقت، وهذا العام وجدت المنتج طارق الجنايني يحدثني عن وجود جزء جديد لكن إلى الآن الرؤية لم تتضح بعد ، ولا أعرف أية تفاصيل، ولو عُرضت عليّ المشاركة سأوافق.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان