حوار- شريف البنداري: لا أخشى تقديم "الجماعة 2".. وهذه حقيقة التهديدات
حوار- منال الجيوشي:
تصوير- نادر نبيل:
منذ اللحظة الأولى تشعر أنك أمام مخرج مختلف، حمله الكاتب الكبير وحيد حامد مسؤولية كبيرة بإخراج مسلسل "الجماعة 2"، حازت أفلامه الروائية القصيرة على عدد من الجوائز الدولية، ونجح في الوصول بفيلمه الروائي الطويل "علي معزة وإبراهيم" للمشاركة بمهرجان دبي السينمائي الدولي، كما نال بطل فيلمه جائزة أفضل ممثل في المهرجان، هو المخرج شريف البنداري، مصراوي دخل "لوكيشن" مسلسله الجديد "الجماعة 2" وكان لنا معه الحوار التالي..
كيف تم ترشيحك لإخراج مسلسل "الجماعة 2"؟
الكاتب الكبير وحيد حامد يعرفني منذ فترة طويلة، وشاهد أفلامي القصيرة وأبدى إعجابه بها، ومنذ فترة تحدث معي هاتفيا، وعرض عليا إخراج مسلسل "الجماعة 2"، فوافقت على الفور.
هل تخشى المقارنة مع المخرج محمد ياسين مخرج الجزء الأول من المسلسل؟
لا توجد مقارنة، الجزءان عضوان بنفس الجسد، وفي النهاية المسلسل بصفة عامة بجزأيه الأول والثاني، يتحدث عن تاريخ جماعة الإخوان.
مع ذلك أنك تتعامل مع "الجماعة 2" أنه ليس عمل مستقل؟
بالتأكيد، لأن الجزئين يكملان بعضهما البعض، ومنذ البداية أنا لا أتعامل مع المسلسل أنه عمل مستقل، ولا يجوز الفصل بينهما.
هل ترى أن هذا الوقت مناسبا لعرض مسلسل "الجماعة 2"؟
معرفة الحقيقة وكشفها هو أكثر الأمور التي تحتاجها مصر الآن، ونحن نحكي في المسلسل عن أحداث تاريخية حدثت بالفعل، ولابد أن تُصاغ بموضوعية شديدة، والحقيقة أن معالجة الأمور بموضوعية سوف تجعل الجميع يعرف تاريخ الإخوان الدموي، لذا فأنا أرى أن الوقت الآن مناسب جدا لعرض المسلسل.
هل تلقيت تهديدات بعد قبولك مسلسل "الجماعة 2"؟
يصمت للحظة ويبتسم.. لا لم أتلق تهديدات
هل تخشى رد الفعل عقب عرض المسلسل؟
لا أخشى رد الفعل، أنا في النهاية أعمل مسلسل، كل ما فيه مثبت تاريخيا، ونحن نتعمد إظهار الحقيقة، وبالتالي أنا لست خائفا.
حدثنا عن مدى تدخل الكاتب وحيد حامد بالعمل؟
أستاذ وحيد حامد كاتب كبير ومحترف، وأنا مؤمن بأن اللعب مع الكبار دائما ما يكون ممتع ومريح في نفس الوقت، وكاتب كبير مثل وحيد حامد محترف، ويعلم جيدا حدود المخرج، وحدود المؤلف، ولا يتدخل أبدا في عملي، بل على العكس تعاملت في عدد كبير من أعمالي مع كتاب جدد، وفي رأيي الكاتب الجديد لا يتعامل باحترافية، وكنت "بتعب" وأنا أتعامل مع الكاتب الجديد، لأنه لا يعرف حدوده ككاتب، ويسعى للتدخل في حقي كمخرج في أشياء ليست من حقه التدخل فيها، وفي إحدى المرات أراد كاتب أن يهدي الفيلم، وكان يكتب للمرة الأولى، ولكني رفضت، وأرى هنا أن الكاتب "اللي مش عارف الشغلانة" يتعبني في التعامل معه، لكن الأمر مختلف تماما مع وحيد حامد، فهو يتعامل مع الجميع بطريقة احترافية.
كيف تختار الشخصيات في أعمالك المختلفة؟
أختار الشخصيات على أساس الأنسب للدور، من ناحية الشكل والروح، هذه هي المعايير الهامة والأفضل بالنسبة لي في اختيار كل شخصية.
وهل الممثل الأردني ياسر المصري والذي سيقوم بتجسيد شخصية جمال عبدالناصر تم اختياره على أساس الشكل؟
الشكل أحد المعايير في اختياره، ولكنه ليس المعيار الوحيد في اختيار هذه الشخصية، وجدت أن الفنان ياسر المصري هو الأنسب للدور.
هل الفيلم الروائي القصير أكثر مرونة من الفيلم الروائي الطويل؟
مرونة الفيلم الروائي القصير تكمن في تخلصه من معايير السوق، فلا تجد فيه معيار مثل التسويق، التوزيع، شباك التذاكر، ولا توجد به قيود المعايير التجارية.
لماذا اخترت محمد فريد تحديدا لبطولة فيلمك الروائي القصير "حار جاف صيفا"؟
لأنني وجدت أنه مناسب للدور بشكل كبير، من ناحية الشكل، التمثيل، لغة الجسد، الروح، كل هذه الأمور كانت سببا في اختياري له، كما أن محمد فريد ممثل مخضرم، ورأيت أنه الأنسب للدور، وكنت أشعر باحساسه في الشخصية، وطاقته، وأراه يتكلم بنفس طريقتها، ويتحرك بنفس خطواتها، ويتكلم بنفس صوتها، هذا إلى جانب أنه ممثل كبير بالطبع.
لماذا يعزف المنتجون في مصر عن إنتاج الأفلام الروائية القصيرة؟
لا أعرف السبب، ولكن فيما عدا شركة ريد ستار التي تحمست للمشاركة في إنتاج فيلم حار جاف صيفا، للأسف لم أجد منتجين يتحمسون لانتاج أفلام روائية قصيرة، على الرغم من أنها تحصد الجوائز الدولية.
هذا يعني أن منتجي أفلامك من شركات أجنبية؟
بالفعل، ففيلم "حار جاف صيفا" إنتاج ألماني مصري مشترك، وفيلم "علي معزة وإبراهيم" هو إنتاج فرنساوي مصري إماراتي مشترك.
في رأيك لماذا لا يتحمس المنتجون لإنتاج أفلام روائية قصيرة على الرغم من أن هناك منتجون يقومون بإنتاج أفلام بمبالغ خيالية وهم يعلمون جيدا أنها لن تحقق إيرادات على شباك التذاكر؟
لا أدري، حقيقة لا توجد عندي إجابة، أنا لا أعلم.
ما رأيك في صناعة الأفلام القصيرة في مصر؟
للأسف صناعة الافلام القصيرة في مصر لا تجد من يهتم بها، يعنى عند حصر إنتاج الأفلام القصيرة في مصر ممكن أن يصل عدد الأفلام المُنتجة في السنة الواحدة لـ100 أو 200 فيلم، فمثلا قبل وجود كاميرات الديجيتال وقبل العمل بالكاميرات الحديثة، كانت توجد فقط كاميرات سينما، وجهتين رئيسيتين للإنتاح هما معهد السينما، والمركز القومي للسينما، ومؤخرا أصبح هناك إنتاج مستقل، وهناك أفلام بالموبايل، وبكاميرات الديجيتال، وهناك إنتاج أكثر بكثير من ذي قبل، لكننا نرى أن المستوى العام قليل، وذلك بسبب أن الجهات التي من حقها أو من شأنها أن تبقى مسؤولة عن إنتاج الأفلام القصيرة، وأعني تحديدا المركز القومي للسينما تقريبا فهو متوقف عن إنتاج الأفلام القصيرة.
ولماذا توقف المركز القومي للسينما عن الانتاج؟
لا أعرف، قد يكون أنتج أفلاما قصيرة لكني لم أسمع بها، فعلى مدار 7 أو 8 سنوات ماضية، لم يتمكن المركز من عمل فيلم روائي قصير واحد سمعنا أنه أحدث إنجاز على المستوى الفني والجماهيري، ولا يوجد إنجاز يذكر طوال هذه المدة، وأنا أتكلم على مسؤوليتي، بمعنى أنه منذ 7 أو 8 سنوات، لا يوجد إنتاج يذكر للمركز القومي للسينما، ولا يوجد فيلم شارك في مهرجان مهم، أو حتى فيلم حصل على جائزة واحدة.
فيديو قد يعجبك: