إعلان

بالفيديو- مصراوي يكشف كواليس مسرحية "العطر".. عندما يصرخ "الصمّ"

07:31 م الثلاثاء 26 ديسمبر 2017

مسرحية العطر

كتب - مصراوي

تخيل أن الحظ حالفك وجاءتك فرصة عمل محترمة بمرتب عظيم في إحدى المدن لكن عندما ذهبت لهناك وجدت أناساً لا يتحدثون لغتك فلا تفهمهم ولا يفهمونك.. هذا ليس مجرد موقف تخيلي بقدر ما هو واقع.. هذا ما يشعر به حوالي 7 ملايين شخص في مصر من الصم وضعاف السمع، هذا ما تجسده مسرحية "العطر" التي تعرض حاليا على مسرح أوبرا ملك في رمسيس..

مسرحية العطر هي أول عمل مسرحي يجمع بين ممثلين من (الصم وضعاف السمع) وبين ممثلين (متكلمين أصحاء) على نفس خشبة المسرح، ولأنه عمل مختلف والأول من نوعه قررنا الذهاب للمسرح لنعرف المزيد، فتواصلنا مع سارة الجوهري مترجمة لغة الإشارة ومع مخرج العرض محمد علام..

وعندما سألناه عن الموقف الذي عرف فيه الصم وقرر مساعدتهم، فحكى لنا أنه كان يسير في مكان ما ورأي أحدهم يشير بيده في الهاتف، لفت نظره الموضوع، فوقف وراءه في ذهول وفي محاولة أن يفهم ما الذي يحدث حتى رآه الشخص الأصم الذي كان في الهاتف ولفت نظر صديقة الأصم إلى أن شخصا وراءه يراقبهما .. من خلال هذا الموقف اكتشف محمد علام الصم وعرفهم أكثر ولفت نظره لغة الإشارة، ووقتها قرر أن يقوم بإخراج وتنفيذ مسرحية بالكامل للصم، وعن طريق ممثل صديق له تعرف على مترجمة الإشارة قمر عادل التي اختارت معه الممثلين الصم وعرفته على مترجم الإشارة عمر هشام الذي يقف على خشبة المسرح مع الممثلين كمترجم طوال العرض.

وعندما سألناه عن الصعوبات التي واجهتهم في التواصل، قال إن الأمر مرهق وصعب في الشق التنفيذي للمسرحية خصوصا في أول أيام بسبب وجود صم ومتكلمين على نفس المسرح، فالممثل صحيح البدن يعرف ما الذي يريده المخرج من كلمة يسمعها، أما مع الصم كان الأمر معقدا لكن مع الوقت عرفت أن المفتاح قد يكون في الضوء أو خبطة معينة على المسرح لأن الله تعالى أعطاهم نعمة وهي الشعور بالخبطات أو الضُمات على الأجسام الصلبة.

وصرح المخرج محمد علام بأنه تحدث مع البيت الفني للمسرح كثيرا الفترة الماضية ليتم إنشاء مسرح للصورة يكون مخصصا للصم وضعاف السمع وضمن مسارح الدولة مثل مسرح الطليعة والمسرح القومي فهو يراهم دولة بالفعل لأن عددهم 7 ملايين أصم في مصر.

وعندما سألنا الممثلين الصم اشتكوا من قلة الاهتمام بمواهبهم وناشدوا الفنان أحمد حلمي والفنان محمد صبحي حضور مسرحيتهم.. وهو ما يقوله صفوت حسن أحد الممثلين الصم في الفيديو المرفق بالتقرير، وأضاف زميله سيف وهو بطل المسرحية من الصم أنه ليس ضعيف سمع بل أصم بشكل كامل وهو ما كان عائقا امامه عندما تعلم الرقص على الأغاني التي بالمسرحية لكنه استطاع القيام بالأمر بحرفية عالية مثل زملائه من ضعاف السمع والمتكلمين أيضا.

العرض رائع ومميز فعلا ويستحق المشاهدة حيث إنه يجمع بين فيديو قصير يحكي عن قصة حب بين شخص متكلم وفتاة صماء وبين مواقف المسرحية والأغاني التي يرقص عليها المتكلمون والصم بنفس الرتم وبنفس لغة الإشارة حتى إن الحواجز تتلاشى ولا تعرف أن تميز بين من فيهم أصم ومن فيهم متكلم.. وكما قال محمد علام: "مسرحية العطر أيقونة وفكرة في عالم المسرح وليست مجرد مسرحية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان