إعلان

يوسف الشريف: طبيب "كفر دلهاب" باع نفسه للشيطان.. ومشهد الإعدام أزعجني (حوار)

02:11 م الجمعة 04 أغسطس 2017

يوسف الشريف 1

حوار- منى الموجي:

يرفض ما يؤمن به البعض بأن وجود السياسة في عمل فني تزيد من قيمته، مشددًا على أنه لا يحب السياسة ولا يعتبرها أهم شيء، تشغله العلاقة بين الإنسان والشيطان، وقدمها بصورة غير مباشرة في أكثر من عمل، ليقترب منها بصورة صادمة في "كفر دلهاب"، هو الفنان يوسف الشريف.

"مصراوي" التقى بالفنان يوسف الشريف، ليحدثنا عن "كفر دلهاب"، وكواليس أصعب مشاهده في العمل، إلى الحوار..

يوسف الشريف ومحررة مصراوي

أعمالك تتحدث معظمها عن الشيطان وكيف يدخل للإنسان.. هل تقصد ذلك؟

على المستوى الشخصي، تشغلني فكرة الشيطان والإنسان، وأرى أنه من المهم أن نعرف مداخل الشيطان للإنسان، وكيف نحصن أنفسنا منه، وهو ما قدمناه بطريقة غير مباشرة في مسلسل "الصياد" وفي "لعبة إبليس"، وفي "كفر دلهاب" الموضوع كان صريح وواضح، ويمكن يكون الكشف عنه في نهاية المسلسل تم بصورة صادمة للجمهور، لكن بشكل عام ليس شرطًا أن أنقل ما يؤثر في فكري وفي حياتي الشخصية إلى أعمالي الفنية.

"كفر دلهاب" يتطرق لموضوع الجن والعفاريت وسيطرتهم على البشر.. هل تؤمن بهذه الأمور؟

الجن مذكور في القرآن الكريم، وأي شخص يؤمن بالقرآن يؤمن بوجود الجن، لكن مسألة سيطرته على الإنسان وقدرته على إيذائه، وهل يستطيع أن يخرج بهذه القدرة عن مشيئة الله، أمر غير حقيقي، ضرر الإنسان أو نفعه لا يحدثان إلا بإذن الله، فهناك فارق بسيط بين الإيمان بوجود الجن وبين أن يتحول الأمر لهاجس خوفًا من تأثيره على الإنسان، الموضوع أبسط من ذلك بكثير ربنا هو القادر على تسخير أي شيء لضرر أو نفع البشر.

الفنان يوسف الشريف

"الطبيب سعد" باع نفسه للشيطان.. ما الذي يدفع إنسان لبيع نفسه للشيطان؟

عدم قربه من ربنا سبحانه وتعالى، عدم الإيمان واليقين في ربنا وفي أنه الفاعل الحقيقي لكل شيء، وعرضنا في المسلسل فتنة شديدة، ابتلاء قاسي جدا ممكن أي بني آدم يتعرض له، ووقتها يصبح الإنسان في امتحان، وربنا منحنا حق الاختيار بأمره أيضا، ولو أراد أن يجعل الإنسان مقهورًا على العبادة وعلى الصح لفعل، لكنه أعطانا حق الاختيار، ونرى كيف يتصرف كل إنسان في الامتحان الذي وُضع فيه، هل سيتحول الانتقام لهاجس وانتقام أعمى لا يراعي فيه أي شيء، ويظلم آخرين في مشوار انتقامه ويسلم نفسه للشيطان، في سبيل تنفيذ ما يريد كما فعل الطبيب. هي فلسفة شديدة من الممكن تطبيقها على كل شيء في حياتنا، وعلى أي لحظة اختيار نمر بها، هل سنتقي ربنا في سعينا لهدف ما، ونتبع الخطوات الصحيحة أم أن بلوغ الهدف مهما كانت الوسيلة سيكون هو الطريق الذي سيسلكه الإنسان، وهو ما قدمناه في المسلسل.

لماذا اخترتم عدم تحديد زمان ومكان معين للأحداث؟

قصدنا ألا تدور أحداث المسلسل في مكان أو زمان محدد، كنت قرأت أبحاث أجنبية تؤكد أن الجمهور في منطقتنا العربية، قد يتقبل فكرة الرعب في الأعمال الأجنبية ولا يتقبلها من عمل عربي، لأن العرب عمومًا لديهم نزعة دينية قوية، ولن يقبلوا بفكرة إن يقف الشر في مواجهة القرآن، وهي بالنسبة لي كمتفرج أيضًا فكرة غير مقبولة، لن أقبل أن ينتصر الشر أمام القرآن، وإذا جعلنا الانتصار من البداية للقرآن فسينتهي العمل قبل أن يبدأ، وهو ما جعلنا نستبعد تقديم القصة في زمننا المعاصر، وقررنا أن تكون بلد مُتخيلة وزمن مُتخيل، لنمنح أنفسنا حرية أكبر.

يوسف الشريف 4

انتقد البعض ثبات تعبيرات الطبيب سعد وعدم تأثره في كثير من المشاهد.. ما تعليقك؟

المسلسل من أصعب الأدوار التي قدمتها في حياتي، الشخصية تمر بعدة مراحل، ووجدت نفسي بين نارين، هل أتبع الطريقة التي أراها مضبوطة لآخر لحظة، حتى لا أضحك على الجمهور، ويجدني أمثل بطريقة معينة وبعدها يتضح لهم إني "بمثل غلط"، وفي نفس الوقت لا يمكنني أن أكشف حقيقته من البداية. وممكن أصنف الشخصية إلى 3 مراحل: البداية والتي فيها يعتقد أهالي الكفر أنه فعلًا طبيب، الفترة التي يعرف فيها أهالي "كفر دلهاب" بحقيقة الطبيب سعد وأنه شهاب الدين العائد لينتقم، والمرحلة الثالثة هي اكتشاف الحقيقة المُطلقة، التي قالها في نهاية العمل.

ما هي أصعب مشاهدك في "كفر دلهاب"؟

مشهد صراخ "هند" الفنانة سهر الصايغ في وجه "الطبيب سعد"، قُمنا بإعادته أكثر من مرة وأثر نفسيًا عليّ، ومشهد لم أضعه في حسابي، ولم يتخيل أحد أن مشهد بهذه السهولة سيزعجني إلى هذا الحد، وهو مشهد "الشنق" والكل يعرف أنه سهل جدًا، وليس به أي خطورة، لأنني سأكون مُعلق بأسلاك في الهواء، ويتم حذفها في المونتاج، ومن المفترض أن أرتدي غطاء على وجهي، ويتم وضع حبل الإعدام على رقبتي، وبمجرد معرفتي بأنني سأقوم بتصويره انتباتني "فوبيا" وحالة غريبة، الموضوع كان صعب من الناحية النفسية، وبسبب خوفي سخر مني كل من في "اللوكيشن".

يوسف الشريف

أحداث المسلسل فُسرت على أنها إسقاطات سياسية.. كيف رأيت ذلك؟

المسلسل لا يحمل أي إسقاطات سياسية، وفي رأيي أن "كفر دلهاب" أهم من هذا، ووجود السياسة في أي عمل لا تعني أنه عمل مهم، هناك من يعتبر أن السياسة أهم شيء في الدنيا، لكن أنا لا أحب السياسة، وفكرة أنه يحمل اسقاطات سياسية لا تمنحه أي ثقل على العكس تقلل منه، العمل يحمل فلسفة لها علاقة بالدنيا كلها، من الممكن أن تنطبق على فكرة الظالم والمظلوم.

ومتى ستعود للسينما؟

استعد للعودة للسينما قريبًا جدًا بفيلم من فكرتي، أعمل على تفاصيله مع السيناريست عمرو سمير عاطف والمخرج أحمد نادر جلال.

فيديو قد يعجبك: