لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حوار- مؤلف "الشارع اللي ورانا": الفكرة بدأت برحيل خالي وحماي.. والمسلسل احتاج لمغامرين

03:45 م الإثنين 02 أبريل 2018

حوار- سما جابر:

حالة من الجدل أثارها مسلسل "الشارع اللي ورانا" الذي يُعرض حاليًا عبر شاشة cbc، ويشارك في بطولته عدد كبير من النجوم على رأسهم الفنانة لبلبة والفنان فاروق الفيشاوي ودرة، فالغموض المسيطر على القصة والحلقات، بالإضافة إلى أداء بعض النجوم، كان حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، ، ما جعلهم يطلقون التساؤلات حول بعض الأحداث، كما فسّر البعض الآخر القصة حسب مخيلتهم.

"مصراوي" حاور مؤلف العمل، الكاتب حاتم حافظ حول اختيار الأبطال وأبرز المفاجآت داخل الكواليس والتعليق على حالة الجدل المثارة حول المسلسل، وإلى نص الحوار:

شاركت في كتابة مسلسل "استيفا" ثم كتبت بمفردك "الشارع اللي ورانا".. فما سر تركيزك على مسلسلات الغموض والإثارة في بداية مشوارك؟

شاركت أولًا في كتابة مسلسل "سيدنا السيد" لجمال سليمان قبل مشاركتي في كتابة مسلسل "استيفا"، وفي مرحلة الكتابة التشاركية لم يكن لدي اختيار كبير، ومسلسلي الأول "الشارع اللي ورانا" هو بداية التعبير عن اختياراتي ككاتب للدراما التليفزيونية، ولا أعتبر المسلسل ينتمي لدراما الغموض والإثارة إلا في إطار الشكل الفني، لكن المسلسل نفسه أقرب للسيكودراما، واختيار الشكل الفني له أسباب تتعلق بالموضوع نفسه من جهة ومن جهة أخرى له علاقة بمخاطبة الجمهور، كما أن الكاتب الكبير دورنمات مثلًا، كتب الرواية البوليسية ووضع في الشكل البوليسي كل فلسفته وأدبه بعد أن استشعر الخطر على الأدب من تصاعد إبهار السينما، وأظن الرهان الآن كيف تكتب دراما تليفزيونية تكون وسيط بين مستوى التسلية وبين مستوى الأدب.

كيف بدأت فكرة "الشارع اللي ورانا" وكم من الوقت استغرقت في التحضير لها؟

الفكرة بدأت منذ عدة سنوات نتيجة فقدان خالي وحماي في مدة قصيرة، وبعد وفاة والد زوجتي الكاتب الكبير خيري شلبي، ظللنا طويلاً نشعر بوجوده في البيت كما لو أنه لم يرحل، كذلك وجدتني أضبط نفسي كثيرًا وأنا أطلب رقم خالي على التليفون، هذا بخلاف حضورهما في أحلامي باستمرار.

وفي 2014 صدرت مجموعتي القصصية "بسكويت وعسل أسود" وفيها قصة على لسان شخص يموت ويسرد مشاهداته من أول لحظة موته وحتى وصوله للقبر، بعدها فكرت في أن الحياة بعد الموت موضوع صالح للكتابة الأدبية، وسجلت الفكرة كفكرة لرواية في البداية قبل أن أقرر كتابتها للتليفزيون مباشرة، والفضل في ذلك للفنانة درة التي تحمست للفكرة وقامت بتعريفي بالمخرج مجدي الهواري الذي فوجئت بحماسه الشديد للفكرة، خصوصا بعد قراءته للحلقات الأولى، والحقيقة الفكرة كانت تحتاج لتلاقي مجموعة من المغامرين على خوض تجربة جديدة، والحمد لله أن روح المغامرة توفرت في درة والهواري وأيضا لبلبة وفاروق الفيشاوي الذي سعدت جدا بوجودهما في العمل.

هل تدخلت في اختيار الممثلين؟

ليس تدخلًا بقدر ما كانت المناقشات مستمرة بيني وبين المخرج مجدي الهواري للوصول لأفضل العناصر القادرة على تجسيد الشخصيات التي خلقتها على الورق، وأظن أننا كنا محظوظين للغاية في اختياراتنا، وأذكر أن قيام الفنانة العظيمة لبلبة بأداء دور "ماما إلهام" كان اختيار الهواري ويومها كانت مفاجأة كبيرة لم أكن أحلم بها، حتى أن أول لقاء جمعني بها في بيتها لشرح طبيعة العمل والإجابة على استفساراتها ظللت محدقًا فيها طول الجلسة!

كذلك اختيار فاروق الفيشاوي الذي تبهرني حرفيته في كل مشهد من مشاهده، كان اختيار الهواري منفردًا فلم أكن أحلم بوجوده ولا وجود لبلبة، وأعتبر نفسي محظوظًا الحقيقة لوجود لبلبة والفيشاوي وشيرين في أول عمل لي، أما باقي الممثلين فقد كان حصيلة نقاش ممتد لدرجة أننا كنا نبدل رأينا من يوم للآخر حتى وصلنا للاختيارات الحالية.

هل قلقت من رد فعل الجمهور أو "لخبطتهم" من فكرة دمج أكثر من زمن في العمل؟

كانت لدينا مخاوف بالطبع لكن رغبتنا في تقديم شكل فني مختلف عن المعتاد إضافة لثقتنا في أن الأجيال الجديدة أصبح لديها ألفة كبيرة مع هذا النوع من الدراما نتيجة لاتصالهم بالأعمال الغربية على الانترنت؛ جعلنا نخوض التجربة باطمئنان، والحقيقة أن رد فعل الجمهور أذهلنا، وزادت سعادتنا ونحن نتابع مناقشات الجمهور حول المسلسل ومحاولة فك رموزه وحل ألغازه على مواقع التواصل، ورغم شكوى البعض من صعوبة فهم المسلسل فقد فوجئنا بالبعض يكتب عن المسلسل بعد حلقتين فقط كما لو كان قد قرأ السيناريو بالكامل، إضافة إلى ذلك فإن "لخبطة الجمهور" مقصودة ويمكن القول إنها الأثر الفني الذي كنت أرغب في تحقيقه، لأن الدراما في المسلسل تناقش معاناة الإنسان مع المعرفة ومحاولته فك طلاسم العالم ومحاولته لاكتشاف نفسه، وهو ما قيل في الحلقة الأولى على لسان شهاب (فاروق الفيشاوي) حين قال إن الإنسان ما زال قارة مجهولة.. لهذا فقد كنت أرغب أن يعاني الجمهور معاناة الشخصيات للاكتشاف.

من أكثر شخصية فاجأك أدائها في المسلسل؟

فوجئت بأداء لبلبة طبعًا، ففي أول بروفة قراءة مثلاً حضرت ووزعت ضحكاتها ومرحها على الجميع وبعدها بدقائق ومع أول جملة نطقت بها فوجئت بأن روح ماما إلهام قد حلت في المكان فشعرت بالفزع! وأظن أن الشخصية التي لعبتها سوف تكون واحدة من أهم الشخصيات التي لعبتها في تاريخها، كذلك أظن أني أعيد اكتشاف درة مرة أخرى، ففي كل مشهد لا أرى غير نادية بكل تناقضاتها وألمها وحيرتها، وظني أن درة رغم كل الأعمال التي قامت بها لم تكتشف بعد، فهي لديها طاقة كبيرة يمكن توظيفها لصنع أعمال كبيرة ومهمة، خصوصًا وأنها مغامرة، فقد كان بيننا مشروع درامي كان من المفترض أن تقوم فيه بدور أم لصبية في السادسة عشر ومع هذا لم تمانع لأن الدور أعجبها!

ومن المفاجآت السعيدة أيضًا، اكتشاف الفنانة إنجي أبو زيد الذي أعترف إني كنت مخطئًا حين تحفظت عليها في البداية لكني اكتشفت صحة رؤية مجدي الهواري الذي قال إنها ستكون مفاجأة كبيرة، وأذكر أني صارحتها بهذا الأمر، وأظن أن دور مي سوف يكون فارقًا في تاريخها الفني فهي تمثل بالفرنسية وتغني وترقص كما تؤدي مشاهد في غاية الصعوبة، وأتمنى أن يلتفت لها صناع الدراما في السنوات القادمة.

أما أحمد حاتم ونسرين أمين ونهى عابدين فقد اعتدنا على جدارتهم كممثلين وقدرتهم على الإمساك بالشخصية وإضفاء روحهم عليها، هذا بخلاف الممثلين الشبان الذين سوف يكونوا حاضرين في المشهد السنوات المُقبلو مثل يوسف عثمان وهند عبدالحليم وكارولين عزمي وأحمد ماجد وفؤاد عبدالمنعم وكريم سامي وباسم علي وريهام أبو بكر.

من صاحب فكرة اختيار لزمات للشخصيات مثل "يطبطب على قلبك ربنا" للبلبة و"حلويات" لنسرين أمين.. ولماذا؟

اللازمات جزء من بناء الشخصية الدرامية، لكننا فوجئنا بالصدى الكبير للازمة لبلبة بالذات وترددها على مواقع التواصل الاجتماعي، وأذكر أنها لم تكن موجودة من البداية وأن لبلبة طلبت أن يكون لها لازمة متكررة فاخترعناها أنا ومجدي الهواري، وطلبنا منها تكرارها باستمرار. أما حلويات فقد كانت موجودة في السيناريو من البداية لكن أداء نسرين لها هو صاحب الفضل في انتشارها بهذه الصورة، فلا يمكن الفصل بين العبارات التي يكتبها المؤلف في السيناريو وبين الأداء الذي يقوم به الممثل فأنا من الأشخاص الذين يؤمنون أن نصف قوة الدراما في الأداء التمثيلي.

لماذا تم الترويج للمسلسل في البداية على أنه رعب وليس تشويق وإثارة؟

لم نتعمد الترويج للمسلسل باعتباره مسلسل رعب، بل كثير من الصحفيين فسروا البرومو الترويجي باعتباره رعب، لكن المسلسل على مستوى الشكل هو بالطبع يقع ضمن دراما التشويق والإثارة، وعمومًا فأظن أن التشويق عامل مهم لنجاح أي مسلسل، لهذا حرصت على وجود خط درامي أقرب للأعمال البوليسية وهو الخط الخاص بعلاقة شهاب بسها، لتمرير الأسئلة الكبيرة التي تطرحها الدراما.

البعض يرى أن جرعة الغموض بالعمل أكثر من اللازم، ما تعليقك؟

كما قلت من قبل، فرغم شكوى البعض من الغموض فقد استطاع أخرون قراءة العمل بعد حلقتين فقط لدرجة أني اتصلت بمجدي الهواري لأسأله إن كان المسلسل قد حدث له تسريب!، وأنا مؤمن أن ما من عمل قادر على إثارة إعجاب الجميع، الدراما المصرية اليوم متنوعة في موضوعاتها وأشكالها ولكل شكل جمهوره، وأتمنى أن تتوسع الدراما المصرية أكثر في التنويع واستلهام كل الأشكال الدرامية، خصوصًا وأن الجمهور صار منفتحًا على العالم وما يصنعه وهو ما سوف يكون مفيدًا لنا كصناع دراما وللجمهور أيضا.

ما سبب الاستعانة بمعامل أنيس عبيد لترجمة بعض المشاهد رغم أن عددها ليس كبيرًا حتى الآن؟

الاستعانة بمعامل أنيس عبيد لترجمة مشاهد باريس، وهي مشاهد كثيرة سوف نشاهدها تدريجيًا حتى نشاهد القصة كاملة، فلكل شخصية من الشخصيات دراما خاصة بها، فالمسلسل أشبه ما يكون بست مسلسلات قصيرة، وقد كنا بين اختيارين أن يكون الحوار باللغة العربية الفصحى كما يحدث أحيانًا وبين أن يكون بالفرنسية ورغم أن الاختيار الثاني هو الاختيار الأصعب والأكثر تكلفة فقد أصّر مجدي الهواري عليه، والحقيقة أني هنا أسجل أن مجدي الهواري اختار كل الاختيارات الصعبة لكي يخرج العمل متقنًا كما حلمنا به منذ الأيام الأولى، ولولا هذا الإصرار الذي تسرب من الهواري للجميع لما خرج العمل بهذه الجودة.

هل الديكور والصورة كان مقصود بهما أن التشبه بالأفلام الأجنبية؟

لا أظن أن الديكور أو الصورة غربيين، المسألة أننا في الدراما المصرية لم نعتد على مثل هذا النوع من الموضوعات لهذا نقارن طوال الوقت بالأفلام الأمريكية، لكن من يشاهد الأفلام التي تعرضت لمثل هذه الموضوعات خارج أمريكا سوف يلاحظ هذا التشابه، لأن المصدر الأسطوري واحد، فمثلًا وجود الشجرة خارج البيت لا يمكن أن يتجاهلها مصمم الديكور لأن الشجرة لها دلالة أسطورية مشتركة بين كل الثقافات فلا يعني وجودها أنها تقليد لعمل أجنبي، والمدقق يكتشف أننا صنعنا ما لم تصنعه الأفلام الأجنبية، مثلاً في تصورنا للبيت الذي تعيش فيه الشخصيات فالبيت على عكس البيوت المماثلة في الأفلام الأجنبية، مضاء طوال الوقت دون وجود لمصدر للضوء كما أنه مريح وفيه روح الونس طوال الوقت، وبالمناسبة جزء كبير من نجاح العمل هو عبقرية مهندس الديكور عادل المغربي وكذلك مدير التصوير إيهاب محمد علي.

ما رأيك في تعليق رواد مواقع التواصل وسخريتهم من بعض الأحداث؟

السخرية لم تزعجنا، لدرجة أننا تفاعلنا مع كل فيديوهات الكوميك والصور وغيرها وحتى التعليقات التي رأينا أنها طريفة جدًا، وأحد أكثر التعليقات طرافة التي كتبتها صفحة غير حقيقية باسم المخرج الكبير يوسف شاهين وتقول "برافو يا ولاد بقيتوا بتعملوا حاجات مش مفهومة زيي"، حتى التعليقات الكثيرة بخصوص عدم فهم المسلسل فلا أراها مزعجة وأظن أن من يقول إنه لم يفهم العمل هو فقط ليس لديه يقين بصحة تفسيره، لكن سعادتي لا توصف بكم التفسيرات غير اليقينية التي يكتبها كل يوم رواد مواقع التواصل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان