بعد تحويل "أرض النفاق".. لماذا لم تحقق المسلسلات المأخوذة عن أفلام النجاح المطلوب؟
كتب: بهاء حجازي
يخوض النجم محمد هنيدي سباق الموسم الرمضاني بمسلسل أرض النفاق عن قصة يوسف السباعي وسيناريو وحوار أحمد عبدالله وإخراج سامح عبدالعزيز، ويعول هنيدي على هذا العمل لتعويض إخفاقه الأخير في فيلم "عنتر ابن ابن شداد".
تقع أزمة إعادة تقديم الأفلام كمسلسل تلفزيونى في المقارنة الدائمة التي سيقع فيها أبطال العمل مع العمل الأصلي، فمن الآن تم عمل مقارنة بين محمد هنيدي وبين فؤاد المهندس وبين حلا شيحا وشويكار، نتيجة إعلان هنيدي عن تقديم فيلم أرض النفاق في مسلسل، وفي كثير من الأحيان لن تكون المقارنة في صالح المسلسل بسبب يتعلق بالنوستالجيا.
القصة الأصلية لفيلم أرض النفاق خصصت لوقت عرض لا يزيد على ساعتين، فيقوم السيناريست بعمل معالجة لها لتصبح 17 ساعة ما يُشعر المشاهد بالمط والتطويل لذلك يشعر المشاهد بالملل من هذه الاعمال فخط سير الأحداث يتسم بالبطء: كما أن إضافة خطوط فرعية في الغالب لا تصب في صالح الخط الرئيسي للعمل ما يُشعر المشاهد أنه يشاهد عملا مهلهلا.
ويعيد هنيدي إلى الأذهان قائمة طويلة من الأفلام التي تحولت إلى أعمال درامية ليبقى السؤال هل إعادة إنتاج هذه الأعمال مرة أخرى إفلاس فكري أم إعادة إحياء للتراث؟
القائمة تطول
في قائمة الأفلام التي تحولت إلى مسلسلات نجد الكثير من الأعمال الناجحة بعضها نجح كفيلم ولم ينجح كمسلسل والبعض الآخر لم ينجح كمسلسل في تحقيق النجاح الذي حصده الفيلم، نستعرض هنا هذه القائمة وأوجه إخفاقاتها ونجاحاتها.
1- عمارة يعقوبيان
عن رواية للكاتب علاء الأسواني قدم وحيد حامد معالجة لفيلم عمارة يعقوبيان الذي لاقي نجاحا نقديا وجماهيريا، الفيلم من بطولة عادل إمام ونور الشريف ومحمد عادل إمام وخالد صالح ومن إخراج مروان حامد في أولى تجاربه الإخراجية الطويلة والفيلم من إنتاج عام 2006 .
وبعدها بعام تم تقديم العمل كمسلسل من بطولة صلاح السعدني وعزت أبوعوف ولبنى عبدالعزيز ورانيا يوسف وآسر ياسين، وكتب السيناريو والحوار عاطف بشاي وإخراج أحمد صقر، والمسلسل لم يلاقِ أي نجاح يّذكر على النقيض من الفيلم الذي حقق قرابة 20 مليون جنيه عند عرضه في السينمات وهو رقم كبير مقارنة بتوقيت عرضه.
2 – الزوجة الثانية
عن قصة أحمد رشدي صالح قدم صلاح أبوسيف فيلم الزوجة الثانية من بطولة سعاد حسني وشكري سرحان وصلاح منصور، والفيلم يعد واحدا من أهم أفلام السينما المصرية ويُصنف فيلم الزوجة الثانية 1967 "المركز رقم 16" في قائمة أفضل 100 فيلم في ذاكرة السينما المصرية حسب استفتاء النقاد بمناسبة مرور 100 عام على أول عرض سينمائي بمدينة الإسكندرية
وفي عام 2013 قرر المؤلفان أحمد صبحي وياسين الضوي تقديم معالجة جديدة لقصة أحمد رشدي صالح وأسندا البطولة لعمرو عبدالجليل وعمرو واكد وآيتن عامر وعلا غانم ومن إخراج خيري بشارة.
3 – الباطنية
عن قصة إسماعيل ولي الدين وسيناريو وحوار مصطفي محرم قدم المخرج حسام الدين مصطفى فيلم الباطنية من بطولة فريد شوقي ونادية الجندي ومحمود ياسين وأحمد زكي وحقق الفيلم نجاحا تجاريا كبيرا وقت عرضه.
وفي عام 2009 أعاد السيناريست مصطفى محرم كتابة معالجة للقصة الأصلية ولكنه عرضها كمسلسل من بطولة صلاح السعدني وغادة عبد الرازق وأحمد فلوكس ولم يحقق المسلسل النجاح الذي حققه الفيلم.
4 – العار
قدم المؤلف الكبير محمود أبوزيد فيلم العار من إخراج على عبدالخالق والذي لاقي نجاحا كبيرا حين تم عرضه وعالج قضية الثروة الحرام، والفيلم من بطولة نور الشريف ومحمود عبدالعزيز وحسين فهمي وإلهام شاهين.
وفي عام 2010 قدم أحمد محمود أبوزيد نجل المؤلف محمود أبوزيد معالجة للقصة كمسلسل من بطولة مصطفى شعبان وشريف سلامة وأحمد رزق ومن إخراج شيرين عادل وحقق المسلسل نجاحا جيدا لكن لا يمكن مقارنته بنجاح الفيلم حيث يحتل فيلم "العار 1982" المركز رقم 56 في قائمة أفضل 100 فيلم في ذاكرة السينما المصرية .
5 - الكيف
مرة أخرى يعيد السيناريست أحمد محمود أبوزيد تقديم معالجة درامية لعمل من تأليف والده وهذه المرة مع فيلم الكيف الذي قدمه الثنائي "محمود عبدالعزيز ويحيى الفخراني" ليتم تقديم الفيلم بالنجم باسم سمرة والنجم أحمد رزق ، إلا أن المسلسل فشل في إقناع الجماهير التي أملت فيه خيرا لمعرفتها بقصة الفيلم ، إلا أن هذا لم يتم.
6- رد قلبي
فيلم رد قلبي الذي يعتبر الفيلم المعبر عن ثورة يوليو 1952 تم تقديمه من تأليف يوسف السباعي وإخراج عزالدين ذوالفقار وبطولة شكري سرحان وصلاح ذو الفقار وزهرة العلا ومريم فخر الدين.
الفيلم تم تقديم معالجة أخرى له كمسلسل من كتابة مصطفى محرم وبطولة محمد رياض وأحمد السقا ونيرمين الفقي ومن إخراج أحمد توفيق.
وحقق المسلسل نجاحات جيدة ويعتبر من أنجح الأعمال التي تم تحويلها من فيلم لمسلسل.
7 - لا تطفئ الشمس
عن قصة إحسان عبدالقدوس قدم المخرج صلاح أبوسيف فيلم لا تطفئ الشمس والذي حقق نجاحا نقديا وجماهيريا كبيرا، من بطولة عقيلة راتب وشكري سرحان وفاتن حمامة .
وقدم السيناريست تامر حبيب معالجة للرواية مرة أخري من بطولة ميرفت أمين وجميلة عوض وأحمد مالك، ومن إخراج محمد شاكر خضير.
والمسلسل رغم تحقيقه لنسب مشاهدة عالية إلا أنه تعرض لموجة عاتية من النقد من الجماهير والنقاد على حد سواء واتهموه بالإساءة للمجتمع المصري بسبب القصص الجريئة ومشاهد الخمور والشذوذ الجنسي.
وأخيرا يأتي مسلسل محمد هنيدي أرض النفاق ليتذيل القائمة، فهل يستطيع محمد هنيدي أن يقدم مسلسلاً أنجح من الفيلم الذي تم عرضه مسبقا أم أنه سينضم إلى القائمة الطويلة، الإجابة عن هذا السؤال ستتضح بعد عرض المسلسل.
وعن عدم تحقيق هذه الأعمال للنجاح المطلوب يقول الناقد الكبير طارق الشناوي إن المشاهد العادي مرجعيته وقت مشاهدة المسلسل هى الفيلم وليس الرواية المأخوذ عنها، وضرب المثال بمسلسل "الزوجة الثانية" قائلا: إن الفيلم به قدرات تمثيلية من صلاح منصور وسناء جميل وسعاد حسني وحسن البارودي لم تصل الطاقات التمثيلية لطاقم عمل المسلسل إلى هذه القدرة .
وأضاف أن مسلسل أرض النفاق سيعاني من مشكلة وقت المسلسل حيث إن المشاهد لديه صورة ذهنية عن قصة أرض النفاق أنها ساعتان ولن يكون من السهل أن يستسيغ القصة في مسلسل من 30 حلقة، إلى جانب أزمة الزمن يوجد أيضا أزمة أداء الممثلين التي لن تصب في صالح مسلسل أرض النفاق، وقال: إن المأزق الأكبر هو هل سيكون المسلسل أعلى من الفيلم أم لا؟ وهذا رهان صعب لم ينجح الكثيرون في اجتيازه.
وترى الناقدة ماجدة خير الله أن اتجاه المنتجين إلى إعادة تقديم هذه الأعمال سببه الشعبية الكبيرة التي حققتها هذه الأعمال عند عرضها كأفلام، وقالت إن المسلسلات لا تنجح بنفس قدر نجاح الأفلام بسبب جودة هذه الأعمال التي لا تصب في صالح الأعمال الدرامية، وقالت إن مسلسل العار نجح لأنه تم تقديمه بإتقان، بينما مسلسل الكيف لم ينجح لقلة الإتقان في عناصره الفنية.
فيديو قد يعجبك: