وليد فواز.. "فرصة الشاطر" بـألف (بروفايل)
كتب- محمد مهدي:
مسرح صغير في مدرسة ابتدائية بالزقازيق، يضج بالناس رغم بساطة المكان وقلة الامكانيات، جاءوا جميعا بدافع مساندة أطفالهم، طلاب الصف الثالث، في عرضهم المسرحي الأول، فيما كان الطفل "وليد فواز"- الذي ولد في 17 ديسمبر 1980- يجلس خلف الستار، يُتمم على كميات من القطن وضعها على جسده وثبتها بلاصق، حتى يبدو أكبر سنا، من أجل الفوز بدور الراوي في المسرحية، حيلة أقنع بها أستاذه المشرف على العرض، قبل أن يُفتح الستار ويبدأ العمل، اللحظات الأولى مضت ببطء لكنه سرعان ما تخلى عن توتره وانطلق في أداء الدور وسط تصفيق الجميع.
من تلك الواقعة بعيدة الزمن، كُر خيط البحث عن الفرصة والتمسك بها واستثمارها في حياة الفنان الشاب "وليد فواز"، الذي لمع اسمه في السنوات الأخيرة بعد عِدة أدوار قدمها في مسلسلات تلفزيونية منها "بدون ذكر أسماء" و"السبع وصايا" و"العهد" وفيلمه الأخير "من ضهر راجل"، بعد سنوات طويلة من البحث عن مكانة تليق بموهبته.
كان "فواز" طالبا مجتهدا في دراسته، خطط لدخول كلية صيدلة، لم يكن وقتها منشغلا بالفن رغم تلك الخطوات التي خاضها في سنوات الدراسة المختلفة، غير أن أقل من نصف درجة أبعدته عن حلمه وأرسلته إلى كلية "تجارة انجلش" بجامعة الزقازيق في عام 1997، بعد أيام قليلة شعر بالملل، لجأ إلى مسرح الجامعة، ليجد بداخله طاقات لم يكتشفها من قَبل، وشغف بـ "خشبة" المسرح.
بعد تخرجه من جامعة الزقازيق في 2001 قرر "فواز" أن يلتحق بمعهد فنون مسرحية لاحتراف التمثيل، غير أن والده رفض الأمر، خشى عليه من هذا العالم المبهر الغامض، منعه، هدده، ثم دفعه إلى العمل في أماكن عدة من بينها مسؤول شئون عاملين في إحدى الشركات، حتى ينسى ابنه مع هموم الحياة الاعتيادية طريق الفن، لكن الأخير حاول- دون معرفة الأسرة- دخول المعهد لـ 3 مرات، رُفض مرتين، لكنه فاز في المحاولة الأخيرة لإيجاد مكانة له في قسم "دراما ونقد مسرحي"، لأنه لم يعتاد مرافقة اليأس.
اختار أن ينضم إلى هذا القسم لأنه أراد أن يتعرف على التفاصيل كافة في مطبخ "الصنعة" كيف يُكتب النص ويُدار، مما يمنحه الفرصة في إيجاد مساحة خاصة ومختلفة في التمثيل، لذا لم يفوت أية فرصة للتعلم على يد أساتذته "فوزي فهمي، عصام عبدالعزيز، أحمد سخسوخ" وأقربهم إلى قلبه "سامي صلاح".
بعد تخرجه من المعهد في 2007 كان فواز يمتلك حصيلة كبيرة من الإمكانيات ناتجة عن خِبرة جيدة من سنوات العمل على مسرح الجامعة، ودراسة أكاديمية، وقدرة على تطويع ملامحه وصوته لأداء أي شخصية، فضلا عن عشقه للكوميديا والكتابة الساخرة وتقديمها في المسارح وبرامج على قنوات كوميدية.
البحث عن الفرصة بات الشاغل الأول لدى الفنان الشاب، يجتهد في كل الاتجاهات، حتى جاءته في دور صغير في مسلسل "خليها على الله" من إخراج ممدوح مراد، ثم دور آخر في مسلسل "جدار القلب" من إخراج أحمد صقر، قبل أن يدفعه المخرج خيري بشارة خطوة إلى الأمام في مسلسلي "الهروب من الغرب" و"ريش نعام"، ومثله المخرج محمد علي في "مجنون ليلى"، وبينهم ظهور خاص في حملة إعلانية ذاع صيتها تحت اسم "هس السلعوة" تمكن من خلالها "فواز" بأداء بسيط وفي ثواني معدودة من الوصول إلى قلب المشاهدين.
في 2013، أدى "فواز" دورا مميزا في مسلسل "بدون ذكر أسماء" للمؤلف الكبير "وحيد حامد" والمخرج "تامر محسن"، كان لشخصية "معتمد" التي قدمها خلال العمل حضورا طاغيا، دفعته خطوة إلى الأمام ليحصل على دور "عرنوس" في "السبع وصايا" لتجد علاقته الفريدة مع "إم إم" تعاطفا لدى المشاهدين، وتنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي كقصة حُب جديدة وغريبة في آن واحد.
خلال رمضان الفائت أظهر الشاب الثلاثيني طاقة هائلة في أداء دور "زينهم" بمسلسل "العهد"، قدم مباراة في التمثيل مع كبار النجوم الذين شاركوا في العمل، قبل أن يؤكد على موهبته- وفق نقاد- بدور "حِنش" في فيلم "من ضهر راجل" خلال عرضه الأول في مهرجان القاهرة السينمائي الشهر الماضي.
فيديو قد يعجبك: