عدي ''نهار الأبنودي'' وبقت أغانيه – (بروفايل)
كتب – حسين الجندي:
''عدي النهار والمغربية جاية تتخفي ورا ضهر الشجر، وعشان نتوه في السكة شالت من ليالينا القمر''، أغنيات ثورية ألهب بها ''الخال'' عبد الرحمن الابنودي حماس الجماهير والشعوب العربية في الستينيات من القرن الماضي، قدم ثنائي ناجح مع العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ من أجل العروبة والوطنية ودعم جيش البلاد .
لم تكن تلك الأغنية الوحيدة التي قدمها الثنائي، فقد قدما بعد ذلك أغنية ''أحلف بسماها وبترابها، وابنك يقول لك يا بطل''، وعدد كبير من الأغنيات، التي أثرت في وجدان الأجيال، وساهمت في نجاح الحرب المصرية علي اسرائيل في 1973.
''أنا كل ما أقول التوبة يا بوي ترميني المقادير يا عين، وحشاني عيونه السودة يا بوي ومدوبني الحنين يا عين''، تنوع الأبنودي في أغنياته، وشهدت معه وعلى يديه القصيدة العامية مرحلة انتقالية مهمة في تاريخها، كتب لكبار المطربين وتنوعت أعماله ما بين العاطفي والوطني والشعبي'' .
''مشيت على الأشواك وجيت لأحبابك، لا عرفوا إيه وداك ولا عرفوا إيه جابك، رميت نفسـك بحضن سقاك الحضن حزن''، هي أغنية ''أحضان الحبايب'' التي قدمها الابنودي للعندليب ليثبت وقتها أنه متنوع الشعر والفكر والابداع، ليقدم بعدها أروع ما غني الفتي الاسمر، ''أنا كل ما أقول التوبة يا بوي، ترميني المقادير يا عين، وحشاني عيونه السودة يا بوي، ومدوبني الحنين يا عين''.
من قلب الصعيد تشكلت شخصية الأبنودي، وبأشعاره المبدعة شكل وجدان المصريين، ووضع في قلوب المُحبين كلماته البسيطة التي تداولها العشاق، ولمس بها البسطاء، وجعل الشعر بين أيديهم وعلي ألسنتهم يرددوه من حين الي أخر.
استطاع الأبنودي بكلماته أن يضع الغيرة بين المطربين فقدم أغنيات للمطرب الراحل محمد رشدي'' وقدم لوناً شعبياً جديداً ومختلفاً في الساحة الغنائية، حتي أن العندليب الأسمر في واقعة معروفة غار مما كتبه الابنودي لرشدي، وطلبه ليكتب أغنيته الشهيرة ''وأنا كل ما أقول التوبة يا بوي''.
''ولا يا ولا يا عرباوي، ارمي بياضك خط الأناوي، وان كنت شاري يا دهب زمانك، المهر مركب وانت معداوي، عرباوي''، أشهر ما غني رشدي من كلمات ''الخال'' ليقدم بعدها ''تحت الشجر يا وهيبة، وعدوية، ووسع للنور''، وينطلق رشدي الي عالم السينما بإمضاء الأبنودي .
تهافتت عليه المطربات من أجل أن يكتب لهن الأبنودي، ليقدم مع فايزة أحمد ''يمّا يا هوايا يمّا، ومال علي مال''، ومع نجاة الصغيرة ''عيون القلب، وقصص الحب الجميلة''، ومع شادية ''آه يا اسمراني اللون، وقالي الوداع، وأغاني فيلم شيء من الخوف'' ومع صباح ''ساعات ساعات''.
عشرات الأغنيات التي قدمها الابنودي مع الكبار فشارك مع وردة الجزائرية بأغنيات ''طبعاً أحباب، وقبل النهاردة''، لتنطلق وردة الي عالم النجومية بكلمات عبدالرحمن الأبنودي''.
عاصر أجيال المطربين الكبار، وزمن الفن الجميل، ووضع بصمة له في الماضي معهم، ليستمر نجاحه مع الاجيال الحالية، ويقدم مع ماجدة الرومي أغنيات ''جايي من بيروت، وبهواكي يا مصر''.
كتب ''الخال'' أكثر من 10 أغنيات للمطرب محمد منير، منها ''محمد منير، شوكولاتة، كل الحاجات بتفكرني، من حبك مش بريء، برة الشبابيك، الليلة ديا، يونس، عزيزة، قلبي مايشبهنيش، يا حمام، يا رمان''.
ووعد الأبنودي قبل رحيله بأنه سيكتب أغنية مخصصة ليغنيها منير في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، حتي يترك بصمة له في كل الاحداث الضخمة التي عاشتها مصر علي مدار 77 عاماً عاشها محباً للفن والابداع وللشعر وللوطنية والعروبة المصرية. قالها ورحل ''مطرح ما مصر بتكون أنا بكون''.
فيديو قد يعجبك: