لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عبدالعزيز مكيوي.. مناضل فقد سلاحه وغفلت عنه الدولة (بروفايل)

01:14 م الإثنين 18 يناير 2016

عبدالعزيز مكيوي

كتبت- منى الموجي:

لا تختلف شخصيته كثيراً عن تلك التي قدمها في أشهر أعماله الفنية "القاهرة 30"، فهو ذلك المواطن المصري المثقف، حامل المبادئ، المناضل، ورغم امتلاكه لمقومات النجم السينمائي الأول، فهو وسيم يحيك ببراعة ثوب الشخصية التي يؤديها فتنسى معه أنه ممثل يؤدي دورا، إلا أن النجومية لم تأتيه بالقدر الذي يستحقه، هو الفنان محمد عبدالعزيز أحمد شحاتة، أو كما عرفناه عبدالعزيز مكيوي.

مكيوي هو ممثل مصري ولد عام ١٩٣٤، وتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1954، فهو ابن العصر الذهبي للسينما التي خسرت استغلال مواهبه.

قضى مكيوي سنوات عمره الأخيرة يعاني من حالة نفسية سيئة، بعد أن تخلى عنه الجميع، الفن قبل الأهل والأصدقاء، وانتشرت عنه منذ أكثر من خمس سنوات تقريباً، أخبار تفيد بأن ممثل قدير بات مشرداً يفترش الرصيف في محافظة الإسكندرية لا يجد لنفسه مأوى غير الشارع، بعدما تجاهلته الدولة، فحرصت نقابة المهن التمثيلية على مساعدته، خاصة وأنه يحمل عضويتها، وأحضرته للقاهرة وتم إيداعه في مستشفى للقوات المسلحة، وإيجاد سكن له على نفقتها.

شارك مكيوي في أكثر من عمل سينمائي من إخراج صلاح أبو سيف، وهو نفسه الذي اختاره لدور علي طه في "القاهرة 30"، ومن بين هذه الأعمال فيلم "لا تطفئ الشمس" عام 1961، وفيلم "لا وقت للحب" عام 1963.

يتذكر محبو السينما المصرية بوضوح شخصية علي طه، الثوري المكافح الذي رفض أن يبيع مبادءه، مفضلا أن ينزف قلبه على حبيبته التي باعت نفسها لمن يدفع ثمناً أكبر، على أن يقبل مساعدتها له.

كانت شخصية علي طه هي الشخصية الأشهر والأهم في مشواره، بداية قوية لممثل لم يضع الفرصة من يده، لكن ربما لم يكن وقتها الحظ حليفه.

فترة انقطاع طويلة عن السينما غير معلوم أين وكيف قضاها مكيوي، فمنذ عام 1966 الذي شهد عرض "القاهرة 30"، لم يشارك في أي عمل سينمائي، ليعود بعد سنوات عبر شاشة التليفزيون رجل أشعل الشيب رأسه، لكنه مازال محتفظاً بوسامة لم يمحيها الزمن، فظهر عام 1989 في مسلسل "الكهف والوهم والحب"، وبعده بعامين في الجزء الثالث من مسلسل "القضاء في الإسلام"، وفي عام 1993 شارك في مسلسل "الوعد الحق".

ظهور مكيوي الأكبر والأكثر تأثيراً في ذاكرة الجمهور كان من خلال مسلسل "العائلة" عام 1994، مع الفنان محمود مرسي والفنانة ليلى علوي، فقدم شخصية فنان تشكيلي صاحب مبادئ لا يحيد عنها، حتى لو جعله ذلك يخسر مبالغ طائلة كان من الممكن أن يكسبها لو تخلى ولو قليلا عن مبادئه، كما شارك في الجزء الأول والثاني من مسلسل "أوراق مصرية" مع الفنان صلاح السعدني والفنان نبيل الحلفاوي.

توفي مكيوي صباح اليوم الاثنين الموافق 18 يناير 2016، عن عمر يناهز 82 عام، بسبب أمراض الشيخوخة فى دار مسنين، ومن المقرر تشييع جثمانه من مسجد السيدة نفيسة عصر اليوم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان