عشماوي.. الشخصية المظلومة في تاريخ السينما

كتبت - منال الجيوشي:
قدمت السينما المصرية عددًا من الأعمال التي تضمنت بعض مشاهد الإعدام، هذا المشهد المهيب والذي قدمته السينما، في عدد من الأعمال يظل حاضرا في الأذهان نظرا لقوة المشهد الذي يبدو حقيقيا في معظم الأفلام التي قدمته، ويظل بطل مشهد الإعدام هو عشماوي.

وفي ذلك السياق يقول الناقد عصام زكريا إنه لا يوجد مخرج استعان بعشماوي الحقيقي، بل أن معظم المخرجين استعانوا بكومبارس، لأنه يظهر كوظيفة وليست شخصية درامية، ولم نر فيلما يوجد فيه عشماوي شخصية رئيسية أو لها مساحة كبيرة في الدراما، ولو أن تقديم شخصية "عشماوي" أو تناولها كشخصية رئيسية تحمل العديد من الدراما، وهي شخصية ليست مظلومة دراميا لأنها في الغالب لا تأتي سوى في مشهد واحد فقط.

أما الناقد محمد سعد يرى أن عشماوي شخصية مظلومة في التناول الدرامي، وتستحق أن يتم عمل فيلم، لها لأنها ثرية دراميا، وغنية بالمواقف الإنسانية، وهذه الشخصية ظهرت بشكل بسيط، وعلى استحياء في معظم الاعمال، فشخصية عشماوي يقدمها المخرج بشكل منفر للجمهور، وبه نوع من أنواع الصرامة، والسياق الدرامي الذي يظهر به عشماوى في الأفلام لم يعط الفرصة للمخرج أن يذكر تفاصيل حياتية أو سمات شخصية لعشماوي.

ويضيف "سعد" هذه الشخصية موجودة من لحم ودم، ورغم قسوة العمل فهو ينفذ القانون، وهو شخصية ليست شريرة إنما يؤدي عمله مثله مثل الطبيب،

وتبدو هذه الشخصية قاسية رغم أنها في باطنها الرحمة، لذلك فالحل هو وجود سيناريست قوي يقوم بكتابة الشخصية بطريقة معاصرة بخلفياتها الاجتماعية والثقافية والفكرية، وأن يقوم أيضا بتقريب الشخصية من الناس، ويبعد الصورة المعتادة عن أنه شخص مخيف، لأنه في مجتمعنا يختلط على الناس الأمور، فقد تسببت الأعمال الفنية في رسم صورة سلبية لشخصية عشماوي، ونحتاج أن نصحح هذه الخلفية من خلال عمل فني.

وأوضح سعد أن واحدا من أفضل المشاهد التي ظهر فيها عشماوي، كان في فيلم من بطولة فريد شوقي وتم أداؤه بشكل رائع فقد ظهر "عشماوي" الحقيقي في هذا المشهد، فظهر حقيقيا إلى جانب أداء فريد شوقي العظيم، كما وضح أن معظم المخرجين يستعينون بكومبارس لتقديم شخصية عشماوي ويتم تدريبها لأداء المشهد.