لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نادين لبكي من الفن للسياسة.. وهلأ لوين؟! (بروفايل)

12:58 م الخميس 28 أبريل 2016

نادين لبكي

كتبت- هدى الشيمي: 

منذ أيام أعلنت المخرجة والممثلة نادين لبكي ترشحها لرئاسة بلدية لبنان ضمن لائحة "بيروت مدينتي"، مما أثار سخرية عدد من السياسيين والصحفيين في لبنان، فنشر الرسام اللبناني ستافروا جبرا كاريكاتور لشخصية "أبو العبد البيروتي" اللبنانية الشهيرة، يسألها في تهكم "خليكي بفنّك يا نادين... شو بدّك بهل لبكي!"، ولكنها لم تصمت قررت أن ترد عليهم فتسكت كل الألسن، وتشل الأيدي التي تحاول تثبيط عزيمتها.

صورة كاريكاتورية لنادين لبكي

حولت نادين صحفتها على الفيسبوك إلى ساحة للتعبير عن رأيها فكتبت "أنا هون حرقة قلب، أنا هون مواطنة لبنانية عايشة في بيروت محطة، حزينة، غضبانة خايفة، إفتح شباك بيتي لأني خايفة على ولادي من نسمة الهواء، خايفة اتمشي بالشارع بعد غياب الشمس لأنو ضو البلدية محروق، خايفة على إبن الجيران يلي عم يلعب بالطابة بين السيارات لأنو ما في جنينة تستقبلو"، واستمرت في سرد وحكي المشاكل التي تواجهها بيروت حتى أكدت في النهاية إن بيروت خلقت بقهوة بين شباب وصبايا خايفين مثلها، قرروا يأخذوا زمام الأمور ويطبقوا مقولة "ما بيحك جلد إلا ضفرك"، لأن القيادة السياسية التقليدية فشلت في التعاطي مع أمور وقضايا الناس.

لا يعد ترشح المخرجة اللبنانية في الانتخابات ودخولها الساحة السياسية اللبنانية المليئة بالمشاكل، والتي لا تخلو من المؤمرات والأزمات شيئا جديدا عليها، فمنذ بداية عملها الفني حاولت لبكي توصيل رسالة معينة من خلال أعمالها، فعندما عملت على الفيديوكليبات لم تكن كباقي المخرجات في ذلك الوقت الذي يحاول إبراز جمال المرأة التي تقوم بتصويرها كما كان رائجا في ذلك الوقت، بل أعتمدت على اساليب جديدة، فكان فيديو كليب "اعتزلت الغرام" لماجدة الرومي مفاجأة حقيقية لمعجبيها لم يعلموا أنها قادرة على ما قامت به في ذلك المقطع، وفي فيديو كليب "طلع فيني" لكارول سماحة، بدى الفيديو وكأنه فيلم تقول فيه المرأة لكل رجل يهملها لا تهملني، وتحدث إلي وانظر إلي وعاملني باحترام، فحصلت على العديد من الجوائز كمخرجة فيديو كليب متميزة.

نادين لبكي أثناء تصوير أحد أفلامها

"كراميل" كان بداية عمل نادين لبكي في السينما، ففي عام 2007، عكفت على كتابة السيناريو برفقة الكاتب والممثل اللبناني رودني حداد، فأخرجا قطعة فنية أخرجتها نادين، ومثلت فيه أيضا، وتناول العمل قصص من خلال كوميديا سوداء حياة خمس سيدات تعشن في بيروت وعرض المشاكل التي تمر بها العديد من الفتيات والسيدات في بيروت ولا يهتم بها أحد، فكل سيدة من الخمسة لديها مشكلة، تمر بظروف تختلف تماما عن الأخرى، ولكنهم جميعا اجتمعن في شيء واحد وهو أن المجتمع اللبناني يوجد به العديد من المشاكل الناجمة عن مشاكل أكبر، لا يحاول أحد من الساسة حلها. 

كان ذلك الفيلم حديث الموسم، خاصة بعد عرضه في مهرجان كان السينمائي الدولي، وكان السبب في حصول المخرجة اللبنانية على العديد من الجوائز السينمائية في أكبر المهرجانات العالمية، وأوصل لبكي للعالمية، وسلط إليها الأنظار.

نادين لبكي

وبعد ثلاثة أعوام عُرض فيلمها الروائي الطويل الثاني "وهلأ لوين"، الذي عُرض أيضا في مهرجان كان السينمائي الدولي، وعديد من المهرجانات العالمية مثل مهرجان تورنتو وحصل على عدد كبير من الجوائز، وتناول الفيلم قصة المشاكل الطائفية بين المسحيين والمسلمين، تقول لبكي إنها رغبت في أن يكون فيلمها "وهلأ لوين" كالقصص الخيالية مناسبة لكل وقت ولكل مكان، فما يحدث لأهالي تلك القرية في الفيلم، قد يحدث لأي شخص في أي جهة من الجهات، فكل فرد يختلف عن الآخر، ولكنهم جميعا في الحرب متساويين، كلهم يخسرون من يحبون، ويفقدون اشياء عزيزة عليهم، وفي النهاية يورايهم الثرى جنبا إلى جنب، فلا يمكن أن تعرف هل هذا مسلم أم مسيحي.

صورة 4

أصبحت نادين وجها إعلاميا بارزا، أهتمت بها الصحف والمجلات وحاول البعض استغلال ذلك النجاح الكبير الذي حققته، في تحقيق اهداف سامية، مثل مطالبة النساء بالدفاع عن حقوقهن، والمشاركة في الانتخابات، فكانت أحد المشاركين في حملة أعدتها "الجمعية اللبنانية" من أجل ديمقراطية الإنتخابات عام 2012، وخاطبت النساء في هدوء وقالت لهم إن هذا الوقت هو وقت مشاركتهن في الحياة السياسية، وأنهت كلامها بحسم "ما بدي الرجال يعطيني حقي، بدي أنا أخد حقي".

نادين لبكي: ديموقراطية الانتخابات: 

 

وبعد زيادة تفاقم أزمة اللاجئين، وتدفقهم على لبنان، بما إنها دولة جوار ويجمع بين السوريين واللبنانيين العديد من الصفات، انضمت لبكي لحملة الامم المتحدة لانقاذ الاطفال النازحين، وطالبت الدول المانحة في إعلان نشرته الأمم المتحدة، في اليوم العالمي للاجئ، بزيادة المساعدات للاجئين، والذين زاد عددهم، عام 2013، عن عشرة مليون لاجئ، وطلبت منهم مساعدة لبنان، "لبنان بلد صغير وعم بيتحمل أكتر من طاقته". 

 

نادين لبكي: رسالة الأمم المتحدة في يوم اللاجئين: 

وفي العام الماضي عندما خرج اللبنانيون للمطالبة بحقوقهم في أن تكون بلدهم نظيفة، بعد تراكم القمامة في الشوارع، ورفعوا لفتات كُتب عليها "طلعت ريحتكم"، كانت المخرجة اللبنانية إحدى المشاركات، وأعلنت تضامنها التام مع المظاهرات، فكتبت على فيسبوك "إذا الشعب يوما أراد الحياة، فلابد أن يستجيب القدر"، ونشرت صورة ترتدي فيها "تي-شيرت" كُتب عليه "أنا مش زبالة". 

صورة 5

تقول نادين في برنامج "من الآخر" المعروض على قناة MTV اللبنانية عام 2012، إنها أصبحت تستفيد من كل النجاح الذي حققته في تحقيق أهداف أهم وأسمى، "هلأ العالم صارت تتسمع لي أكتر، وتتسمع على إشيا عندي قولها، ولازم كل الناس إللي محطوطة بهالموقع تقدر تستفيد من إنها تقدر تأثر على الرأي العام، وتشتغل أكتر على هالصعيد".

حاولت نادين لبكي من خلال أفلامها أن تقول للمشاهدين، أنت تشاهد أشخاص حقيقين، وحياة حقيقية، وهذا قد يحدث لك، حيث تعتقد أن للسينما تأثير قوي على حياة الفرد، إذا عُرضت الأفكار بهذه الطريقة، لأن في نفس الوقت الذي يتمتع الناس بمشاهدة الأفلام، يصبح عندهم وعي وإدراك بما يحدث حولهم، ويتعرفون على أشياء موجودة حولهم ولا يعلمون بوجودها، وهذا قد يدفعهم لتغيير شيئا ما، أو الرغبة في فعل شيء ما، ولكن على ما يبدو أنها رأت أن الأفلام بمفردها لن تكن كافية، فقالت للجميع "امشي أنا ويًّاك نغيّر الصورة وننزل سوا على صناديق الإقتراع ب ٨ ايارلنصوّت لخيار جديد، لفرصة أخيرة، لنصوّت لبيروت مدينتي" ، بيروت مدينتك، بيروت مدينتنا. صدقني يا صديقي بيروتي وبيروتك بتستاهل كل هل لبكي و أكتر".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان