حوار- "نحاتة المنيا" التي رفضت بيع تمثالها لـ"السيسي": أم كلثوم تمثالي المُقبل

حوار- منى الموجي:

وسط ظهور موجة التماثيل المشوهة، وحالة السخرية التي لحقت بها، ظهر نور موهبتها، نالت بأعمالها عبارات الإعجاب، واستضافتها رئاسة الجمهورية في منتدى شباب العالم، مع تكليفها بتصميم قطعة تحمل اسم "شباب العالم"، هي "نحاتة المنيا" مي عبدالله، التي رفضت بيع تمثالها للرئيس عبدالفتاح السيسي، رغم إصراره على معرفة ثمنه ليمارس هواية المصريين في "الفصال" معها.

"مصراوي" تحدث إلى مي عن مشاركتها في المنتدى، والحوار الذي دار بينها وبين الرئيس عبدالفتاح السيسي حول تمثال "شباب العالم"، وعن مشاريعها المُقبلة، إلى الحوار..

كيف عرفتِ بمشاركتك في منتدى شباب العالم؟

من خلال الوكالة المسؤولة عني إعلاميًا، وذهبت لمكان يتبع رئاسة الجمهورية، ووجدنا هناك شباب من مكتب الرئيس، أكدوا لي أن الدعوة للمشاركة جاءتني مبكرًا قبل انطلاقه بشهرين، حتى يكون أمامي وقت كافي لتصميم قطعة رئيسية في المنتدى، وشاهدت التصميمات الخاصة بالمنتدى والألوان التي سيتم استخدامها والديكورات وشعار المنتدى، حتى أراعيها في تصميمي.

وهل كانت فكرة الهرم المحمول على أكتاف شباب من جنسيات مختلفة هو الفكرة الأولى؟

صممت تقريبًا 3 اسكتشات، من بينها اسكتش عبارة عن مسلة فوقها هرم أعلاه الكرة الأرضية، وآخر كان عبارة عن يدين متلاحمتين، وكان الأقرب بالنسبة لي اسكتش الهرم، وبالفعل وقع اختيارهم عليه.

وكم استغرق صناعته؟

حوالي 20 يومًا، وبعد الانتهاء من تنفيذ النسخة الجبس، كنا محتاجين أن يتم صبه في نسخة نحاس أو برونز، وهي المرحلة التي استغرقت الوقت الأكبر.

وكيف رأيتِ اختيارك ضمن الشخصيات النسائية المصرية المُشرفة في المنتدى؟

كنت فخورة وفرحانة، خاصة وأنني لم أتوقع المشاركة في المنتدى في ظل اختيارهم لنماذج شابة لديهم خبرات في مجالات متعددة، وكنت شاهدت أخر منتدى للشباب، ولم أتخيل أن تكون لي مشاركة في منتدى شباب العالم، وأن تأتيني دعوة من الرئاسة دون أن أطلب أو أسعى لها.

وماذا عن لقائك بالرئيس عبدالفتاح السيسي في المنتدى؟

عرفته بنفسي، وشرحت له فكرة التمثال، وأعجب جدًا به، وعرض عليّ شرائه، وتفاجأت وقُلت له إنه هدية مني له، ولكنه كرر مسألة رغبته في شرائه، وأصريت على أنه هدية، فوجدته يطلب من الحضور إقناعي بذكر ثمن التمثال، قائلًا "يا جماعة خلوها تقول بكام عايز أفاصل معاها"، وبالفعل أرسل قبل مغادرته المكان من يأخذون التمثال إلى سيارته.

وأين سيتم وضعه؟

لا أعرف تحديدًا، ربما سيتم وضعه في قصر الاتحادية.

وماذا كان رد فعل أسرتك وجيرانك بعد عودتك من المنتدى؟

كانوا يشعرون بسعادة وفرحة، وتلقيت التهاني.

وهل طلب بعضهم منك الحديث إلى الرئيس حول موضوعات معينة تخصهم مثلا؟

الموقف لم يكن ليسمح بالتحدث مع الرئيس في أي موضوعات أخرى، لأنها ليست مقابلة شخصية، والبعض لا يعرف ذلك.

قبل ظهور تماثيلك ظهرت موجة من التماثيل المشوهة.. ما تعليقك عليها؟

كنت بستغرب، وتساءلت كيف يسمحون لشخص بتصميم تماثيل بهذا الشكل، ويضعونه في الميادين العامة، ولا انتقد الفنان قدر انتقادي للمسئولين، لأنهم لم يختاروا أصحاب الموهبة الحقيقية.

ومن المَثال الذي تعتبرينه مثلك الأعلى؟

كثيرون من بينهم الدكتور محمد جلال، أستاذي في الكلية لأنني شاهدته على الطبيعة وتعاملت معه طوال أربع سنوات دراستي، وهو أكثر شخص أتمنى أكون مثله، وطبعا الفنان محمود مختار لا يختلف عليه أحد.

وهل توقعتِ الضجة التي أحدثتها تماثيلك؟

توقعت أن تنال إعجاب من سيرونها، لكن لم أتوقع أن تنتشر بهذه الصورة، لأنني وجدت أناس يتحدثون إليّ من مختلف الدول العربية، من الكويت، السعوية، الإمارات واليمن.

ذكرتِ من قبل أن حسن فايق كان أصعب تمثال صممتيه.. من الشخصية التي تعتبرينها تحدي؟

كل شخصية بها نقطة معينة تمثل تحدي بالنسبة لي، لكن أكثر الشخصيات صعوبة، هي ذات الملامح الحلوة، لأنها ملامح بسيطة بينما أركز على "الكاراكترات"، مثلا ستجدينني أبالغ في أنف نجيب الريحاني في "تكشيرته"، مع حسن فايق ركزت على الضحكة.

وهل تصميم تماثيل لأطفال أصعب من الشخصيات الكبيرة؟

فكرت في ضم تمثالين لطفلين، لإحداث تنوع، وبالفعل تصميم تماثيل لأطفال أصعب وتحدي أكبر.

وما هي أعمالك في الفترة المُقبلة؟

قبل أن أتلقى دعوة بالمشاركة في المنتدى، كنت أجهز لمعرض على أن يخرج للنور في شهر أبريل المُقبل، لكن اشتراكي في المنتدى جعلني أنشغل بتصميم القطعة الخاصة به، لأنني توقفت عن العمل عليه، وسأعود خلال الفترة المُقبلة.

وما هو موضوعه؟

شخصيات بارزة في مجالات مختلفة، وسيتكون من 20 قطعة، وأفكر في الاشتراك بالقطع القديمة التي صممتها في مشروع تخرجي، تماثيل "حسن فايق، ماري منيب، عبدالفتاح القصري، نجيب الريحاني، إكرام عزو، وأحمد فرحات".

ومن أول شخصية تفكرين في ضمها لمعرضك؟

أم كلثوم، يجب أن تكون أول تمثال أصممه.