سامية جمال.. حكاية فراشة السينما مع الجيش
كتبت- سما جابر
تتمايل على أنغام الموسيقى، فيتمايل الجمهور معها انسجامًا وإعجابًا.. ترقص "حافية القدمين" فلا ينتبه الجمهور سوى لعشقه لها ولفنها، الجمهور الذي عشق سمارها وخفتها وسحرها الآخاذ على خشبة المسرح.. "العفريتة" التي سرقت قلوب المصريين والمتابعين في العالم ككل، إنها فراشة السينما المصرية سامية جمال، التي تحل ذكرى وفاتها اليوم.
مرت الفنانة الجميلة زينب خليل إبراهيم محفوظ بمراحل ومحطات ليست سهلة في حياتها، لكنها لم تخلُ من المفارقات التي تسببت في حدوث تغييرات جذرية لها، وانتقالها من مرحلة لأخرى، "مصراوي" يرصد أهم تلك المفارقات التي غيرت من حياة فراشة السينما.
البداية دائمًا "بديعة"
مثلها مثل معظم زميلاتها من الفنانات الاستعراضيات، بنات جيلها، اللاتي تخرجن من مدرسة بديعة مصابني، فعندما ذهبت سامية، في إحدى المرات من صديقتها لمشاهدة "مصابني" في مسرحها، خرجت بعدها وهي في قمة الانبهار من سحر العالم الذي رأته، لتبدأ التفكير لأن تصبح إحدى نجمات و"ساحرات" هذا العالم، حتى التقت ببديعة مرة أخرى التي أخذت في تأملها وفحصها بعين الخبير في هذا المجال، لتقرر منحها الفرصة الذهبية وتضمها إلى فرقتها كراقصة "صف ثاني" بمرتب 3 جنيهات شهريًا.
لكن سرعان ما أدركت مصابني أن "جمال" تستحق أن تنتقل من فئة راقصات الصف الثاني إلى الصف الأول، لتقدمها للجمهور، وبالرغم من عشق سامية للرقص لكنها شعرت بالخوف في المرة الأولى التي تخرج فيها على الجمهور بمفردها كـ"مفاجأة" الحفل، حيث تملكها الرعب خلف الستار زلم تستطع التقدم إلى أن وجدت زميلتها تدفعها للخروج إلى المسرح في مواجهة الجمهور فارتبكت أكثر وأكثر، كما استمرت الفرقة الموسيقية في إعادة المقدمة الموسيقية إلا أن سامية مازالت لا تتحرك ما أدى إلى سخرية الجمهور منها، حتى تم إسدال الستار، ووقفت أمام مصابني التي عنفتّها بشدة، لتمضي تلك الليلة في أشد حالات الحزن.
حافية القدمين
لم تُهزم سامية من أولى مواجهاتها مع الجمهور، لكن الموقف زادها تحدي، وبدأت في بذل جهد أكبر حتى أتيحت لها الفرصة في الوقوف مرة أخرى أمام الجمهور، كما أنها خلقت "الاستايل" الخاص بها وهو الظهور على المسرح "حافية القدمين" لكن عن طريق الصدفة، حيث تمزق حذاؤها في تلك المرة لكنها تغلبت على شعور الفشل الذي انتابها وتوجهت إلى أحد أركان المسرح وخلعت الحذاء، ورقصت وتملكتها حالة من السرور والبهجة وظلت ترقص في تلك الليلة ساعة كاملة، وبعدما أسدل الستار وتعالت صيحات الإعجاب، طلبها الجمهور للرقص مرة أخرى لترقص نص ساعة، لتكون تلك الرقصة هي شهادة الميلاد الحقيقية لفراشة السينما.
التطوع في الجيش
لم يمنعها عشقها للفن من خدمة وطنها، والدفاع عنه، ففي عام 1956 خلال العدوان على بورسعيد تطوعت سامية في الجيش المصري، حيث نظمت مجموعة من السيدات "كتائب محاربات" وتواجدن في الصفوف الخلفية لمساعدة الجرحى والمصابين، وأيضا للتدريب على حمل السلاح، وكانت سامية أولى المشاركات، وقامت بتشجيع الفتيات على التطوع في الجيش، حيث ظهرت وهي تحمل البندقية لتقتدي الفتيات بها.
الزواج من أجنبي
بالرغم من زواجها أكثر من مرة إلا أن من أبرز زيجات سامية، كانت من متعهد حفلات بأمريكا يُدعى شبرد كينج، الذي تعرفت عليه في فرنسا وجمعتهما قصة حب، حتى أعلن إسلامه وأطلق على نسه "عبد الله" وتزوجا، وقال عنها "إنها أجمل ما رأيت، هي أجمل من الأمريكيات"
وفي إحدى التصريحات الصحفية قال عبد الله: "لقد رفضت أمي هذا الزواج وهددتني من حرماني من ثروتها، ولكن سامية جمال قالت لي إنها لا يهمها"، وذلك بحسب مجلة آخر ساعة عام 1952.
فيديو قد يعجبك: