حوار- ماجدة واصف: "القاهرة السينمائي" يعمل بشفافية ولن يضغط عليه أحد
حوار- مصطفى حمزة:
تصوير- نادر نبيل:
"إقالة أو استقالة الدكتورة ماجدة واصف من رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، قرارًا كانت تنتظره قوى عديدة ضغطت لصدوره عقب نهاية الدورة الـ 38، ومع اقتراب الدورة الجديدة، المقرر انعقادها في نوفمبر المُقبل، بدأت تلوح فى الأفق بوادر لعواصف تنتظرها فى ولايتها الثالثة للمهرجان.
عن الأزمات التي تلاحقها، والتحديات التي تصدت لمواجهتها، كان لـ"مصراوي" الحوار التالي مع د.ماجدة واصف..
في البداية.. هناك سؤال يفرض نفسه بعد مشاكل لا حصر لها ومعركة شرسة لإقالتك.. لماذا خالفت د.ماجدة كل التوقعات ووافقتِ على الاستمرار برئاسة المهرجان في دورته المُقبلة؟
إحساسي بالمسئولية وتقديري للكاتب حلمي النمنم وزير الثقافة، الذي أصر على تجديد الثقة بي، وبطبعي طالما وافقت على تحمل مسؤولية عمل ما، استمر به حتى نهايته لاستكمال ما بدأته رغم كل المعوقات والصعوبات التي أواجهها، مثلما حدث بالدورات التي توليت بها رئاسة المهرجان، ومنها المشاكل المالية التي حاصرت مصر كلها، وكان عليّ التعامل معها في ثاني ولاية لي بالدورة الماضية، ولم نستسلم لا أنا ولا فريق العمل المتعاون معي جدًا، والذي وافق على التواجد وهو يعرف الظروف التي نمر بها، "لأننا مش عايزين المهرجان ينهار".
معنى هذا أنكِ لم تفكري فى الاستقالة؟
في الحقيقة كنت أنوي مع نهاية الدورة 38 التوقف، لكن في شهر ديسمبر، قال لي وزيرالثقافة "لأ.. لن تتوقفي وستستكملي مشوارك"، وأكد على استمراري حتى صدر القرار رسميًا في مارس الماضي.
مع اقتراب الدورة 39 للمهرجان.. ما هي التحديات التي تواجهكم؟
أولها، التحديات المالية الكبيرة، لأننا تقريبا منذ نوفمبر تأثرنا بأزمة الدولار، خاصة وإننا نتعامل بالعملة الصعبة واليورو، في الأفلام والضيوف .
ثانيا، كانت لدينا مشكلة مع وزارات السياحة والشباب والرياضة، ولم يلتزما حتى اليوم بسداد مستحقات المهرجان عن الدورة 38، في حين أننا عندما نتفق مع أي جهة نلتزم تمامًا، حتى أننا عقب نهاية الدورة 37، وبالتحديد في شهر ديسمبر تسلم الجميع مستحقاته.
وأضيف هنا أن عدم سداد المستحقات، يجعل الإدارة غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها تجاه من تعاونوا معها، ومنهم شباب من السودان، كان "مش حلو لينا ولا لسمعة المهرجان، ومؤثر نفسيًا علينا جدًا، وكنت متضايقة جدا".
كيف سيتم التعامل مع ملف الرعاة في الدورة المُقبلة؟
حاليًا هناك إنفراجة بحمد الله وتفهمًا من المسئولين بوزارة الثقافة، وسنعتمد عليهم فى حل مشكلة المستحقات المتأخرة لدى الوزارات التي لم تلتزم، والتي سنرحب بتواجدها إذا قبلت بالسداد ووافقت على شروطنا.
وأوضح هنا أننا بالفعل بدأنا التواصل مع شركات كبرى بخصوص الرعاية، بعد أن بدأوا في توفيق أوضاعهم عقب المتغيرا ت الاقتصادية التي عشناها ومستنا جميعا في العام الماضي.
بأمانة هل الحاجة للدعم تفرض عليكم القبول بضغوط ما من جهات إنتاج مثلا؟
"مفيش حد يقدر يفرض كلمته على المهرجان"، إدارة المهرجان محترمة تحترم نفسها، وتحترم اختياراتها ولم ولن يستطيع أحد الضغط عليها، لأننا نعمل بشفافية كاملة، أوراقنا سليمة ولدينا نظام جيد.
وما حدث بالدورة السابقة أننا اخترنا للافتتاح فيلمًا مصريًا، اقتنعنا جدًا بموضوعه، وهو بطولة نجمة بحجم إلهام شاهين وللمخرجة الكبيرة كاملة أبو ذكري، ونفس الأمر مع فيلم "البر التاني"، الذي تناول قضية هامة للغاية وهي الهجرة الغير شرعية، وتزامن ذلك مع الحادث الذي أودى بحياة مجموعة من الشباب في دمياط، ووفقًا لما تنص عليه اللوائح كان لديهما المقدرة على الدعاية للفيلمين، وهذا متاحًا لكافة الأفلام وفقًا لقدراتها، ومع ذلك لم يلتزم البعض بمعايير النقد الفني الموضوعي للفيلمين وخرجوا ليسيئوا للمهرجان، وذلك على طريقة "اللي عايز يدور على أي حاجة عشان يشتم وخلاص".
وماذا عن الأفلام المصرية المُنتظر مشاركتها بالدورة المُقبلة؟
شاهدنا مجموعة أفلام، لكن تصادف أن بعضها، ومنها مثلا أفلام "الكنز" للمخرج شريف عرفة و"الشيخ جاكسون" للمخرج عمرو سلامة، ارتبطا بمواعيد عرض سابقة لموعد الدورة. خلال الأسابيع المُقبلة سيتم مشاهدة مجموعة أخرى وسيتم حسم الموقف بالنسبة لها.
ألا تخشين من تفضيل منتجي تلك الأفلام التواجد بمهرجان دبي السينمائي مثلما حدث من قبل؟
"اللى عايز يروح دبي.. هو حر.. أنا معنديش مشكلة"، أقول هذا وأنا أحب وأحترم جدًا القائمين على مهرجان دبي، لكن أعتقد أن الفيلم المصري سيجد صدى أكبر عند عرضه في بلده، وعلى سبيل المثال فيلم "نوارة"، أظن أن الوضع كان سيكون مختلفًا معه "ويسمع اكتر"، لو كان عرضه الأول تم في مصر.
ولكن هنا أيضًا أوضح أن تمويل فيلم "نوراة" من صندوق الدعم الخاص بمهرجان دبي، وكان من بين شروط التعاقد أن يُعرض هناك.
اشتعلت مؤخرًا أزمة مستحقات برنامج "سينما الغد"، إلى حد وصف مسؤولها السابق المخرج سعد هنداوي لما يحدث بالفضيحة.. ماهو تعقيبك عليها؟
بالنسبة لي لا توجد أزمة على الإطلاق، فأنا وفيت بكافة الالتزامات التي تنص عليها بنود اللائحة التي تم وضعها، والخاصة بدعم المسابقة بـ50 ألف جنيهًا، وتحمل تكاليف استضافة أعضاء لجنة التحكيم، لمدة 5 ليال، وبناءً على طلب رئيس قطاع مكتب وزير الثقافة وقعت على شيك لسداد مبلغ إضافي قيمته 175 ألف جنيهًا، رغم أني وقتها كنت غير قادرة على دفع مستحقات الذين عملوا معي .
أما فيما يخص الجوائز، فأنا من البداية لا يوجد ما يلزمني بتحملها، ولم أتفق على ذلك، فلماذا التشهير اليوم بالمهرجان على أنه لم يدفع "المهرجان يدفع بمناسبة إيه؟".
لماذا قمتِ بضم كافة البرامج الموازية ومنها "أسبوع النقاد "و"آفاق السينما العربية" تحت إدارتك؟
ترشيدًا للنفقات من ناحية، ولضمان دقة التنسيق بشكل أكبر، وليقوم عليها كفاءات سينمائية مشهود لها، ومنهم المسؤول عن مهرجان الإسماعيلية محمد عاطف الذي تولى إدارة "سينما الغد"، وأحمد حسونة تولى "آفاق السينما العربية"، ورامي عبدالرازق تولى "أسبوع النقاد".
أخيرًا هل وجدتِ من الدعم ما يجعلك مطمئنة لتنظيم الدورة المُقبلة؟
الحمد لله حدثت إنفراجة بالنسبة للميزانية، وسنعلن تفاصيلها بالمؤتمر الصحفي، وسأعمل ليلًا ونهارًا حتى تخرج الدورة المُقبلة أفضل من كافة الدورات السابقة.
فيديو قد يعجبك: