لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

فاطمة النجدي الصعيدية التي تحدت السرطان بـ"سرسر"

08:19 م الخميس 24 أغسطس 2017

فاطمة النجدي

كتبت – منال الجيوشي:

شخصية قوية صلبة كعادة المرأة الصعيدية، هكذا قال عنها محبيها وأصدقائها، الذين اقتربوا منها وقت "صراعها العتيد" مع مرض السرطان.

الإعلامية فاطمة النجدي، التي رحلت عن عالمنا صباح اليوم عن عمر يناهز 47 عاما، هي ابنة عائلة "النجدي" العريقة بصعيد مصر، وتحديدا محافظة أسيوط.

امتازت "فاطمة" بأنها إمرأة مناضلة مكافحة، تغلبت على السرطان اللعين حينما هاجمها لأول مرة منذ 7 سنوات، فوقفت أمامه ندا لند، وظلت تصارعه حتى هزمته في "الجولة الأولي" بينهما، لتعود مرة أخرى لأسرتها وجمهورها، وكأن صراعا لم يكن.

فاطمة كانت إعلامية ناجحة وأم للجميع، هكذا قال عنها الكاتب والروائي شريف سعيد، فقد تعاملت مع الجميع كأم، وكانت برغم عملها في مجال الإعلام، تقدس الحياة الأسرية، وإذا تزامن قدوم العيد مع عملها، تحرص على عمل "فتة" للعاملين معها، والاحتفال وسطهم بقدوم العيد.

"أنا شفت ناس كتير عندها المرض ده، لكن ما شفتش ببسالة وشجاعة فاطمة النجدي"، هكذا قالت روزماري منقريوس رئيسة تحرير برنامجها "صباح أون"، والتي ربطتها علاقة صداقة قوية بـ"فاطمة" منذ 7 سنوات، وأكدت "روز" أن الإعلامية الراحلة كانت تمتاز بطيبة و"جدعنة مش عند حد".

الإعلامية الراحلة اعتادت على تقديم يد العون للجميع، هكذا أكدت روز و شريف، فقد كانت حريصة رغم مرضها أن تحضر عقد قران مخرج برنامجها، قبل شهر من وفاتها، وبرغم المرض إلا أنها كانت متماسكة صلبة، لم يستطع المرض هزيمة روحها على الرغم من أنه ترك آثاره على جسدها، فقد كانت ملتزمة، شديدة التدين، خدومة، حريصة على أن يعلم الجميع أنها لا تعاني، وكانت تقول دائما "المرض ده يا أنا أجيبه، يا يجيبني"، وكانت تسخر منه قائلة "ده سرسر"، فقد كانت متصالحة لأقصى درجة مع المرض اللعين.

حينما اشتد المرض عليها منذ قرابة العامين، اضطر ابنها للتحويل من كلية الهندسة، والالتحاق بكلية الإعلام، وكانت "فاطمة" تأمل أن يجد ابنها "عمر" منفذا يمارس من خلاله هواية التصوير.

وفي يناير الماضي، حصلت على إجازة من قناة "أون تي في"، حتى يتسنى لها تلقي العلاج بالولايات المتحدة الأمريكية، فاعتذرت ابنتها "نادين" عن دخول الامتحان، لمرافقتها في رحلة العلاج.

ومنذ شهرين، رحل والدها اللواء محمد النجدي، وظهرت "فاطمة" في العزاء، وقد بدا عليها جليا علامات المرض، حيث حرصت على ارتداء باروكة، بسبب تأثرها بجلسات الكيماوي التي كانت تتلقاه، بعدها بشهر حرصت على حضور عقد قران "بنوتة من بنات البرنامج"- كما صرحت "روزماري"، وبدت قوية بنفس راضية، وكان من يراها يعتقد أنها تعاني من حالة ضعف عام، ولا يتخيل أحد أنها تعاني من مرض خبيث أنهك جسدها.

ومنذ أسبوعين طلبت من الكاتب شريف سعيد نسختين من روايته، الأولى قررت إهدائه للإعلامية الكبيرة "زينب سويدان"، حتى تعرضه على نجلها المخرج مروان وحيد حامد، لعمل فيلم، والثانية أهدته لزوجة الفنان عمرو سعد، حتى تعرضه على زوجها.

وبعد صراع طويل، وشد وجذب بين البطلة واللعين، هزمها المرض، وأعلن صباح اليوم انتصاره على جسد فاطمة النجدي، لكن مثل هذه الشخصيات لا تموت، فتظل روحها القوية حية للأبد في قلوب أبنائها ومحبيها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان