إعلان

مصطفى متولي.. "الحليم" الذي كسر أنف أحمد راتب

12:31 م الأحد 06 أغسطس 2017

كتبت - ناهد سمير:
"سيد سبرتو" في "شمس الزناتي"، "الزغبي" في "جزيرة الشيطان" و"محفوظ سردينة" في "لن أعيش في جلباب أبي"، شخصيات قدمها الفنان الراحل مصطفى متولي، وارتبط بها الجمهور. قيل إنه ظُلم بمشاركته للفنان عادل إمام في الكثير من الأعمال، وفوجئ الجميع بوفاته عن عمر يناهز الـ51، في أغسطس عام 2000، إثر أزمة قلبية مفاجئة، عقب نهاية عرض مسرحية "بودي جارد"، التي شارك فيها "الزعيم" كما فعل في العديد من أعماله.

يا سلام سلم الحيطة بتتكلم

ولد مصطفى متولي في "بيلا" بمحافظة كفر الشيخ، 29 أغسطس عام 1949، وكانت بدايته مع مسرح المدرسة، ثم جاء إلى القاهرة بهدف الدراسة، أتم دراسته بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وعمل في مسرح "الحكيم" بعدد من المسرحيات مثل "يا سلام سلم الحيطة بتتكلم".

بساطة الأداء

تميز الفنان مصطفى متولي ببساطة الأداء، وخفة الظل، وهو ما منحه القبول لدى الجمهور، وتألق خلال مشواره الفني، رغم عدم إسناد أدوار البطولة له في الكثير من الأعمال.

الإرهابي في بكيزة وزغلول

قدم مصطفى متولي العديد من الأعمال المتميزة، على سبيل المثال من أبرز أعماله السينمائية: "جزيرة الشيطان، الإرهابي، الإرهاب والكباب، شمس الزناتي، اللعب مع الكبار، دائرة الانتقام، سلام يا صاحبي، عنتر شايل سيفه، الراقصة والسياسي، بخيت وعديلة، والمنسي".

ومن أشهر أعماله في الدراما التليفزيونية "بكيزة وزغلول، رأفت الهجان، حياة الجوهري، أم كلثوم، لن أعيش في جلباب أبي، خيوط من ذهب، أوبرا عايدة، هارون الرشيد، وعمر بن عبدالعزيز".

وشارك عادل إمام معظم مسرحياته، ومنها: "الواد سيد الشغال، الزعيم، وبودي جارد".

تجمعهما كيميا خاصة

تزوج الفنان مصطفى متولي من شقيقة عادل إمام، وأنجب منها ثلاثة أولاد هم "عمر، عصام، وعادل"، ويرى البعض أن "متولي" من أسباب نجاح إمام نفسه. خاصة بعد عملهما معًا كثنائي في العديد من الأعمال، وشكلا معًا نمط ثابت هو "الطيب" و"الشرير". فدائمًا ما ظهرا في صورة خصمين، باستثناء أفلام "عنتر شايل سيفه" عام 1983، و"شمس الزناتي" عام 1991، و"المنسي" عام 1993.

رأي النقاد

قال الناقد الفني طارق الشناوي، إن مصطفى متولي ممثل موهوب، ولكن تواجده مع عادل إمام في نفس الكادر لم يكن لصالحه، حيث توارد إلى أذهان المشاهدين أنه امتداد لعادل إمام، أو أنه لولا عادل إمام، ما وُجد مصطفى متولي، وهذا خطأ كبير لأنه لا يمكن لشخص ما أن يعتمد على شخص آخر في وجوده الفني.

شر الحليم إذا غضب

نعم يتسم بالطيبة، ولكن ينطبق عليه أيضًا مقولة "اتق شر الحليم إذا غضب"، وهو ما حدث بالفعل عندما فقد "متولي" أعصابه في إحدى ليالي عرض مسرحية "الواد سيد الشغال"، بسبب تعرضه لموقف سخيف في مشهد كان يتواجد فيه معه عادل إمام، ومشيرة إسماعيل على السرير في غرفة النوم.

وروى عادل إمام الموقف قائلًا: "كنا نجلس جميعا فوق السرير، وإذ بنا نفاجأ بسقوطه لعدم تركيبه بصورة سليمة، ومن سوء حظ مصطفى متولي أنه كان هناك مسمارًا في السرير دخل في ظهره، ليصرخ بشدة وأخذ يسب ويلعن، وحاولنا تهدئته دون فائدة، ما جعلنا نغلق الستار لحين حل المشكلة".

كسر مناخير أحمد راتب

روى الفنان الراحل أحمد راتب، أنه أثناء تصوير مشهد في فيلم "بخيت وعديلة"، قام الفنان مصطفى متولي بضربه بـ "البوكس" ضمن الأحداث، فكسر أنفه، وهذا المشهد هو ما يُعرض فعلا بالفيلم. وأنه فور انتهاء المشهد ذهب إلى المستشفى برفقة الفنان عادل إمام، الذي طلب إحضار أشهر دكتور تجميل له حتى لا تُصاب الأنف بأي تشوهات، لأن أي شيء يحدث في وجه الممثل سيؤثر على عمله. ورغم هذا الموقف ظلا متلازمان حتى نهاية حياة "متولي".

كنت أبكيه في الكواليس

وعقب انتهاء إحدى ليالي عرض مسرحية "بودي جارد"، يوم 5 أغسطس عام 2000، رحل مصطفى متولي عن عالمنا، إثر أزمة قلبية مفاجئة. وبأوامر من الزعيم تم إيقاف عرض المسرحية في هذا اليوم، إلا أنهم عادوا واستكملوا عرضها حتى عام 2010، وكانت من أطول المسرحيات عرضًا على خشبة المسرح في الوطن العربي في ذلك الوقت.

وشكل رحيل مصطفى، صدمة كبيرة لعادل إمام، وكان يرفض الحديث عن وفاته في العديد من لقاءاته الإعلامية، وطالما حاول مقاومة البكاء، وفي أحد المرات خلال الحديث عنه قال "كنت أبكيه في الكواليس".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان