خبراء عن استدعاء أغاني الكبار في برامج الأطفال: "قتل للبراءة"
كتب: محمد مجدي
"جائت معذبتي"، "مضناك"، "أما براوه"، "البارحة في الحلم" أغاني لعمالقة الغناء العربي، كانت طريق العديد من الأطفال للدخول الى عالم الشهرة، من بوابة برنامج "ذا فويس كيدز" الذي نجح في اكتشاف مواهب عديدة، واستقطاب عدد كبير من الجمهور، من مختلف الدول العربية.
ورغم النجاح الذي حققه هؤلاء الصغار من خلال أداء تلك الأغاني، إلا أن العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أثار ضجة حول نوعية الأغاني التي غناها المتسابقون خلال البرنامج، مستنكرين أن يغني هؤلاء الأطفال مثل هذه الأغاني.
كما انتقد البعض غناء المتسابقون أغاني عن "الحب والخيانة والهجر" وتجاهلهم أغاني الأطفال، معتبرين انها لا تتناسب مع عمر الطفل التي تتراوح ما بين 7 إلى 14 سنة، وهي المرحلة العمرية المخصصة للاشتراك في البرنامج.
يقول الناقد الفني "طارق الشناوي" إن أغلب البرامج من هذه النوعية قائمة على هدف واحد وهو استقطاب الجمهور، للحصول على قدر أكبر من الإعلانات وتحقيق الربح المادي، ودائمًا ما تغيب عنها النظرة الاجتماعية والنفسية للأمور.
وأضاف الشناوي: "الهدف الأساسي من البرنامج تجاري، وأنا لست ضد تقديم برنامج للحصول على أرباح ولكن على شرط أن يتوازى توجه البرنامج للحصول على ربح مع إحساس القائمين على البرنامج بالواجب الاجتماعي، وأن يكون هناك رسالة هادفة يقدمها البرنامج".
وعن اختيار أغاني عن الحب والخيانة والهجر لكبار المطربين من قِبل الأطفال المشاركين في المسابقة، يقول الشناوي إن هذه النوعية من الأغاني تستقطب الجمهور وهو الهدف الأساسي للبرنامج، وأن مثل هذه الأغاني تؤثر على الطفل فعندما نجد طفل في عمر 10 سنوات يغني يتأثر بهذه النوعية من الأغاني بشكل سلبي فتشارك في قتل برائته.
أما عن بدائل هذه الأغاني التي يؤديها الأطفال فيوضح "الشناوي" أن هناك أغاني كثيرة يمكن الاستعانة بها مثل أغاني محمد فوزي الوطنية التي قدمها للأطفال، مُضيفًا "يعني إيه اشوف طفل أو طفلة مكملوش 14 سنة يقولوا (انام واصحي على شفايفك بتقولي عيش)".
واختم الشناوي حديثه قائلًا: "يجب أن يكون هناك نظرة اجتماعية ونفسية تغلف البرنامج وألا يكون مجرد وسيلة للبحث عن ربح فقط".
واختلف مع "الشناوي" الفنان "محمد ثروت"، والذي تميز خلال مسيرته الفنية بتقديم عدد كبير من أغاني الأطفال.
واعتبر ثروت غناء هؤلاء الأطفال مثل هذه الأغاني هي ظاهرة غير مستنكرة قائلا:" انا عندي تسجيلات صوتية وانا عمري 6 سنوات بغني فيها "كل ليلة وكل يوم"، و" اسهر لبكرة"، و "في انتظارك يا حبيب". مُضيفًا أن فكرة البرنامج هي أن تشاهد الطفل القادر على الغناء، وتكتشف إمكانيات الطفل وموهبته.
وأوضح ثروت أن هناك فشل إعلامي في أغاني الأطفال، وأيضًا فشل في إيجاد صيغة للأطفال في مجتمعنا، وبالتالي نتركهم للتغني بأغاني الكبار.
وعبر ثروت عن استيائه من عد الاهتمام بما يقدمه الإعلام للطفل قائلًا: "لا تجد قناة حاليًا تقدم عملًا هادفًا للطفل، وأقصى ما يقدمه هو فيلم كرتون مدبلج، فهناك إهمال المحتوى المقدم للأطفال".
أما عن الجانب النفسي، فيقول جمال عامر، أستاذ علم النفس الإكلينيكي وأمين لجنة قطاع الطفولة بالمجلس الأعلى للجامعات، إن هذه النوعية من الأغاني تأخذ الطفل في مكان وزمان غير مهيئ له نفسيًا وجسديًا، وتؤدي إلى قتل براءة الطفل، وأن القائمين على مثل هذه البرنامج هدفهم الربح أولًا وأخيرًا، ولا يراعون أي ضوابط قيمية أو أخلاقية في استغلال مشاعر الأطفال البريئة لإن هدفهم الأول والأخير هو تحقيق انتشار بشكل واسع كبير في كل الدول العربية.
مُضيفًا: "تأثير مثل هذه الأغاني على الطفل الذي لم يتعد عمره الـ 15 سنة لا تقل خطورة عن قضية الزواج المكبر، لأنها تحمل الطفل أعباء ومسؤوليات أكبر من المرحلة العمرية التي يعيشها".
فيديو قد يعجبك: