إعلان

في ذكرى ميلاد بهاء سلطان.. المغامرة الفنية التي لاحقتها شائعة الجاسوسية

08:38 م الإثنين 01 أكتوبر 2018

كتب - بهاء حجازي:

في نهاية العام 1999 كانت القناة الثانية تُذيع عددًا من الكليبات قبل المسلسل الذي تبثه شاشتها يوميًا. ثلاث أغاني قبل بدء المسلسل، إلا أن هذا اليوم على وجه التحديد اُختتمت قائمة الأغاني تلك بمطرب ذو شارب وشعر ناعم يرسله على جانبيه، خلفه مجموعة من الفتيات يقفن أمام الأهرامات، ويصدح هو "قريب ولا بعيد"، بينما يرددن هن خلفه "ولا..".

في الأول من أكتوبر عام 1972 استقبلت منطقة حدائق القبة بالقاهرة مولودًا اسمه "بهاء" لأب مصري هو فتحي سلطان وأم بحرينية. نعم بهاء بحياة هادئة تدرج فيها تعليميًا إلى أن التحق بكلية التربية الموسيقية، والتقى بعدها بالمطرب والشاعر والملحن مصطفى كامل، الذي قدمه بدوره لنصر محروس ومن هنا كانت البداية.

نصر محروس صاحب شركة "فري ميوزيك" كانت لديه حينها مغامرة فنية تهيأ لخوض غمارها بنجم شاب جديد يتم تقديمه وسط مجموعة من المطربين، إذا ما تقبله السوق سينتج له محروس ألبومًا كاملاً، فكان بهاء سلطان الذي حقق نجاحًا مدويًا بأغانيه الفردية ثم ألبوماته التي راهن عليها مالك "فري ميوزيك".

إذا بحثت عن بيئة خصبة لتصديق الشائعات تجدها في بلد بُنيت ثقافته على السمع، يصدق دون أن يرهق نفسه بالتأكد من حقيقة ما يُصدر له. "محمد صبحي مسيحي ووالدته كانت لا تُنجب فاسمته محمد ليعيش"؛ إحدى هذه الشائعات التي روجت يومًا وبشكل كبير عن الفنان الكبير.

ومن هذه الفرضية السابقة انطلقت أيضًا شائعة "بهاء سلطان جاسوس وهيتعدم بعد ألبوم 3 دقائق". وهذه الأخيرة على سذاجتها انتشرت كالنار في الهشيم. "3 دقايق دي الشفرة بتاعته كجاسوس"؛ هكذا كان يردد البسطاء فلم ينجح ألبوم وقتها كما نجح "3 دقائق"، إلى حد دفع أحد باعة شرائط الكاسيت إلى تعليق بوستر لبهاء سلطان كُتب عليه بخط أزرق "المطرب الجاسوس".

يغيب ويعود مجددًا بأغنية قنبلة، هكذا هو بهاء سلطان؛ مطرب القنابل، كل ألبوم له يحوي عددًا من الأغاني التي لا يمكنك إلا أن تعيد سمعاها مرارًا ومرارًا "يا ابن آدم - كان ياما كان - بيننا - احلف - يا اللي ماشي".

"أدمن شرب المخدرات واعتزل الغناء"؛ شائعة أخرى تلقاها بهاء سلطان دون أن يعلق عليها، وانتشرت بشكل واسع استغله صناع فيلم الحرب العالمية الثالثة، في مشهد جمع الفنان أحمد فهمي بالفنان يوسف عيد (بوب مارلي) في الفيلم، أثناء حفل تحشيش، يخبره فيه إن أقصى أحلامه كان أن "يحشش" مع بهاء سلطان.

وربما تكون هذه الشائعة أوحت لصناع عمل مسلسلات "مزاج الخير"، و"الكيف" لاختيار بهاء سلطان لغناء شارة البداية والنهاية.

في حلقة من برنامج "صاحبة السعادة" استضافت النجمة إسعاد يونس بهاء سلطان فبدا كثير الخجل قليل الكلام، ما أن يمسك المايك ليغني حتى يتحول لشخص آخر. وقد يكون سبب نجاح بهاء سلطان في أنه قليل الشو كثير العمل، لا يخجل أن يقول إن شقيقة حسام حسني هي التي قدمته ليعمل معه في الكورال، وإن الدويتو الخاص به مع شيرين "وبناقص حياتي معاك" كان فكرة نصر محروس ليعود به إلى الساحة الفنية، وحين تسأله عن عمرو دياب يقول: "كلنا كمصريين نتشرف إن عمرو دياب مصري مننا".

نجح بهاء سلطان لأنه يعرف ما يقدمه جيدًا, لا يحاول إقناعك بأن ما يقدمه لا يقدمه أحد غيره لذا لن تتعجب حين يخبرك أن ما قدمه مع تامر حسني (قوم أقف) ليس الأطلال؛ "هي أغنية عادية لكنها نجحت".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان