علي أبوشادي.. تولى "الرقابة على المصنفات الفنية" مرتين ودعا لإلغائها
كتبت- منى الموجي:
أحد أعمدة النقد السينمائي في مصر والعالم العربي، تولى العديد من المناصب المهمة والمتعلقة بقطاع الفن والثقافة، أثرى المكتبة السينمائية العربية بعدد من المؤلفات المتنوعة، ما بين المتخصصة في الحديث عن النقد السينمائي، وتلك التي تتناول شخصيات فنية أثرت في الوسط الفني، هو الناقد الكبير والمؤرخ السينمائي الذي رحل عن عالمنا، قبل قليل، عن عمر يناهز 72 عامًا، علي أبوشادي.
ولد الناقد علي أبو شادي عام 1946، بقرية ميت موسى في مركز شبين الكوم، بمحافظة المنوفية، لينتقل إلى القاهرة ويدرس في كلية الآداب بجامعة عين شمس، ويتخرج عام 1966، كما حصل على دبلوم الدراسات العليا من المعهد العالي للنقد الفني عام 1975، وكان قبل حصوله على الدراسات العليا، قد حصل على عضوية جماعة السينما الجديدة عام 1971، وعضوية جمعية نقاد السينما المصريين عام 1972.
وكان من بين المدافعين عن حرية الإبداع، ورغم أنه تولى مرتين رئاسة جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، إلا أنه كان يصرح دائمًا بأنه ضد وضع قيود على الأعمال الفنية، فالإبداع لا يمكن تقييده، وقالها صراحة في تصريح له "أنا مع إلغاء الرقابة"، فهو الرافض لحذف مشاهد من الأفلام، وعبر عن رأيه هذا في كثير من مقالاته، ومن أشهر الأمثلة، دفاعه عن فيلم "البريء" للمخرج عاطف الطيب، بطولة أحمد زكي، حينما كتب مقالا عنوانه "3 وزراء يغتالون فيلما"، قاصدًا وزير الدفاع ووزير الثقافة ووزير الداخلية، الذين أصدروا قرارًا بحذف مشهد النهاية الذي يطلق فيه "أحمد سبع الليل" النار على الجميع، وقد فسره أبوشادي بأنه لحظة إدانة كاملة، لكل نظام يعذب ويعامل معارضيه بهذه الصورة الموجعة، ونبوءة حقيقية لما حدث فيما بعد، وما يُعرف باسم "ثورة الأمن المركزي" عام 1986.
كان يعتبر أن مؤلفاته هي ذاته، فبحسب قوله، لا أحد يستطيع أن ينكر أن ما يكتبه هو جزء من ذاته، مضيفًا في لقاء تليفزيوني قديم "أؤكد أن مؤلفاتي هي ذاتي، مواقفي، رؤيتي، حاولت قدر ما استطعت أن أترجم ما بداخلي، وقناعاتي على ورق".
لأبوشادي، عدد كبير من المؤلفات المُترجمة، وأخرى ألفها، من بينها: "سحر السينما"، "كلاسيكيات السينما المصرية" في 3 أجزاء، "السينما التسجيلية في السبعينيات"، "أبيض وأسود"، "لغة السينما"، "كمال الشناوي.. شمس لا تغيب"، "وقائع السينما المصرية في 100 عام"، "الفن بين العمامة والدولة"، "السينما والسياسة".
تقلد أبو شادي العديد من المناصب، منها "الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة في الفترة من 2007 إلى 2008، مستشار وزير الثقافة للشئون الفنية في الفترة من 2009 إلى 2011، مستشار صندوق التنمية الثقافية للشئون الفنية في الفترة من 2006 إلى 2009، رئيس قطاع الإنتاج الثقافي من 2006 إلى 2007، رئيس المركز القومي للسينما من 2001 إلى 2008، رئيس مجلس إدارة الهيئة العام لقصور الثقافة في الفترة من 1999 إلى 2001، مدير عام الثقافة السينمائية في الهيئة العامة لقصور الثقافة في الفترة من 1989 إلى 1997، رئيس مجلس إدارة شركة مصر للسينما والإنتاج الإعلامي في الفترة من 2011 إلى 2012، عضو نقابة المهن السينمائية، رئيس تحرير مجلة الثقافة الجديدة، الإشراف العام على إنتاج 100 فيلم تسجيلي وروائي قصير، عضو مجلس إدارة غرفة صناعة السينما في الفترة من 2006 إلى 2009، رئيس المهرجان القومي للسينما 1998 إلى 2010".
شارك في العديد من لجان التحكيم في المهرجانات السينمائية المصرية والعربية.
فيديو قد يعجبك: