دعاء فاروق :هيفاء تسببت في تقديمي أحد البرامج..وهذا رد فعل صالح كامل على حجابي"1-2"
حوار- سما جابر:
منذ 20 عامًا بدأت مشوارها الإعلامي عبر واحدة من أوائل القنوات الفضائية في الوطن العربي، وهي ART.. لم تدرس الإعلام أو الصحافة، لكنها باتت فيما بعد واحدة من أكثر الوجوه المحببة على الشاشة، ورمز للثقة والمصداقية لمتابعيها الذين انتقلوا معها من محطة إلى أخرى، مهتمين بنوعية البرامج التي تقدمها والتي دائمًا تمسّ تفاصيل حياتهم على كافة الأصعدة، سواء الاجتماعية أو الدينية أو الترفيهية.
مصراوي حاور الإعلامية دعاء فاروق التي تحدثت عن بداية مشوارها الإعلامي عبر شبكة ART ثم انتقالها لقناة الحياة وأخيرًا قناة النهار، كما تحدث عن ارتدائها للحجاب وأبرز المواقف التي تعرضت لها خلال تقديمها لبرامجها، وإلى نص الحوار:
تخرجتِ في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية.. هل امتهنتِ مهن أخرى قبل التقديم التلفزيوني؟
في بداية حياتي عملت كمضيفة أرضية للطيران الأجنبي في مطار القاهرة، ثم عملت بشركة "مالتي ناشيونال" وكل زملائي كانوا يقولوا لي إني لدي قدرة على الإقناع ولباقة في الحديث، وبالتالي أصبحت مسؤولة عن قسم المبيعات في الشركة، وكل المهن التي عملت بها كان بها تعاون مباشر مع الجمهور، وكان ذلك عبارة عن تمرينات لأن أتحدث فيما بعد مع فئة أكبر من الجمهور.
كيف بدأتِ في مجال الإعلام وما أول برنامج قدمتيه؟
بدأت من خلال شبكة ART كمتدربة عام 1998، برفقة عدد من الزملاء منهم دعاء عامر وكريم كوجاك، وخلال فترة التدريب قررت الإدارة أن نقوم بتقديم مهرجان الأغنية الدولي الخامس على قناة ART موسيقى، وكان المهرجان بقاعة المؤتمرات بمدينة نصر بحضور عدد كبير من النجوم العرب مثل محمد عبده ونوال الزغبي وأنغام ولم أكن أتخيل أن أكون مذيعة مبتدئة وأقدم مهرجان بهذه الأهمية في ذلك الوقت.. والموضوع كان مرعب بالنسبة لنا ورغم ذلك فعلتها، وكنت مبهورة وسعيدة.
بعد المهرجان قدمت أول برنامج في الشبكة وهو "ألو ART"، وهو عبارة عن برنامج صباحي كانت تقدمه الإعلامية منى الشاذلي، وكنت أقدم فيه فقرة الأخبار الخفيفة، وبعد أن تركت منى البرنامج أصبحت أقدمه بمفردي.
توالت البرامج فيما بعد على شبكة ART لكن ما أبرز المواقف التي تعرضتِ لها؟
في رمضان شاركت أنا ودعاء عامر في تقديم خيمة رمضانية كانت تقدمها الإعلامية ليليان أندراوس، المذيعة الرئيسية بالمحطة، ووقتها قرروا أن يقدموا كواليس فوازير "أبيض وأسود" التي قام ببطولتها الفنان محمد هنيدي وعلاء ولي الدين وأشرف عبد الباقي؛ في برنامج يحمل عنوان "عملوها إزاي" والذي قدمه وقتها الفنان أحمد السقا والفنانة اللبنانية هيفاء وهبي وكان من إخراج مجدي الهواري، وكان من المفترض أن يُعرض البرنامج ضمن فعاليات الخيمة الرمضانية الذي تقدمه "أندراوس"، لكنها رفضت تقديم هيفاء على اعتبار أنها مذيعة لها اسمها، وطلبت من إدارة المحطة وجود مذيعة ربط لتقديم هيفاء والسقا، ووقع الاختيار عليّ أنا ودعاء وأصبحنا نقدم فقرة نرتدي فيها ملابس متشابهة ونقول فيها معلومات ونمازح الحضور الذين كان من ضمنهم فنانين كبار مثل كمال الشناوي، كنا نقدم فقرة طريفة وفي آخرها نقدم السقا وهيفاء.
بعدها أعجب المشاهدون والمحطة بـ"الدويتو" بيني وبين دعاء عامر فقرروا إنتاج برنامج يبث على الهواء من تقديمنا بعنوان "خليك معنا"، والذي كان يعتبر أول برنامج شبابي يقدم لمدة ساعتين على الهواء مباشرة، وحقق وقتها نسبة مشاهدة مرتفعة.
كيف جاء قرار الحجاب وكيف كان رد فعل إدارة ART على ذلك القرار؟
اتخذت قرار الحجاب بشكل عادي، بعد 4 سنوات من وجودي في ART، وكان بعد قرار دعاء عامر وانتقالها لقناة اقرأ، وكنت أفكر في مسألة الحجاب واقتنعت بها، ووقتها قدمت طلب للشيخ صالح كامل ووافق على الطلب وسمح لي أن استمر في العمل بالشبكة وأنا محجبة، فهو كان شخص متفتح وينظر للأمام وقال لي: "انتوا شبه اخواتنا وبناتنا.. وفيها إيه لما يبقى الشكل دة موجود في المحطة.. أنا مش تلفزيون مصري بيمنع دة، لا هديكوا الفرصة والبسي حجابك وقدمي برامج عادية.. ومش كل واحدة تتحجب هاوديها اقرأ.. أنا مش هعمل قنوات للقالعين وقنوات لللابسين!.. انا فاتح قنوات للأسرة وطبيعي إن قناة المنوعات يبقى فيها مذيعة محجبة"، وكنت في ذلك الوقت أول مذيعة محجبة في قنوات المنوعات، واستضفت عدد كبير من الفنانين وأنا محجبة مثل رانيا يوسف وبوسي ويونس شلبي وأمينة رزق وهدى سلطان، وكانت لقاءات تاريخية لم أتخيل أني أجريتها في يوم من الأيام.
قدمتي برامج منوعات ودينية واجتماعية.. أي نوعية من تلك البرامج أقرب لكِ؟
أنا ابتعدت عن الشكل التقليدي للبرامج الدينية، فكنت أكتب مقدمة حلقاتي بنفسي وكنت أحكي في أي شيء، وأصبح هناك عشرة بيني وبين الجمهور.. وكنت بتكلم كـ "ماما" وأي "ست بيت" وبطريقتي الطبيعية، لكن أقرب البرامج لي بشكل عام هو برنامج "حياتنا" الذي قدمته عبر شاشة النهار، رغم أنه أكثر برنامج بذلت فيه مجهود، فكنا نسافر بلدان عديدة ونحاور أشخاص بسيطة، فكان هذا الشكل هو الأقرب لي والذي أرضى طموحي، وقبل ذلك في أثناء وجودي في قناة الحياة، كنت أشاهد الإعلامية الكبيرة نجوى إبراهيم التي كنت أعتبرها مثلي الأعلى، وهي جالسة مع فلاحين في أراضيهم وأتمنى أن أقدم برنامج مثل هذا، وتحققت الأمنية من خلال "حياتنا" وهو ما أشبع طموحي كمذيعة، بالإضافة إلى أنه حاز على إعجاب عدد كبير من الجمهور.
يرى البعض أنكِ تعتمدي على تقديم حلقات صادمة من أجل تحقيق نسب مشاهدة أعلى، مثل الحلقة التي أشعلتي فيها "سيجارة" وأخرى ارتديتي فيها "مايوه شرعي"؟
أنا أقدم تلك الفقرات بشكل غير مقصود منه عمل "فرقعة"، فالحلقة التي ارتديت فيها "مايوه شرعي" كان من أجل محاورة والسباحة مع عدد من النساء اللاتي تخطين السبعون عامًا، وفوجئت بعد ذلك برد فعل رهيب، والناس بدأت تاخد الموضوع بشكل تاني، لكن أنا لم أقصد أي شيء، كذلك الحلقة التي أشعلت فيها السيجارة كانت تهدف إلى التحذير من أضرار التدخين.
فيديو قد يعجبك: