عادل عوض لمصراوي: المسرح عشق أبي وسبب مأساته
كتبت - منال الجيوشي:
تصوير - محمود أبو ديبة:
كان المسرح العشق الأول للفنان محمد عوض، وعالمه الذي أثرى موهبته وأثقلها، كما كان أصل مأساته وسالب ابتسامته بأكبر أزمة عاشها "فيلسوف الضحك"، كشفها نجله المخرج عادل عوض لمصراوي في لقاء خاص، تحدث فيه عن محطات مؤثرة في حياة هذا النجم الراحل.
"تاريخ أبي الحافل بالفن وخاصة المسرحي منه لم يشفع له ويجنبه ضياع مسرحه"؛ بدأ المخرج عادل عوض حديثه لمصراوي عن حياة والده الراحل، ساردًا كيف دخل عوض الأب عالم الفن من بوابة المسرح، وهو خريج كلية الآداب في تخصص الفلسفة، التي أثرت كثيرًا في نظرته للأعمال التي قدمها، وشاركت في رسم ملامح تميزه الفني.
"الكوميدي المصرية" هو اسم الفرقة التي جمعت محمد عوض بصديقه وجاره الفنان الكبير فؤاد المهندس، وجعلتهما يفكران في استئجار "مسرح الزمالك"، ومن ثم تقاسم المواسم المسرحية عليه، موسم لمحمد عوض وآخر لفؤاد المهندس على مدار 20 عامًا انتهت بارتفاع قيمة الإيجار، كما يوضح عادل عوض، الذي قال لمصراوي: "عاش محمد عوض في رعب حقيقي بسبب فكرة ضياع مسرحه، وكان يفكر دومًا في تلك اللحظة التي قد يطرد فيها منه، وتألم بعدما علم أن زملاءه رغبوا في تأجيره".
وأضاف عوض الابن: "بدأت أزمة والدي في منتصف الثمانينات، حينما رُفع إيجار مسرحه، الذي حصل عليه بقرار من الزعيم جمال عبد الناصر عام 1968، وبلغ هذا الإيجار في أول سنة ألف جنيه، ثم ارتفع في السنة الثانية إلى 3 آلاف جنيه، إلى أن وصل في نهاية المطاف إلى مليون جنيه سنويًا، فشل والدي في توفيرها ما أحيل معه وضع المسرح إلى عرضه للمزايدة في مظاريف مغلقة، وهي خطوة كانت بمثابة الطامة الكبرى عليه خاصة لعلمه أن زملاء له تقدموا لتأجير مسرحه".
"كان يخشى أن يطرد منه يومًا وقد حدث"؛ وصف عادل عوض حال والده آنذاك، موضحًا كيف كان النجم الكبير يؤمن بالمسرح الذي لم يفارقه يومًا "عرف أبي طريقه إلى الفن من بوابة المسرح ولم يكن أي مسرح بل الأول كوميديًا والأهم عربيًا آنذاك، إذ التحق بمسرح الريحاني في العام 1956، وقدم 100 مسرحية لكبار الكتاب المصريين والعالميين"، مضيفًا أن الفنان الراحل كان من عشاق زعيم المسرح الفكاهي نجيب الريحاني، وتأثر كثيرًا بأسلوبه المميز.
"بدأ أعماله المسرحية بـ (جولفدان هانم) للكاتب علي أحمد باكثير، و(يوم مقتل الزعيم) و(ثرثرة فوق النيل) للكاتب الكبير نجيب محفوظ، و(المهزلة) ليوسف إدريس، و(ولا العفاريت الزرق) لعلي سالم، و(أصل الحكاية) لبكر الشرقاوي، و(شهرزاد) لرشاد رشدي، و(نقطة الضعف) للكاتب لينين الرملي، ومن الأعمال العالمية"؛ أشار عادل عوض إلى تاريخ والده الفني، وأضاف: "كل هؤلاء أصحاب أسماء كبيرة في عالم الأدب والفن وهذا جانب من حياة محمد عوض الحقيقية التي تضمنت أيضًا إعادة تقديم مسرحيات عالمية، من بينها (طبيب رغم أنفه)، و(مقالب سكابان) لموليير، و(أخلص زوج في العالم)، و(الخاطبة) التي حولها فيما بعد لمسرحيته الشهيرة (هالو دولي)، التي أخرجها الفنان الكبير محمود مرسي".
محمد عوض في سطور:
ولد بحي العباسية في القاهرة في 12 يونيو 1932.
الابن الوحيد لأسرة تضم ثلاث بنات.
تخرج في كلية الآداب قسم الفلسفة جامعة عين شمس.
تقاضى أول أجر له 5 جنيهات.
خاض محمد عوض تجربة الإنتاج مرة واحدة في مشواره الفني بفيلم "احترسي من الرجال يا ماما" عام 1975.
صارع مرض السرطان لـ 7 سنوات وتوفي في 27 فبراير 1997 عن عمر ناهز 64 عامًا.
فيديو قد يعجبك: