كيف رأى رؤساء المهرجانات الفنية قرار "الوزراء" بتخفيض دعم المهرجانات إلى 40%؟
كتبت- سما جابر ومحمد مجدي:
حالة من الجدل صاحبت القرار الصادر من مجلس الوزراء بحق المهرجانات المصرية بتخفيض قيمة الدعم المقدم إليها إلى 40% من قيمة الميزانية، ما جعل روؤساء بعض المهرجانات يبدون قلقهم تجاه القرار.
"مصراوي" رصد رد فعل روؤساء 4 من أبرز المهرجانات المصرية حول القرار
مجدي أحمد علي: القرار به "خيابة" شديدة
قال المخرج مجدي أحمد علي رئيس مهرجان شرم الشيخ السينمائي الدولي إن الكارثة الأساسية في القرار ليست في تخفيض الدعم، لكن القرار يمثل "رقابة شبه بوليسية" على كل المهرجانات، كأنه يريد أن يقول للمجتمع المدني "ابعدوا".
وأضاف: "رغم أن وزارة الثقافة هي المسؤولة إلا أن القرار أدخل كل الوزارات الأخرى، بمعنى إن المهرجان لا يستطيع الاستعانة بأي مؤسسة أخرى تابعة للدولة أو محافظ يدعمني بخدمة لوجيستية، كمان القرار عامل رقابة وأعطى لها حصانة، فأي شخص يستطيع أن يتدخل في أي وقت لمراقبة الميزانيات".
وتابع المخرج الكبير أن هناك أشياء غير عملية في القرار ومنها أنه يطلب تحديد ضيوف المهرجان منذ شهر يونيو، بالإضافة إلى تحديد ضيوف كل حفل.. وفي المجمل فهو قرار غير دستوري وغير قانوني وبه (خيابة) شديدة جدًا، وغير قابل للتطبيق العملي حتى".
واستطرد: "انت بتقول إنك بتشجع منظمات العمل المدني على عمل مهرجانات، لكن الواضح ان هناك 5 مهرجانات على سبيل المثال مضايقينك، بالرغم من أن البلاد المجاورة لنا بها بالستين والسبعين مهرجان، وأنت المفروض تصلح المهرجان مش تنهي الموجود كله، زي ما بتقول إن في واحد عيان.. فأنت بتموته مش بتعالجه.. وإن لم تكن معي لا تكن ضدي".
واختتم رئيس مهرجان شرم الشيخ: "أنا رأيي أن هناك مهرجانات معينة متوجه لها القرار دة، وممكن يكون هناك مهرجانات مش راضي عنها بعض المسؤولين وعايزين يوقفوها أو يقهروها".
محمد عبد الخالق: هل هذا القرار تخلي من الدولة عن دورها؟
أما محمد عبد الخالق رئيس مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة فقال في تصريحه لمصراوي: "المهرجانات في العالم كله تنظمها منظمات المجتمع المدني وتدعمها الدول، لكن عندما يتحول الدعم ويصبح من خارج الدولة فهو يضع توجهات المهرجان في مهب الريح، وقرار تخفيض الدعم لـ40% كحد أقصى، سيضع جميع الأطراف في مأزق".
وأضاف: "في الدورات السابقة من مهرجان أسوان كان دعم الدولة لنا 50% لكن في الواقع هذه النسبة لا تساوي 50% فعليًا من قيمة المهرجان، فدائمًا كان يحدث تأخير في الاعتمادات، بحيث لما نيجي نحجز طيران أو إقامة بيكون في أغلى قيمة، وبعد هذا القرار، وإذا تم تنفيذه بالطريقة المعتادة من الدولة، فاللي هياخد دعم 40% هيشعر أنها 20%".
وأوضح أنه بدأوا العمل على الدورة الجديدة من المهرجان منذ شهر تقريبًا، وكانوا في الدورات السابقة يتحدثون أن الدول هي الشريك الرسمي لأنها تتحمل نصف الميزانية، اما الآن فأصبح الوضع مختلفًا، لعدم علمهم حتى الآن بالميزانية التي ستدفعها الدولة للدورة المقبلة، وتابع: "وبالتالي مطلوب ندور على أكبر قيمة ممكنة من القطاع الخاص، الذي للأسف ليس لديه مفاهيم ثقافية، وإذا دخل مهرجان بيدخل لأهداف دعائية وربحية، ومهرجانات السينما في مصر مهما كانت هي مش مجال للدعاية والإعلام، لكنها مهرجانات سينمائية دولية بتحمل اسم مصر ولها طابع ثقافي، وأنا أظن أن هذا الطابع الثقافي سيتقلص، فما كان يأمننا هو مشاركة الدولة القوية، إضافة إلى أن القرار مشكلته ليست في القيمة فقط، لكن الدولة بتقلل مشاركتها المالية وتزود وضع يديها على المهرجانات، كأن هناك فساد ما ستصلحه".
واستطرد "عبد الخالق": "الدولة بصعوبة بتنظم مهرجانين هما القاهرة والإسماعيلية، لكن بهذا القرار الجدي هل تقصد الدولة أنها تنظم كل المهرجانات الفنية؟ طب ما توسع الدايرة وتنشيء مهرجان جديد ونبقى زي المغرب اللي بتنظم 74 مهرجان سينما".
وأردف: "ليه التجارب اللي كانت ماشية بصعوبات عايزين نصعبها أكتر؟!، المهرجانات كانت تعاني من صعوبات وأما نيجي نقول عايزين نحل الصعوبات دي لازم يبقى في اجتماعات بين مؤسسي المهرجانات وواضعي القرارات وهذا لم يحدث، والمهرجانات كان عندها مشاكل، ازدادت بسبب هذا القرار.. مش المفروض نقعد مع بعض الاول ولا نفاجئ بالقرار دة؟ ليه مابنتناقشش في الحاجات دي عشان نعظم الفائدة من دعم الدولة ونقلل المشاكل؟.. تحديد الدعم بـ40 % بتصعب الدنيا للغاية وتلقي بالمهرجان إلى توجهات أخرى أصحاب المهرجانات نفسهم مش عارفينها، لأنهم لما بنوها بنوها إن الداعم الرئيسي الدولة، إنما دلوقتي هتلقيهم لداعم آخر إحنا مش عارفينه، في مجتمع ليس به رجال أعمال أو مستثمرين مؤمنين بفكرة الثقافة.. فهل دة تخلي من الدولة عن دورها أو تراجع عنه؟ أنا الحقيقة متخوف جدًا إنه يكون كدة".
وتمنى رئيس مهرجان أسوان أن يقف الجميع جانب بعضهم البعض من أجل البحث عن حلول.. مختتمًا: "إحنا كمسؤولي مهرجانات اجتمعنا لكن مفيش في إيدينا حاجة، ونسعى حاليًا لمقابلة وزيرة الثقافة للوصول لحل".
مازن الغرباوي: للقرار جانب إيجابي
قال المخرج مازن الغرباوي رئيس مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، إنه يرى أن للقرار جانبًا إيجابيًا وهو تقليص مساحة المهرجانات التي ليس لها هوية حقيقية، وأضاف: "نحن يوميًا نعلم بوجود مهرجان جديد، لا نعرف من وراءه، أو أهدافه المحددة، كما يساهم القرار في تقنين وضعية كل المهرجانات ووجودها وسيطرة الجيد منها، على غير الجيد".
وأوضح أن الجانب السلبي فقط هو مسألة تقليص الموازنة، لافتًا إلى أنه من المفترض أن هناك مهرجان يحمل اسم مصر، فمن حق الدولة أن تتطلع على كل تفاصيله من الألف للياء، وتابع: "هناك قانون في النهاية وبالتالي 70 % من القرار من الممكن أن يكون إيجابيًا لصالح المهرجانات الحقيقية وسيكون ضد أي مهرجان مزيف، وأرى أن القرار في مجمله إيجابي لأن مهرجان شرم الشيخ مهرجان أصبح له وضعيته على الأجندة الدولية وساهم في ترويج ما آلت إليه الحركة المسرحية والثقافية في مصر من تطور، وساعد كثيرًا في الترويج للسياحة وتحديدًا في مدينة شرم الشيخ، كما قال اللواء خالد فودة إن المهرجان استطاع أن يصنع وجهًا ثقافيًا بالإضافة إلى الوجه السياحي لمدينة شرم الشيخ"، مؤكدًا أن المهرجان من حقيقي ومفيد للناس والمواهب بنسبة 100% واستطاع في 3 سنوات أن يحقق قفزات جيدة على مستوى العالم.
سيد فؤاد: القرار يضيف مشكلات للمهرجانات
سيد فؤاد رئيس مهرجان الأقصر علّق على القرار قائلًا: "القرار يضيف مشكلات واضحة جدًا للمهرجانات وخاصة مهرجانات المجتمع المدني، والتي يتم التعامل معها على أنها جهات أجنبية غير مصرية ودون المستوى الفني والأخلاقي وهناك أبعاد قانونية غير سليمة تحتاج لإعادة نظر".
وأضاف: "لم نأخذ قرار وليس لدينا أي ردود إلا بعد اجتماع اللجنة العليا لمهرجان الأقصر وهي لجنة مكونة من عدد من القامات الكبرى مثل محمود حميدة ومدحت العدل ويوسف القعيد وصبري فواز وهشام سليمان وآخرين، وسنجتمع لدراسة القرار واتخاذ ما يلزم"
طارق الشناوي: يجب إعادة النظر في القرار
وحرص "مصراوي" أيضًا على معرفة رأي الناقد طاق الشناوي، الذي قال: "يجب على الدولة ألا تضع تفاصيل محددة للدعم، ويجب أن يكون هناك مرونة أكثر، ويعطي الدعم للمهرجانات التي تستحقه، فهناك العديد من المهرجانات التي تستحق دعم أقل من 40% لأنها غير مؤثرة، وهناك مهرجانات كبيرة ومؤثرة تستحق أكثر من 50% أو 70%".
ويرى الشناوي أن المهرجانات تعرضت لأزمة كبيرة بعد تعويم الجنيه وارتفاع سعر الدولار، لما تحتاجه من نفقات كبيرة فى شراء الافلام ودفع أجور الفنانين من الخارج، وتابع الشناوي: "لا تجد في مصر مهرجان غنائي بحجم مهرجان موازين أو جرش أو قرطاج لأننا نوزع الدعم على العديد من المهرجانات غير المؤثرة، فيجب النظر إلى المهرجانات المؤثرة ودعمها بشكر أكبر".
واختتم الناقد الفني الكبير، حديثه قائلًا إنه يجب إعادة النظر بشكل أكثر عمقًا، في القرار مرة أخرى، لأن هناك مهرجانات تحتاج دعم اقل من 40% وأخرى تحتاج لدعم أكبر من 70%، فيجب تشكيل لجنة لتحديد توزيع الدعم على تلك المهرجانات مع مراعاة عدم إغلاق الباب في وجه المجتمع المدني لتقديم ما يحلو له من مهرجانات".
فيديو قد يعجبك: