في صراع الـ"نمبر وان" فريد الأطرش سبق رمضان.. ونقاد: اختراع مصري بامتياز
كتب - بهاء حجازي:
الصراع المحتدم مؤخرًا حول الألقاب الفنية لم يكن الأول ولن يصبح الأخير في عالم أدواته التمثيل والغناء وغايته الإبداع والشهرة. و"نمبر وان" و"الأسطورة" لقبان أضيفًا فقط إلى سلسلة طويلة من الألقاب الملحقة بنجوم مضوا وآخرين حضروا بأعمال تربعت على عرش شباك التذاكر.
وعن تاريخ هذا الصراع، يقول الناقد الفني طارق الشناوي: "(نمبر وان) هذه على وجه التجديد قديمة الاستخدام في عالم الفن"، مستشهدًا بالفنان فريد الأطرش الذي أجاب عن سؤال حول مكانته بين مطربي جيله في نهاية الخمسينيات، وقال: "(أنا نمبر وان)، قارنوا أرقام توزيع أسطواناتي مع أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم".
وأضاف الشناوي: "هكذا كان فريد بينما أطلق الفنان يوسف وهبي على نفسه مثلاً لقب (مبعوث العناية الإلهية لإنقاذ المسرح)، والمخرج حسن الإمام كان مهتمًا بأن يطلق عليه لقب (مخرج الروائع).. حتى تامر حسني نفسه في بدايته الفنية أطلق على نفسه (نجم الجيل) ثم (أسطورة القرن العشرين)"، مشيرًا إلى أن قضية الألقاب ستستمر إلى الأبد.
ويرى الناقد محمود قاسم أن فكرة الألقاب تولدت من رغبة الفنان في تثبيت نفسه لدى جمهوره، ويستشهد أيضًا على قدم استخدامها بين فناني الماضي قائلاً: "الممثلة والمنتجة ماري كويني أطلقت على نفسها (سيدة السينما الأولى)، وأنور وجدي كان يحب لقب (فتى الشاشة الأول)، ونادية الجندي ونبيلة عبيد جميعهم أطلقوا على أنفسهم ألقابًا".
وأكد قاسم أن عمر هذه الألقاب يبقى أو ينتهي فقط بأمر الجمهور لا غيره، وأضاف: "عادل إمام على سبيل المثال لم يطلق على نفسه لقب الزعيم، وإنما استشفه الجمهور من مسرحيته".
أما الناقدة ماجدة خير الله فترى أن الصراع الحقيقي يحوم حول حجم الإيرادات وليست الألقاب الغاية الأخيرة، مضيفةً أن نجاح العمل في جذب مشاهدين يدفعون الأموال لرؤيته هو الأساس لبقاء النجم، و"أنه في سبيل ذلك شهد الفن قديمًا نجومًا يشترون تذاكر عرض أعمالهم الفنية ويمنحنوها بالمجان للجمهور لكي تمتلئ السينمات ويستمر تصدرهم شباك التذاكر".
وتزيد خير الله بأن الفن لدينا أصبح وظيفة يتدرج الفنان في ألقابها على عكس ما يحدث بالخارج، وتقول: "النجم لديهم ولو حصل على 100 جائزة لا يطلق على نفسه أي ألقاب، أما لدينا فتجد بعض المخرجين على سبيل المثال يطلقون على الفنانين من كبار السن (الفنان القدير).. هذه ظاهرة غير صحية يجب التخلص منها".
ويتفق معها الناقد محمود مهدي، الذي أشار إلى حرب الألقاب باعتبارها "ظاهرة مصرية بامتياز"، وأضاف: "نجوم العالم لا يطلقون على أنفسهم ألقابًا، النجم لدينا فقط يطلق اللقب على نفسه ويسعى جاهدًا لإقناع الناس به".
فيديو قد يعجبك: