نسيج من الأصالة وخفة الدم.. كيف تشابهت ألحان محمد فوزي ومنير مراد؟
كتبت - منال الجيوشي:
محمد فوزي ومنير مراد، عبقريان في الموسيقى العربية، اشتهرت موسيقاهما بالتجدد والتطور ومزج الحداثة بالأصالة، فكانا رمزًا للتمرد على كل ما هو تقليدي، وموهبتين لن تتكررا.
17 من أكتوبر الجاري هي الذكرى الـ 38 على رحيل النجم منير مراد، واليوم الذكرى الـ 53 على رحيل الموسيقار الكبير محمد فوزي.
في موسيقى هذين النجمين أوجه تشابه كثيرة؛ فعلى سبيل المثال أغنية الفنانة هدى سلطان الشهيرة "تسلم لقلبي"، يتم تداولها في بعض المواقع على أنها من ألحان منير مراد، لكنها للراحل محمد فوزي. أيضًا يمتد الشبه بين الثنائي إلى كونهما لم ينلا حقهما من التكريم كما ينبغي.
أوجه التشابه هذه قال عنها الموسيقار الكبير هاني شنودة، في تصريح لمصراوي: "الاتنين كانوا عارفين إن هما مش لوحدهم في الكرة الأرضية.. كلاهما استفاد من الفلكلور والأغاني الشعبية الموجودة، وكانا حريصان على أن يتابعا الموسيقى الغربية، فمزجا المصري الأصيل بالغربي الحديث".
وأضاف شنودة: "من أوجه التشابه بين فوزي ومنير مراد أن كلاهما عالمي، بمعنى أن اسكتش محدش شاف لمنير مراد كان خطوة نحو العالمية، كذلك أغنية كلمني طمني، التي غناها فوزي بكورال بدلاً من الآلات، هي أغنية عالمية عبقرية".
واختتم شنودة قائلاً: "السمة المشتركة بين فوزي ومراد، هي التي يجب أن تكون موجودة في كل الملحنين، أن يعلم الملحن أن منبعه وأساسه هو الموسيقى المصرية والفلكلور، مع التطور والتقدم، لأن الذي لا يتقدم يضيع".
الموسيقار الكبير حلمي بكر قال -من جانبه- إن منير مراد هو تلميذ محمد فوزي، وتأثر به كثيرًا، موضحًا أن هذا التأثر ظهر جليًا في شخصية اللحن، إذ يعتقد البعض أن ألحانًا لمراد هي لفوزي، من شدة تأثر الأول بالأخير.
وأضاف بكر: "لعل الاختلاف الوحيد نلحظه في بعض الجمل الموسيقية، لكن الأسلوب في النهاية هو أسلوب فوزي، المرح المبهج الذي يمتزج بالشقاوة".
أما الناقدة الدكتورة ياسمين فراج، أستاذ النقد الموسيقي بأكاديمية الفنون، فقالت: "الجملة الموسيقية عند منير وفوزي دمها خفيف، بمعنى أن التسلسلات النغمية ليست بها قفزات كثيرة، والجملة اللحنية ليس بها استعراض كبير لصوت المطرب، بقدر ما تكون بسيطة، تعلق بأذن المتلقي.. الأهم بالنسبة لكلاهما أن يلحنا جملة موسيقية يستعرضان من خلالها الإمكانات الصوتية للمطرب".
وعن منير مراد قالت فراج: "منير مراد في أغنية حاجة غريبة اللي لحنها لشادية وعبدالحليم حافظ، بنلاقي الجملة اللحنية دمها خفيف أكتر ما فيها استعراض، بالرغم إن فيها تحولات مقامية كتيرة جدًا، لكن كلها بتدور في فلك إنه بيعمل تحولات مقامية كتيرة، لكن من غير الصعود المبالغ فيه للقرارت، اللي بتقول إن فيه مساحة فظيعة للمطرب".
أما عن محمد فوزي، فقالت: "فوزي ده حكاية، الجملة اللحنية كانت دمها خفيف والأنماط اللي لحن فيها أكتر من الأنماط اللي لحن فيها منير مراد، بمعنى إنه عمل أغنية للطفل، ورغم إن الاتنين قدموا الأغنية الوطنية، لكن عند فوزي كانت على مستوى الكم أكتر، كمان فوزي لحن أغنية للأم، والأنماط الغنائية اللي قدمها أكتر من اللي قدمه مراد".
وأضافت: "الإيقاع عند منير مراد يميل للإيقاعات المصرية، مثل المقسوم، الملفوف، وهذا أكثر من الإيقاعات الغربية، ولكن هذا لا ينفي أنه استخدم بعض الإيقاعات الغربية، حينما قدم على سبيل المثال اسكتش غنائي بعنوان محدش شاف، واستخدم فيه بعض الإيقاعات الغربية بحكم أنها كانت منتشرة في الأربعينات، مثل الرومبا، والفالس، والتانجو".
وأشارت الناقدة الكبيرة إلى أن منير مراد كان أكثر ميلاً للألحان المصرية، مثل "لما راح الصبر مني"، مضيفةً أن أروع ما غنت شريفة فاضل كان من ألحان منير مراد، البارع في الألحان ذات الطابع الشعبي.
وهذا على عكس محمد فوزي، الذي قالت عنه الناقدة الدكتورة ياسمين فراج: "كان يميل للألحان الغربية، ومنها ما ظهر في تملي في قلبي، واستعراض الزهور زي الستات، الذي استخدم فيه الرومبا والتانجو، وكذلك أغنية بلدي أحببتك، سنجد فيه إيقاع المارش، وهو من المارشات الأجنبية، وكان لديه ألحانًا كثيرة ذات طابع مصري خالص مثل حبيبي وعنيا".
واختتمت فراج: "منير مراد كان يميل للمصري أكثر، ومحمد فوزي كان يميل للإيقاعات الغربية بشكل أكبر".
فيديو قد يعجبك: