طارق الشناوي لمصراوي: صلاح السعدني دفع ثمن آرائه السياسية في السبعينيات
كتبت- منال الجيوشي:
يحتفل النجم الكبير صلاح السعدني، بعيد ميلاده اليوم، فقد ولد في 23 أكتوبر 1943، ويعتبر "العمدة" – كما يلقبه جمهوره- واحدا من أهم الفنانين في تاريخ الدراما العربية.
وقال الناقد طارق الشناوي، في تصريح خاص لمصراوي، إن صلاح السعدني أحد أعمدة الدراما التليفزيونية في مصر والعالم العربي، فقد تجاوز وقفز بعيدا عن كونه نجما مصريا محبوبا، بل أصبح نجما عربيا مؤثرا.
وتابع: "بداية مشوار السعدني كانت مع بدايات التليفزيون، في مسلسل لا تطفئ الشمس، وفي الحلقة الأخيرة يموت، فتتحول مصر كلها للاتشاح باللون الأسود، ووقتها لم يكن قد تجاوز العشرين من عمره، لكن كان يجسد الدور بقوة وإبداع ومصداقية، جعل الجمهور يتعاطف مع هذه الشخصية".
وأوضح الناقد الكبير أن "السعدني" كان رقم واحد في جيله، وكان يُراهن عليه كنجم سينمائي قادم بقوة، ولكن تعثرت خطواته في مرحلة مهمة جدا وهي مرحلة السبعينيات.
وأضاف: "في هذه المرحلة عانى صلاح السعدني بسبب مواقفه السياسية من الرئيس أنور السادات، ليس فقط؛ لأنه شقيق الكاتب الكبير محمود السعدني، لكن؛ لأنه صاحب رأي وموقف سياسي في الجامعة، فتم عقابه بمنعه من العمل، فحينما كان يُطرح اسمه يتم رفضه بسبب التشديدات على هذا الأمر".
وأشار إلى أن "السعدني" حكى له أن المنتج سمير خفاجي حينما علم بهذا الأمر، وأنه لا يمتلك مصدر رزق، عينه في وظيفة إدارية بفرقته؛ لأنه لا يستطيع وقتها أن يجعله يمثل، ولكنه لم يصلح للإدارة، خاصة أنه شخص منطلق، وكان دائما يدين بفضل لسمير خفاجي بسبب هذا المواقف.
وأكد "الشناوي" أن صلاح السعدني كان لديه عين قادرة على التقاط المواهب، ودفع أحمد زكي ورشحه بقوة، في دوره بمدرسة المشاغبين، بدلا منه، وكان يمتاز بأن لديه "سمو" فلا يدخل في صراعات شخصية، ولا أن يكون الأول أو شيء من هذا القبيل، فكان يترفع عن كل هذه التفاصيل.
واستكمل: "السعدني فنان مثقف، فبحكم صلة شقيقه الكاتب الكبير محمود السعدني بالعمالقة وقتها، مثل مأمون الشناوي، وكامل الشناوي، ومحمد عودة، وعبدالرحمن الخميسي، أثر ذلك عليه وجعله دائم القراءة والاطلاع، وتفتح ذهنه مبكرا، وكان شقيقه محمود السعدني يعتبره بمثابة ابنه، فكانت العلاقة بينهما علاقة أبوة".
وحكى "الشناوي" موقف الفنان الكبير من عمه الشاعر الكبير كامل الشناوي، أثناء تواجده في المستشفى، فكان "السعدني" يقيم على سرير بجواره، يستقبل أصدقاءه ويجلس بقربه، وكان هناك رابطة حميمية بكامل الشناوي، ويعتبر نفسه أحد تلاميذه، فالسعدني شخصية قارئة، محبوبة، وجذابة.
فيديو قد يعجبك: