"جعل الضابط يحضن المجرم".. بشير الديك يتحدث عن عاطف الطيب

كتبت- منال الجيوشي:

قال الكاتب الكبير بشير الديك، إنه كان يعتبر المخرج الراحل عاطف الطيب "توأم روحه"، والوجه الآخر له.

وأكد "الديك" في تصريح خاص لمصراوي، إنه يتذكر جيدا أثناء تصويره فيلم "ليلة ساخنة جدا"، وكانت تدور معظم مشاهده في الشارع، وكان يحضر "مرتبة" لينام عليها بعد تصوير كل مشهد.

وعن سينما الطيب، قال: "هو كان قادر على أن يقدم مشاهد شديدة البساطة وشديدة العمق، يستطيع بها أن يلمس أعماق الروح، وبمنتهى البساطة يستطيع أن يحظى على تعاطف المتفرج وأن يبكيه دون فلسفة، كان بأبسط الوسائل يصل للناس، وهذا سر اختلافه وتميزه".

وأضاف: "هذا يتضح أيضا في نهايات أفلامه، فهي مهمة جدا وحاسمة، مثلما حدث في (ضد الحكومة)، و(الهروب)، و(سواق الأتوبيس)، خاصة في "الهروب" الذي كان واضحا بالنسبة له من البداية مشهد النهاية"

واستكمل: "قالي ساعتها أنا عايز المجرم والظابط يحضنوا بعض، ويقع عليهم قهر من السلطة ويتقتلوا وهما بيدافعوا عن بعض".

وأشار إلى أن أي مشهد كان يدور في قسم شرطة، نجد في الخلفية أشخاص يبدو على ملامحهم انتمائهم للجماعات الدينية، قبل أن تكون مثار الحديث بشكل كبير وقتها، فكان بداخله استشراقا للمستقبل، وكان يحرص على وجود دلالة في الخلفية.

وعن تدخل "الطيب" في كتابة الأعمال، قال: "لا يمكن أن يتدخل في الكتابة، فكان محترفا بشكل كبير، وكنت أشعر أنه أكثر المخرجين الذين يستطيعون إيصال مشاعري بنسبة مئة بالمئة".

أما عن الوجه الآخر للطيب، قال: "كان اسما على مسمى، فعند وفاة ابني، كان يحرص على زيارتي يوميا، ولم ينقطع عن الزيارة ولو ليوم واحد، وفي اليوم العاشر أحضر لي طاولة، فتعجبت، فقال لي تعالى نلعب طاولة، فكان يحاول إخراجي بكل شكل من الحالة النفسية السيئة التي مررت بها".

وتمر اليوم ذكرى ميلاد المخرج الكبير عاطف الطيب، الذي يعتبر من أهم المخرجين في تاريخ السينما المصرية.