ظهور بالعكاز وبكاء وأصل نوبي.. حكايات محسنة توفيق

كتب - بهاء حجازي:
يحتفل اليوم الأحد، جمهور الفنانة الراحلة محسنة توفيق بعيد ميلادها الثمانين.

ولدت محسنة توفيق في 29 ديسمبر 1939، وحصلت على بكالوريوس الزراعة عام 1968، وعرفت بتعاونها الفني مع المخرج الراحل يوسف شاهين في مجموعة من أبرز أعماله، هي: (إسكندرية ليه، العصفور، الوداع يا بونابرت)، ونرصد لكم في هذا التقرير حكايات الفنانة محسنة توفيق..،

البداية الفنية

محسنة توفيق من الفنانات اهتمت بتقديم الكيف على سبيل الكم، فكل ما قدمته في مسيرتها الفنية الطويلة 72 عملًا فنياً ليس إلا، تجدها على سبيل المثال، قدمت دورًا مهمًا في فيلم "ديل السمكة" للمؤلف وحيد حامد، وبعد عامين عادت بمسلسل "المرسى والبحار"، وفي عام 2014 قدمت آخر أعمالها مسلسل "أهل إسكندرية"، والذي لم يُعرض بعد.

أتقنت محسنة دور "صفية زغلول" في مسلسل "أم كلثوم"، وقدمت "أنيسة بدوي" في رائعة أنور عكاشة وإسماعيل عبد الحافظ "ليالي الحلمية"، وهي "الملكة تي" في "لا إله إلا الله"، و"أم يحيى" في "إسكندرية ليه"، و"فضيلة" في البؤساء "أم طومان باي" في المسلسل الشهير "على باب زويلة"، وغيرها من الأعمال التي تلبستها محسنة فأصبحت هي والشخصية نسيج واحد لا يمكن فصل بعضهما عن الآخر.

كما تميزت بدور "بهية" في فيلم "العصفور" من إخراج يوسف شاهين، وأصبحت "بهية"، رمزًا للوطنية ورمزًا لمصر، لتجسد في نهاية الفيلم بصرختها وهي تقول "لأ، ح نحارب لأ، ح نحارب" رغبة الشعب المصري في النضال بعد تنحّي جمال عبد الناصر عن الحكم، واشتهرت بهية من خلال كلمات أحمد فؤاد نجم في أغنية الفيلم "مصر ياما يا بهية"، وهي شقيقة الإعلامية فضيلة توفيق، الشهيرة بأبلة فضيلة أشهر مذيعة لبرامج الأطفال في مصر.

بكاء وعكاز

حرص مهرجان أسوان للمرأة في دورته الثالثة، برئاسة محمد عبد الخالق، على تكريم الفنانة محسنة توفيق، وهو آخر تكريم تلقته في حياتها وكان في شهر فبراير الماضي.

وبكت النجمة الكبيرة محسنة توفيق عقب مناداة اسمها من قبل الإعلامية جاسمين طه زكى، مقدمة حفل افتتاح مهرجان أسوان، ونظرًا لصعوبة حركتها، حيت يلازم يدها العكاز، هم ّمدير المهرجان حسن أبو العلا ورئيس المهرجان محمد عبد الخالق ليساعدوها فى الصعود إلى مسرح التكريم.

وظل الجمهور بالحفل يصفق للفنانة الكبيرة تقديرا لتاريخها الفني، ولم يكن يعلم الجمهور أن الفنانة سترحل بعد 3 أشهر من هذا الحفل.

تكريم متأخر

أكد الناقد طارق الشناوي، أن الفنانة الراحلة محسنة توفيق كانت من الفنانات المعروف عنها العمق في أعمالها رغم قلتها، وهي "وميض قادر على الإشعاع حتى من ثقب إبرة".

وقال الشناوي في تصريحات لمصراوي، إن محسنة توفيق كانت قليلة في أعمالها الفنية، وارتبطت بالمسرح بالراحل كرم مطاوع قبل زواجه من الفنانة سهير مرشدي، وبالسينما كانت مرتبطة بالمخرج الراحل يوسف شاهين.

وتابع، أن محسنة لها أفلام مهمة جدًا في تاريخ الدراما المصرية، والسينما افتقدت استايل مثل "محسنة توفيق"، مشيرًا إلى أن المأزق الذي تعرضت له محسنة هو أنها كانت تستحق مكانة أكبر في السينما ولكنها لم تجد ذلك.

وأضاف، أنها لم تحصل عما تستحقه من تكريم في حياتها، وجاء تكريم مهرجان أسوان لها في اللحظات الأخيرة من حياتها كنوع من الوفاء لها لما قدمته من أعمال.



الأصول النوبية
"أقف وراء جدي لأمي الحاج محمد إسماعيل وعائلتي النوبية".. تعليق كتبته الفنانة الراحلة محسنة توفيق عبر صفحتها بموقع فيس بوك مصحوبًا بصورة عائليه تقف في منتصفها، وذلك في إشارة لجذورها النوبية من ناحية الأم.

الشاعر أسامة فرحات "ابن خالة الفنانة محسنة توفيق" كشف في تصريح سابق لـ"مصراوي" عن تفاصيل الصورة والجذور النوبية لها، وقال: "بالفعل الفنانة الراحلة كما ذكرت في تعليقها لها جذور نوبية من ناحية والدتها السيدة فاطمة محمد، فهي من قرية (مشكيلة) في دنقلا بالسودان، وهي القرية التي ينتمي إليها جدنا (الحاج محمد إسماعيل) الذي يظهر في قلب الصورة، وتقف محسنة خلفه، وأجلس أنا على يمينه".

ويضيف فرحات: "كان جدنا قد حضر إلى مصر للدراسة في الأزهر الشريف، قبل أن ينتقل إلى العمل ناظرًا للزراعة لدى العائلة الملكية وبالتحديد عباس حلمي الثاني، وذلك بعد استقراره في مصر".

ويعود الشاعر إلى الصورة، ويقول: "تم التقاطها لنا في مقابر العائلة الملكية بالإمام الشافعي في القلعة، والتي تُعرف أيضا باسم (حوش الباشا)، وكانت- رحمها الله- تعتز دومًا بجذورها النوبية، وزارت السودان تقريبًا مرة واحدة".

الوفاة وغياب الفنانين

توفيت الفنانة محسنة توفيق في 7 مايو 2019، وغاب نجوم الوسط الفني عن جنازتها، فلم تحضر سوى الفنانة سلوى عثمان، سلوى محمد علي والدكتور أشرف زكي، الأمر الذي سبب صدمة لمحبي الفنانة الراحلة.

وأضافت سلوى محمد علي، إنها حضرت جنازة الفنان الراحل لأنها صديقتها، وقالت إنها لا تعرف سبب تغيب الفنانين عن الجنازة، ولكن ربما لأن الأمر تم فجأة، إذ توفيت الفنانة الراحلة في الساعات الأولى من الصباح، وتمت الجنازة ظهر اليوم، مضيفةً: "لا يمكن أن يغيب الفنانون عن جنازة صديقة، خاصة أن الوسط الفني كله أسرة واحدة".



ومع غياب الفنانين عن جنازة محسنة توفيق، شهد عزائها إقبال كبير من المثقفين والسياسيين، حيث شارك عدد كبير من نجوم السياسة والثقافة والفن وكان من بين الحضور الكاتب جمال فهمى، والفنان سامي مغاوري، والإعلامي محمود سعد، والكاتب عبدالله السناوي، عهدي صادق، وآخرين.

اقرأ أيضا:
بالصور.. غياب نجوم الفن في جنازة محسنة توفيق

بالفيديو والصور.. انهيار ابنة محسنة توفيق في جنازتها

محسنة توفيق.. فنانة الشارع (بروفايل)

سياسيون وإعلاميون في عزاء الفنانة الراحلة محسنة توفيق