"نوال" مصممة التترات: "يوسف شاهين باس إيدي بعد الاختيار"- حوار
حوار- منال الجيوشي:
نموذج مشرف للمرأة المصرية بشكل عام، والصعيدية بشكل خاص، "نوال" المولودة في محافظة بني سويف، أهم مصممة تترات عرفتها السينما المصرية.
حرص مهرجان أسوان السينمائي الدولي لأفلام المرأة، على تكريم رائدة الجرافيكس نوال، ضمن الدورة الثالثة والتي اختتمت فعالياتها الثلاثاء.
مصراوي، التقى نوال وكان لنا معها هذا الحوار..
حدثينا عن بداياتك مع عالم الفن؟
تخرجت في كلية الفنون الجميلة وبعدها عملت بمجال الأزياء، وفي إحدى المرات دخلت مسابقة بإيطاليا وحصلت على جائزة أفضل تصميم لحقيبة وحذاء. بعدها قرأت في إحدى الجرائد إعلانًا لاستوديو مصر يطلبون فيه مصممي رسوم متحركة، وبالفعل قدمت وغيرت مجالي، وكونت ثنائيًا مع زوجي الراحل محمد حسيب، فعملنا عدد من الإعلانات بالرسوم المتحركة في أواخر الستينات والسبعينات "كانت مكسرة الدنيا"، حتى قدمت على بعثة في فرنسا وفزت على كل الرجال الذين تقدموا للبعثة، وأشرف على امتحاني القنصل الفرنسي وقتها، وحصلت على ما يعادل آداب فرنسي، وعملت باستوديو في باريس وحصلت على الجائزة الأولى في إحدى المسابقات.
ما سبب اتجاهك لعمل التترات رغم نجاحك في الرسوم المتحركة؟
استهوتني صناعة التترات، وطلب مني يوسف شاهين عمل تتر لفيلم "الاختيار"، وكان تغييرًا تامًا في التترات، "ولما شاف التتر وطى باس إيدي وقالي إنت هتبقي كويسة"، ومن هنا ارتبطت بهذا المجال، وحرصت على عمل استوديو داخل منزلي مجهزًا بأحدث المعدات وقتها، وعمري ما حسيت إنه شغل كنت طول الوقت بحس إني بلعب.
ما طقوسك عند صناعة التتر؟
"كنت بعيا وبعاني بالأيام"، وكنت أفكر في كيفية البدء والخط الأول، ولا أنام، وكأني أرسم مجموعة خطوط حتى أصل للشكل الذي يعجبني ويناسب الفيلم.
ما نقطة التحول الحقيقية في مشوارك الفني؟
تشجيع يوسف شاهين في حد ذاته نقطة تحول، كما عملت مع عدد من المخرجين العظام أبرزهم صلاح أبو سيف، كمال الشيخ، أشرف فهمي، محمد خان، خيري بشارة، نادر جلال، رأفت الميهي، مدحت السباعي، علي بدرخان. كل هذه الأسماء الكبيرة منحتني الثقة والتشجيع، حتى أن المخرج رأفت الميهي كان يعطيني الفيلم ويقول لي "اعملي اللي إنت عاوزاه أنا متأكد إنك هتعملي حاجة حلوة"، وهذا كان يضاعف المسؤولية الموكلة إلي.
ما الأعمال الأقرب إلى قلبك؟
أحب كثيرًا فيلم "سواق الهانم"، الذي يجمع بين العظيمة سناء جميل والنجم الأسمر أحمد زكي، فأتيت بقطعة من الدانتيل واستخدمت مجموعة من الألوان لرسم التتر، وزخرفت الخط، وفي النهاية كل فيلم له فكرة.
لماذا لم تستمري في صناعة التترات مع التطور التكنولوجي؟
كل ما يستخدم في التكنولوجيا كنت أصنعه يدويًا، لأنني كنت أفكر طيلة اليوم في كل ما هو جديد وكنت ألعب بالكاميرا والألوان، وأنا لم أحب التطور التكنولوجي الجديد لأنه يفتقد الروح، أراها "زراير" يحركونها، لكن قديمًا كان هناك مساحة أكبر من الإبداع، وساعات كان الناس في السينما يصفقون للتتر، وكنت أبكي في مثل تلك اللحظات، لأنني أشعر أن مجهودي لم يقع على الأرض.
هل هذا يعني أن التطور التكنولوجي كان السبب في توقفك عن العمل؟
لا، توقفت لأنني عملت في المجال لمدة ٤٠ عامًا، وشعرت أنني أُجهدت، كما أن ضغط العمل كان أكبر مما يتخيل أحد. وأتذكر في إحدى المرات كنا في شهر رمضان المبارك وحدثني مخرج فيلم "الإرهابي" للفنان عادل إمام قبل المغرب بنصف ساعة وكنا يوم الخميس، وقال لي أن وزير الداخلية سيشاهد الفيلم غدًا، فاضطررت للذهاب للاستوديو وأنجزت التتر بعد ١٨ ساعة كاملة داخل الاستوديو.
كيف تقضين وقت فراغك حاليا؟
بعد وفاة زوجي محمد حسيب رحمه الله، تزوجت مرة ثانية وسافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية بصحبة زوجي، وهو مهاجر منذ ٥٠ عامًا، وهناك أعمل كروشيه وأرسم وأمارس هواياتي، وشغلي كان واخد كل وقتي أما الآن أسافر لأشاهد الدنيا.
وكيف استقبلتِ التكريم بمهرجان أسوان السينمائي؟
سعدت كثيرًا بعد علمي بتكريمي، وسبق وكرمني عدد من المهرجانات الدولية، ولكن تكريم بلدي له طابع خاص، كما أن مدينة أسوان لها معزة خاصة في قلبي فأنا صعيدية ولدت بمحافظة بني سويف وعشت طفولتي بمدينة أسوان.
فيديو قد يعجبك: