لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أمم أفريقيا على مقهى بـ6 أكتوبر.. كيف مرّ فوز مصر على "الجالية السورية"؟

08:45 م الإثنين 01 يوليو 2019

كتب- محمد زكريا:

تصوير: أحمد طرانة:

كانت الفرحة كبيرة، عندما أحرز محمد صلاح الهدف الأول، في شباك أوغندا.. رفع الحاضرون أيديهم عاليا، بينما هتفوا في حماس، لم يظهر فارقا بين مصري وسوري، على مقهى بمدينة السادس من أكتوبر، علق صاحبه علم كبير لمصر، وتحت نسره طبع: "الجالية السورية بمصر تتمنى التوفيق لمنتخب الفراعنة".

من بين المتحمسين للمباراة، كانت مروة موسى، والتي لم يكن لها علاقة كبيرة بالكرة، قبل أن تحضر إلى مصر في العام 2011، هربا من حرب أهلية في سوريا، راح ضحيتها قرابة نصف مليون شخص، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، لكن اختلف الأمر كثيرا في بلد الفراعنة، شدها عشق المصريين للكرة، والصراع التقليدي بين جمهور الأهلي والزمالك، لكنها اختارت أخيرا تشجيع "بيراميدز"، والسبب أن من بين صفوفه لاعبان سوريان.

منذ 5 أشهر، تزوجت موسى من مصري، تسكن الآن مدينة السادس من أكتوبر، وتعمل في مجال التجميل، ورغم اهتمام زوجها بمتابعة الكرة، تقول إنها باتت تسبقه إلى مشاهدة المباريات، خاصة إن كانت لمصر في بطولة كأس الأمم الأفريقية، التي تشجع فيها الفراعنة بحماس، لم يفتر حتى في المباراة الثالثة من دور المجموعات، والذي ضمن المنتخب المصري صعوده إلى دور الـ16 حتى قبل أن تبدأ.

الصورة 1

موسى تُعد من ضمن 550 ألف سوري اختاروا اللجوء إلى مصر، بحسب تقديرات وزارة الخارجية المصرية في مارس الماضي، لكن الشابة المولودة في دمشق، أحبت مصر كثيرا، وجدت في أهلها الطيبة والكرم، كما لم تجد صعوبة في التأقلم مع عادات البلد الشقيق، تقول إنها تشبه تلك التي عاشتها في سوريا، بينما يلفت انتباهها هجمة على مرمى المنتخب المصري، قبل أن تعود وتردد ضاحكة، تلك الكلمة التي التقطتها من المشجعين المصريين: "حطيت أيدي على قلبي".

لكل هذا، لم يلفت موسى، تلك المذكرة التي قدمها أحد المحامين قبل أسابيع إلى القضاء المصري، مطالبا بتضييق الخناق على السوريين وأموالهم. فيما أسعدها رد المصريين على وسائل التواصل الاجتماعي، رغم أنها توقعته، ولم تنتظر غيره.

وحيد محمد أيضا، أسعده "السوريين_منوريين_مصر"، شارك في "الهاشتاج"، وفي تشجيع منتخب مصر بحماس على مقهى "عالبال".

صورة 2

علاقة محمد بالكرة قديمة، تعود إلى الطفولة، حتى قبل أن يحضر إلى مصر في العام 2013، فالشاب الذي ولد بمدينة اللاذقية السورية، يشجع نادي حطين الرياضي في سوريا، لكن علاقته بالكرة المصرية لم تنقطع أبدا، يعشق لعب حسام حسن ومحمد أبو تريكة، ولا ينسى أهداف جدو في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2010، بينما يتذكر تلك المرة التي حضر فيها "الزمالك" ضيفا على "حطين" في سوريا، كان هذا قبل سنوات من لجؤه إلى مصر.

لا يجد الشاب غرابة، في أن يشجع المنتخب المصري في مبارياته الأفريقية، أو يتمنى حصاد منتخب مصر للبطولة الثامنة في تاريخه، يقول إنه يكفيه أن يحكي لأولاده "إننا كنا في البلد دي، شجعناها، وعشنا لحظات فوزها بالبطولة".

مستندا إلى زجاج المقهى، التي يفترش صاحبه السوري حديقة لجلوس الزبائن، كان ياسر صالح منتبها للمباراة، يرضى عن الفوز، لكن لا يعجبه الأداء، معتمدا في رأيه هذا على المستوى المصري بالبطولة نفسها، أعوام 2006، 2008، 2010.. منذ بعيد يتابع صاحب الـ40 عاما منتخب مصر، ويشجعه.

صورة 3

من مدينة اللاذقية السورية، حضر صالح إلى مصر بالعام 2012، يسكن الآن محافظة الجيزة، وفيها رُزق بابنته مريا، التي تُطلق على نفسها: "محمد صلاح"، تجد صاحبة الأربع سنوات في اسم لاعب ليفربول الإنجليزي بهجة وفخر، ويجد أبناءه الأكبر في فوز المنتخب المصري فرصة للاحتفال في الشارع، يقول إنه بعد الفوز المصري الثاني على منتخب الكونغو الديمقراطية، استقبل من أولاده مقاطع مصورة، فيها يحملون الـ" فوفوزيلا"، وبها يصدرون الهتافات.

الرجل نفسه، استقبل مع كل هدف، من الاثنين في مرمى أوغندا، رنة هاتفية من أشقائه في سوريا، بها يشاركونه من هناك فرحة الفوز، وكأن صالح في الأصل مصريا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان