لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

سامية جمال وفريد الأطرش.. حبيب العمر الذي رفض الزواج من راقصة مصر الأولى

09:00 ص الثلاثاء 01 ديسمبر 2020

كتب- عبد الفتاح العجمي

تحل علينا اليوم الثلاثاء، ذكرى رحيل فراشة السينما المصرية سامية جمال، والتي غادرت عالمنا قبل نحو 27 عاما في 1 ديسمبر 1994.

وبدأت سامية جمال (اسمها الحقيقي: زينب خليل إبراهيم محفوظ) مشوارها الفني بعد التحاقها بفرقة بديعة مصابني كراقصة عام 1940، واختارت لها بديعة اسمها الفني "سامية".

وفي كازينو بديعة، التقت سامية جمال بفارس أحلامها ومطربها المفضل النجم فريد الأطرش والذي طالما استمعت لأغنياته قبل قدومها للقاهرة من الجنوب حيث محافظة بني سويف.

تحكي عن ذلك في حوار مع طارق حبيب: "لما سمعت صوته في الإذاعة حبيته أوي أوي، ورغم أن مكنش عندنا راديو كان لازم أسمعه، وكنت بهرب من البيت أروح عند الجيران عشان أسمعه وأقول لصاحبتي علّي شوية عشان أسمع صوته".

تضيف: "في شهر مارس عام 1940، كان في مجلة منزلة صورته، حرمت نفسي من الأكل واشتريت 10 نسخ منها، وكانت دي أول مرة أشوف شكل فريد الأطرش، والمجلة دي لقيتها في الأول في إيد طفل صغير في الشارع، وسألته: صورة مين دي يا حبيبي؟ لقيت في صوت من ورايا بيقولي: ده أنا، ببص لقيت فريد ورايا، روحت أُغمى عليّا، ودي كانت أول مقابلة".



ومنذ ظهورها الأول على الشاشة، ارتبطت سامية جمال بالموسيقار الكبير فريد الأطرش، إذ أشركها إلى جواره صامتة في مشهد من فيلم "انتصار الشباب" (1941) وهو يغني: "جاد الزمان بقربنا.. ونلنا في الدنيا الهنا.. الحب جمع شملنا.. يا فرحنا يا سعدنا".


وانطلقت سامية جمال في السينما المصرية لتصبح فراشتها الشهيرة، وأسرت القلوب بابتسامتها وطلتها الهادئة، وكونت في بداياتها ثنائيا فنيا مميزا مع فريد الأطرش، وقدّمت إلى جواره أشهر رقصاتها البديعة، في 6 أفلام، هي: "حبيب العمر، أحبك أنت، عفريتة هانم، آخر كدبة، تعالى سلم، وماتقولش لحد".


آنذاك، انتشرت شائعات حول قصة الحب بين الثنائي، وعنونت الصحف علاقتهما بقصة حب أسطورية، مما دفع فريد الأطرش إلى أن يضع حدا لهذه الأحاديث ويُنهي علاقتهما، ورفض "ابن الأمراء" الزواج من راقصة مصر الأولى.

الإعلامي محمود سعد يقول إن قصة حب فريد الأطرش وسامية جمال "الكبيرة" لم تُكلل بالزواج لسببين، هما: "الأول أن فريد كان يرى أن الفنان مينفعش يتجوز فنانة لأن الفنان حياته صعبة جدا ومينفعش الاتنين يبقوا بهذا الشكل، والسبب الثاني أن الصحافة قالت إن أفلامه اللي بتنجح دي بسبب الراقصة سامية جمال، وإنه لو طلع من غيرها منفردا مش هيساوي حاجة، وهو دماغه ناشفة شوية، فكبرت في دماغه، وعمل قصص كتير مختلفة بدونها وكسرت الدنيا، حياة فريد الأطرش منذ بدأت حتى رحيله كان في محاولة لإثبات أنه يستحق النجاح منفردا".


السبب الثاني أكده فريد الأطرش بنفسه خلال حوار نادر له، وقال: "قالوا عليّا إن سامية جمال هي اللي نجحتني بسبب رقصها في أفلامنا، حبيت بعدها أوري الجميع إن الجمهور بيقدر أي عمل فني جميل، ودخلت في تحدي كبير وعملت فيلم اسمه (لحن الخلود)، وأثبت للناس أن الفن الأصيل ينجح بدون إثارة، وقصدت به أرد على كل الألسنة، والحمد لله كان الرد قاطع، وبعدين كملت وقدّمت كل الأفلام اللي بعده من غير رقص".


السيناريست محمد الغيطي يقول عن علاقة فريد وسامية في برنامجه "الحكواتي" (يونيو 2018): "سامية جمال كانت أول أنثى أحبها فريد الأطرش حبا حقيقيا، وهي عشقته عشقا رهيبا قبل زواجها من رشدي أباظة، قدّموا معا عدة أفلام وكونا ثنائيا غير عادي، سامية سألت فريد الأطرش: أنت عندك استعداد تتجوزني؟ فلم يرد، وبعدها سألت شقيقه والذي رد عليها برد استفزّها للغاية وعمل وقيعة بينهما، قالها: هو من بيت أمراء.. إنتي تتصوري أن أمير من عائلة الأطرش يتجوز رقاصة؟ حينها سامية جمال كانت تصور فيلما مع فريد انسحبت منه ولم تُكمله، وسافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتتزوج رجل أمريكي كان قد عرض عليها الزواج في مصر، وظلت معه نحو عام قبل أن تعود مجددا إلى مصر وتزوجت رشدي أباظة".


الناقد طارق الشناوي قال عن سر عدم زواج الثنائي في تصريحات سابقة لـ"مصراوي"، أن وجهة نظر فريد هو أنه "أمير الدروز" وهي راقصة، لهذا لم يتزوجها على الرغم من أنه كان يحبها للغاية، مشيرا إلى أنها ردت عليه وتزوجت بعدها.

تزوجت سامية جمال بعدها من النجم رشدي أباظة في أواخر الخمسينيات ولمدة 17 سنة حتى انفصلا في عام 1977، بينما ظل فريد الأطرش بلا زواج حتى وفاته.

وفي حوار نادر لها، وبعد وفاة فريد الأطرش، سُئلت سامية: "هل كنتي (عفريتة هانم) بالفعل لفريد؟"، فردت: "لا خالص، أنا كنت بسمع كلامه لكن هو اللي كان عنيد الله يرحمه، حتى لو كان عارف إن اللي بيعمله غلط، هو ماكنش يحب يرجع في كلامه خالص، لكنه برضو عمره ما أذى حد، وكان قلبه أبيض"، فعقب المحاور: "زي قلبك"، فقالت: "أيوه ما عشان كده اتقابلنا، عشان كده بقينا حبيب العمر، وحبنا زاد لبعض من حب الناس لينا مع بعض، هو ده اللي زود اللي كان بينا، فريد كان حتة مني لكن كل واحد فينا راح لطريقه عام 1951".


في حوار آخر، سُئلت سامية جمال عن أهم أفلامها، قالت: "في كتير أوي، لكن في 6 أفلام هم دول أغلى شيء في حياتي وعمري، اللي هم مع الله يرحمه فريد الأطرش، حبيب العمر"، تُسئل مجددا: "احكيلنا عن علاقتكما؟"، فترد: "لأ دي حاجة خاصة بيّا أنا مش للناس، هو كان أستاذ عظيم خسرناه، وهو كان حبيب العمر، في الفيلم وفي الحياة".


وفي حوارها مع طارق حبيب يسألها: "هل كان الراحل فريد الأطرش بالفعل هو حبيب العمر بالنسبة لكي؟"، فترد: "ده صحيح.. ومش أنا بس اللي بقول كده.. كل الناس اللي عرفونا شافوا كده.. هو عايش في قلبي وقلوب كل الناس اللي بيحبوه، هو لا يمكن يتنسي أبدا".

وعن الأغنية التي قدّمها لها، أجابت أنها أغنية "حبيب العمر"، أما عن الأغنية التي قدّمها بعد فراقهما، قالت: "ده مش غنى بس، ده شتمني، عمل أغنية وقال فيها: (أنا كنت فاكرك ملاك.. أتاري حبك هلاك)، الأغنية دي أول ما سمعتها فهمت إنها ليّا مع إن الحقيقة إن مكنش ليّا ذنب، ولا هو".

يسألها طارق حبيب عن آخر لقاء بينها وحبيب العمر فريد الأطرش، فتقول: "قبل ما يتوفى بشهر ونص، كنا في عزومة كبيرة فيها فنانين كتير، قابلته وكنت مبسوطة جدا، كنا تحولنا إلى زملاء خلاص، لكنه حتة مني، وبعدين جِه جنبي وقالي: نفسي أقولك حاجة.. قلت له: في إيه، قال: أنا متشائم أوي، في حاجة وحشة هتحصل، أصل كان معايا مصحف مش بتحرك من غيره، اتسرق مني أو راح ومش لاقيه، ولو ملقتوش هيحصلي حاجة.. قلت له: يا سيدي دي حاجة بسيطة أوي، بكره هنزل أشتريلك مصحف تاني.. قالي: لأ مش حكاية كده.. ده معايا من سنة 42 وإنتي اللي كنت جايبهولي هدية.. وسبحان الله توفى بعدها بفترة بسيطة".

وفي 1 ديسمبر 1994، توفيت الفراشة سامية جمال في الشهر الذي رحل فيه حب عمرها فريد الأطرش وبعده بعشرين عاما (رحل في 26 ديسمبر 1974)، وذلك بعد غيبوبة استمرت 6 أيام بسبب صراعها مع مرض السرطان.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان