أحمد المرسي يحكي موقفًا جمعه بـ"النمر الأسود".. ويتحدث عن تعاونه مع مروان حامد
كتبت- منى الموجي:
حلّ مدير التصوير أحمد المرسي، ضيفًا على حلقات الناقد أحمد شوقي النقاشية، التي تبث عبر موقع انستجرام.
وتحدث المرسي عن تجربته مع النجم أحمد زكي والموقفه الذي جمعهما وأكسبه أحد أسرار مهنة التصوير، وتحدث أيضًا عن علاقات متميزة اكتسبها بالمجال، أبرزها علاقته بالمخرج الكبير داود عبدالسيد، وشراكته الفنية الناجحة مع المخرج مروان حامد.
وضّح المرسي أن مدير التصوير يساعد الممثل وفريق العمل بشكل كبير، لأن من أبرز مهامه إدارة حالة تصوير الفيلم بشكل عام، وشرح مفهوم مهنة مدير التصوير من وجهة نظره قائلاً "التطور التكنولوجي ساعدنا كثيراً في التعبير عما نريد، ولكني أرى التكنولوجيا جزء مكمل في كل الأحوال، فأساس التصوير في الفكر، وفي النظرية والفلسفة خلف الصورة والعناصر البصرية. ومهنتي بالشكل الذي أحب وصفها به هي حكّاء بصري؛ فأنا أحكي الحكايات بشكل بصري، وأستخدم عناصر عدة لهذا، منها: التكوين، الضوء، الظل، اللون، الزاوية، حركة الكاميرا، وأي عنصر بصري يمكن استخدامه كوسيلة تعبيرية لنحكي الحكاية".
وتابع "بعد هذا تأتي تفاصيل أخرى مثل إدارة لوكيشن التصوير، كما أنك مسؤول عن الجو العام ومساعدة المخرج في إيجاد أفضل وسيلة تعبيرية يعرض بها فيلمه. وتساعد أيضًا الإنتاج والممثل بشكل كبير، خاصةً بعنصر الوقت، فكلما اكتسبت الخبرة لتصل إلى ما تتمناه في أقل وقت ممكن، كلما وفرت وقتاً للإنتاج وبالتالي توفر تكاليف كثيرة، كما أنك تحافظ على طاقة الممثل وتركيزه بالعمل دون تشتيت حين توفر له الوقت وتحافظ على سريان صناعة الفيلم بسلاسة ودون تعطيل".
ثم تطرق المرسي إلى العلاقة بين الممثل والمصور قائلاً "مدير التصوير يفهم وجه الممثل جيدًا، ويستطيع تلافي العيوب وإبراز المزايا، فعلاقة الممثل بمدير التصوير مباشرة جدًا، وأنت أول شخص يلمح الممثل ردود فعله، حين ترفع عينك عن الكاميرا بعد انتهاء المشهد، فهي علاقة بغاية الأهمية. ولهذا أحاول دومًا تيسير الأمور للممثل قدر إمكاني، فأنا دائمًا ما أقوم بإغلاق الزاوية التي تكون خلف الكاميرا، أغمرها بالسواد حتى لا تشتت عين الممثل أو تقطع تركيزه أمام الكاميرا، وهذا تعلمته بسبب النجم الراحل أحمد زكي خلال الأفلام التي جمعتنا، فهذا الأمر كان يضايقه ويشتته ويثير أعصابه، وكان من الممكن أن يوقف المشهد ليقول (ماتبصليش). هنا أدركت أهمية هذه النقطة، لأنها كانت محل ملاحظة متكررة من نجم كبير بهذا الثقل وهذه الموهبة، واختزنت المعلومة في رأسي حتى أصبحت مدير تصوير، وبدأت أنفذها بإظلام الزاوية وغلقها خلف الممثل لأساعده على الغوص في عالمه والوصول لأفضل نتيجة وأداء".
وعن تجربته مع المخرج الكبير داود عبدالسيد، قال المرسي "فيلم رسائل البحر كان نقلة كبيرة جدًا في حياتي، فيكفيني التعاون مع أستاذ داود، خاصَة وأنني تدربت في أحد أعماله حين عملت مساعد مصور بفيلم (أرض الخوف) أثناء دراستي في المعهد. وغير قيمة أستاذ داود الفنية والأدبية الكبيرة، فهو مدرسة مختلفة في التعامل؛ لأنه يجعل من شركائه بالفيلم شركاء في كل شيء، وكان يشركني معه اختيار الأدوار الثانوية، ويحرص دومًا على سماع رأيي في كل شيء، حتى أننا كنا نتناقش أثناء التصوير حول اختيارنا للعدسة المناسبة. أستاذ داود جيل وثقافة وطريقة فكر، وأنا جيل وثقافة وطريقة فكر مختلفين، فمع تواصلنا ومزج الثقافتين، خرجت نتيجة عظيمة فخور وسعيد بها جدًا، وأتمنى تكرارها بشدة".
كما تطرّق المرسي أيضًا لعلاقته بالمخرج مروان حامد وشراكتهم الفنية الناجحة، فقال عنها "أعتز بتجربتنا جدًا، كما أعتز بصداقتي مع مروان للغاية. فقد بدأت معرفتنا وقت دراستنا بالمعهد، ثم تدربنا سويًا في فيلم (اضحك الصورة تطلع حلوة)، وبعدها بدأت صداقة طويلة وطيدة استمرت لسنوات. عملنا معًا في إعلانات كثيرة جدًا، جربنا سويًا وحلمنا كثيرًا بمشروعاتنا معًا، وحين اجتمعنا في الأفلام، كان هناك تناغم وثقة وشراكة أراها استثنائية ومميزة للغاية. وأحب في مروان ذكائه وانتقائه، وحرصه الدائم على التجديد وعدم التكرار، فشغف التجديد وحب التحدي أشياء نتشاركها، لذلك تجدنا متقاربين في أكثر من زاوية، وهذا يجعل علاقتنا مميزة، ويساعدنا على تقديم تجارب فنية مختلفة وناجحة، مثل الفيل الأزرق وتراب الماس والأصليين".
فيديو قد يعجبك: