لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نجيب الريحاني.. فُصل من البنك.. و"شارلمان" سبب طرده من فرقة سليم عطا الله

01:58 م الإثنين 08 يونيو 2020

الريحاني

كتبت- منى الموجي:

كان ميله لدراسة آداب اللغة العربية، أثناء وجوده في مدرسة الفرير بالخرنفش، بابًا تسلل من خلاله فن التمثيل والإلقاء لقلبه، إلى جانب اشتراكه فترة المدرسة في تقديم عدد من الروايات المسرحية مع أقرانه، ومع ذلك لم يكن العمل بالفن هو أول خطوة يتخذها بعد هجره للدراسة، إذ أصبح موظفًا في البنك الزراعي بالقاهرة، لكن الصدفة أعادته مرة أخرى لعالم عشقه وبات بعد سنوات واحدًا من أهم صناعه، هو الضاحك الباكي "نجيب الريحاني"، الذي شهد شهر يونيو رحيله عام 1949.

الصدفة التي أعادت الريحاني للتمثيل، أن الفنان عزيز عيد كان بين موظفي البنك، وفي نفس الوقت يتابع عمله كممثل على المسرح، وعقب استقالته من وظيفته كوّن فرقة قدمت رواياتها على مسرح إسكندر فرح، وانضم إليها الريحاني، مشاركًا بأدوار ثانوية لم تكن تستهويه، حسبما قال في مذكراته، وبسبب كثرة الغياب والانشغال عن العمل، وزيارات الجنس اللطيف له في مكتبه، قررت إدارة البنك فصله.

كانت خطوته الثانية في فرقة سليم عطا الله، بعدما طلب منه أمين عطا الله الانضمام لهما والسفر إلى الإسكندرية مقابل مبلغ مالي مُغري، أربعة جنيهات في الشهر، وهو أول مبلغ مالي ذي قيمة يتقاضاه من التمثيل.

نجاحًا لا يشق له غبار حققه الريحاني في دور شارلمان برواية "شارلمان الأكبر"، ووقف فيها أمام بطل الفرقة سليم عطا الله، للدرجة التي جعلت البعض يؤكد له أنه تفوق على بطل العرض نفسه، وتجمع حوله الجمهور وزملائه في الفرقة لتهنئته والثناء عليه، وفي صباح اليوم التالي وقع ما لم يكن يتخليه.

يقول نجيب "استدعاني الأستاذ سليم مديرنا رحمه الله، فقلت يا واد جالك الفرج، وظللت أخمن وأحذر مقدار العلاوة التي سيتحفني بها وإن كنت أنا شخصيا قانعًا بالجنيهات الأربعة، التي رُبطت لي. وحبكت أزرار جاكتتي ودخلت على مديري باسما متهللًا معللًا نفسي بالآمال قائلًا في سري إنه يكفيني أن تكون العلاوة جنيها واحدًا وخليني لطيف لان الطمع يقل ما جمع، وبعد هذا الحوار، ابتدرني المدير قائلًا بتلك الجملة المأثورة التي لا يزال صداها يرن في أذني: أنا متأسف جدًا يا نجيب أفندي لأن الفرقة استغنت عنك".

وبعد وقت طويل قضاه باحثًا عن فرصة حقيقية دون جدوى، قرر البحث عن وظيفة، حتى وجد واحدة في شركة السكر بنجع حمادي، وعن هذه الخطوة قال "ابتعدت عن العاصمة وما فيها من شقاء، تاركًا خلفي ذلك الوسط الخبيث، وسط التمثيل الذي أعشقه وأتمناه". ولكنه عاد للقاهرة مرة أخرى بعد 7 أشهر فقط من الغياب، ليُقابل بغضب من والدته التي ضاقت به فترك المنزل دون أن يكون معه قرشًا واحدًا وأصبحت قهوة الفن ملاذه، حتى ضحك له الدهر من جديد ورفعه على قمة فن التمثيل، بأن أصبح أحد أشهر نجوم الكوميديا في العالم العربي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان