لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"زوجة عبدالله محمود لمصراوي: "كنت محظوظة به.. وهذا ما فعله عزت العلايلي أثناء مرضه"

06:08 م الثلاثاء 09 يونيو 2020

كتبت- منال الجيوشي:

"كان إنسان من نوع خاص والقرب منه مطمئن".. هكذا بدأت السيدة حنان البنبي زوجة الفنان الراحل عبدالله محمود حديثها لمصراوي، إذ تمر اليوم الذكرى الخامسة عشر على رحيله.

وتابعت: "عبدالله كان إنسان مطمئن سهل التعامل معه، ويشبه الكثير من أدواره، والمكان الذي تواجد به يملؤه بهجة وسكينة، وأنا كنت محظوظة بكوني زوجته".

وأضافت: "هو كان شخصية معطائة لأبعد الحدود حتى للناس الذي لا يعرفها، ولا أقصد عطاء مادي فقط، ولكن مواقف وكلمات مهذبة ودعم للآخر، وكان لديه عددا من الأفكار الملائكية الفاضلة، عبدالله إنسان لا يعوض".

وأشارت إلى أن عبدالله محمود أن لا يهتم بالأجر أو اسمه على التتر، وكان يبحث عن قيمة العمل الذي يشارك به، والدليل أنه تعاون في سنوات عمره القليلة مع كبار المخرجين.

وعن أكثر الأشياء التي كانت تزعجه، قالت: "ماكنش بيحب اللف والدوران، هو كان إنسان واضح وعشان كدة كان يحب الوضوح ومايحبس أبدا الكدب أو الخداع".

أما عن بداية تعارفهما، قالت: "هو هادي أوي وحبيت اهتمامه بيا، وأول مابصيتله عنيه خطفتني، كان فيها عمق وطيبة وحزن دفين، وبمجرد لما عرفته اتأكدت إنه شخص مش تافه أو خفيف، هو واحد جواه معاني وقيم ومبادئ كبيرة وجذور".

وتابعت: "ارتباطنا كان ارتباط روح بروح، وصدق مشاعره جعلني لا أتردد في قبوله كزوج، والحمد لله فقد كان بالفعل زوجا وأبا عظيما".

وكشفت أنه قبل التعاون مع المخرج رضوان الكاشف حتى دون أن يقرأ الورق، وهذا ما حداث على سبيل المثال في فيلم "عرق البلح".

وحكت "حنان" قصة مشاركته في "عرق البلح"، قائلة: "من شدة إيمان رضوان الكاشف بموهبة عبدالله، كتب له فيلم عرق البلح، وحينما وافقت جهة منتجة على إنتاج العمل، كان عبدالله قد كبر، فاستعان المخرج الكبير بمحمد نجاتي".

واستكملت: "عشان هو مش عاوز يتخلى عن عبدالله، كتب أكثر من مشهد في بداية الفيلم، ولم تكن هذه المشاهد موجودة في البداية".

وتابعت: "هو كان يعتز بعمله مع المخرجين الكبار من بينهم يوسف شاهين، وعاطف الطيب في سواق الأتوبيس، ومع صلاح أبو سيف في المواطن مصري وكان بطل العمل وسط كبار النجوم، كما شارك مع خيري بشارة".

وأشارت إلى أن الفنان الراحل كان يسلم أمره لله، ويمشي وراء اطمئنان قلبه، وتدبير الله، لهذا كان مشواره الفني مشرفا.

واستكملت: "كان عبدالله يشعر أنه لم يقدم كل ما لديه، وعلى الرغم من هذا كان يقدم عمل أو اثنين فقط في العام، فهو لم يكن يحب زحمة الأعمال، فكان يحبأن يفرغ نفسه تماما للشخصية التي يقدمها، وكان يعيش الشخصية بكل تفاصيلها وأبعادها".

وعن مرحلة مرضه وإصابته بمرض سرطان الدماغ، قالت: "عبدالله لم يكن يحب الذهاب للأطباء، وقبل اكتشاف مرضه كان يشعر بصداع دائم ولكنه كان يعتقد أن الأمر مجرد آلام في الأذن تعاوده كل فترة بسبب حادث تعرض له في طفولته تسبب في ثقب بطبلة الأذن".

وتابعت: "ماكنش أبدا بيوافق يروح للدكتور، ولما كان يجيله صداع يقولي بس اعملي مساج في دماغي عشان بخف، وبمجرد ما يحس بتحسن يبقى خلاص، ولما لقيته بيكح كحة غريبة طلبت منه نروح للدكتور لكن رفض".

وأضافت: "في أحد الأيام كان أول مرة يطلب من ابننا أحمد أن يذهب معه للتصوير، وفي الطريق طلب منه قيادة السيارة فهو يشعر بدوخة، ووقتها لم يكن أحمد قد أكمل السابعة عشر من عمره، وخاف بسبب عدم وجود رخصة قيادة لكن عبدالله طمأنه لأنه بجواره".

وكشفت أنها قررت توصيله "اللوكيشن" بصحبة نجله أحمد، وأخبرها أن والده كان على غير العادة، لم يكن بنفس نشاطه وطاقته، وبعدها اتصل بها ليخبرها أن والده وقع مغشيا عليه أثناء التصوير.

وتابعت: "اعتقد الطبيب أن لديه التهابات في الأذن الوسطى، فذهبنا لدكتور أنف وأذن وحنجرة وطلب عمل أشعة مقطعية ، وبعدها طلب مني أن أحضر وحدي، وعلمت وقتها أنه مصاب بسرطان من الدرجة الرابعة بحجم كبير".

واستكملت: "تعجب الطبيب وقتها كيف تحمل كل هذه الآلام، وطلب إجراء عملية على الفور، وذهبنا ولم نخبره بحقيقة مرضه".

وكشفت عن دور الفنان أشرف زكي، قائلة: "كلمته قلتله يا أشرف الموضوع كذا، وفضل ثواني كدة مش مستوعب، وقالي إنتِ بتتكلمي عن مين، قلتله عبدالله، قالي عبدالله مين، إحنا كنا مع بعض في الصيف والمسرح، وجاتله حالة هيستيرية وقالي هكلمك كمان 10 دقايق".

وتابعت: "انتقلنا لمستشفى المخابرات على الفور، وبعد إجراء العملية وفي اليوم الثاني تحديدا، طلب مني أن يشرب سيجارة، ووقتها أخبره الطبيب بحقيقة مرضه".

وعن هذه اللحظة، قالت: "ظل لمدة نصف ساعة يقول لا حول ولا قوة إلا بالله، يقيني بالله يقيني، وكلنا كنا نقف في حالة صمت، وبعدها قال خلاص بلاش سجاير حتى كانت بتخليني أكح".

وأوضحت أنها رافقته في رحلة مرضه لمدة 6 أشهر، لمست خلالها حب الناس وأصدقائه من الفنانين، خاصة في مرحلة الانتقال من مستشفى المنيل لمعهد ناصر.

وأضافت: "كل أصدقائه كانوا بييجوا يزوروه كأنه في راجع من الحج، ومثلا أستاذ عزت العلايلي كان يجي يحلقله شعره ودقنه، وكان بيحمسه عشان معنوياته وكان يرجع الكرسي براسه لورا ويغسله شعره".

وأكدت أنه كان مستسلما لقضاء الله، وكان يقبل أي اقتراح نطرحه عليه وقتها، وخوفا على نفسيته بعد سقوط شعره من جلسات الكيماوي، اقترحت أن يحلق شعره مثل الممثل العالمي يول براينير.

واختتمت حديثها قائلة: "كنت أشعر أنه ابني البكري، وحتى الآن أفتقده وأدعو الله أن يرحمه بقدر ما كان إنسانا حنونا طيبا".

ورحل النجم الكبير عبدالله محمود عن عالمنا في 9 يونيو 2005، عن عمر يناهز 40 عاما، بعدما ترك عدة أعمال لا تنسى أبرزها "المصير"، "عرق البلح"، "الطوق والأسورة"، "المواطن مصري"، وغيرها من الأعمال.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان