إعلان

حوار| في ذكرى "جو".. أسامة ندير يكشف تفاصيل تعاونه مع يوسف شاهين في "حدوتة مصرية"‎

08:00 ص الأربعاء 29 يوليو 2020

كتب- مصطفى حمزة:

عندما قدم يوسف شاهين ثاني أفلام سيرته الذاتية "حدوتة مصرية"، اختاره؛ ليؤدي شخصية "يحيى شكري مراد"، أو "شاهين في مرحلة الطفولة"، ومع حلول الذكرى الثانية عشرة لرحيل "جو"، تحدث "جيك ليستر" الشهير باسم "أسامة ندير" عن رحلته مع العمل.

جيك المقيم حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية، بدأ حواره مع "مصراوي"، بالقول: "أنا أمريكي الأب والأم والمولد، ومن مواليد تشابيل هيل بولاية نورث كارولينا بالولايات المتحدة، وأنحدر من أصول إنجليزية وألمانية، تربيت ونشأت في مصر من عام 1976 إلى عام 2001" .

وأضاف: "اسمي الحقيقي هيو جيكوب لستر"، والشهرة "أسامة ندير" نسبة إلى ندير هاشم، وهو زوج والدتي الذي رباني، وكان رحمه الله شيخ المصورين الفوتوغرافيين في مصر.

· كيف جاءت مشاركتك في الفيلم؟

كنت في العاشرة من عمري، ولم أكن أعرف من هو المخرج أساسًا حتى أعرف من هو يوسف شاهين، فربما كنت قد رأيته ولم أعلم من هو.

والحقيقة أنه هو من لاحظني، إذ كنت أسكن بجوار منزله في حي الزمالك، وكنت أتنزه بالكلب الخاص، فكلف حارس المبنى الذي يسكن به أن يتحدث معي عند مروري في أول فرصة، فتحدث معي الحارس قائلاً: إن مخرجًا كبيرًا اسمه يوسف شاهين يريدني أن أمثل معه في فيلم، فهل يمكن لي أن أتحدث معه؟

· هل تذكر تفاصيل أول لقاء مع جو؟

نعم.. صعدت إليه وكان قد بدأ في تصوير الفيلم فعلاً، وكان يصور المشاهد التي تم تصويرها في شقته مع يسرا (التي لم أكن أعرفها في ذلك الوقت).

فانقطع عن التصوير لحظات وسألني إن كنت أريد أن أمثل؟

فقلت: لم أفكر في التمثيل من قبل.

رغم أنني كنت قد مثلت في بعض الإعلانات التي أخرجها طارق نور، وقلت له لا مانع، لكن القرار بيد أمي وزوج أمي وأعطيته رقم هاتفنا المنزلي.

وقبل أن أغادر سألني إن كنت أجيد السباحة؟

فقلت كذبًا: نعم.

ويبدو أنه كان لم يقرر بعد كيف سيصور المشاهد التي دارت بالفيلم داخل الشرايين، وأنه كان يفكر في التصوير تحت الماء.

وبالفعل اتصل بأمي؛ لأن زوج أمي كان مسافرًا في ذلك الوقت، فقالت له ، إنها ستفكر في الأمر، وبعد أن اتصلت بزوجها واستشارته وافقت، واتفقوا على أن يكون أجري ٣٠٠٠ جنيه مصري.

· هل تذكر أول يوم تصوير لك؟

كان يوسف شاهين قد اتفق مع ممثل آخر من الأطفال؛ لتمثيل الدور، وأظن أن اسمه كان "مأمون"، ولم أكن أعرف ذلك، وعندما توجهنا "والدتي وأنا" للتصوير في شقة في شارع سراي الجزيرة وجدته هناك فأردت أن أذهب إليه للتعرف، ولكن الفنان ومساعد المخرج وقتها "أحمد محرز"، اصطحبني بعيدًا، وشرح لي أن ذلك الممثل كان من تم اختياره قبلي، وأنه سيتم إخباره بأنه لن يكمل الفيلم.

· هل خضعت لتدريب ما قبل الوقوف أمام الكاميرا؟

إطلاقا من الدار للنار.

وما أذكره جيدًا أنه كان لطيفًا صبورًا معي رغم شقاوتي، ورغم قلة صبره مع الآخرين، فلم يشتمني سوى مرة واحدة قائلا لي: "يا ض" وهي شتيمته المفضلة! وعندها تجمدت مكاني مشدوها، فاعتذر لي على الفور ولم تتكرر منه.

· هل كانت هناك مشاهد ما طلب وأصر أن تؤديها بطريقة معينة؟

في بعض الأوقات يجلس معي قبل المشهد فيشرح لي ما يريد، وكنت أفهمه بسلاسة، وحدث ذات مرة أن أخطأت في ترتيب بعض الجمل في مشهد من مشاهد المحكمة، وكان واقفًا أمامي، فلاحظ أنني أخطأت، فأشار لي سريعًا أن أكمل التمثيل، وكنت مرتبكًا، فأضفت جملة، وبعد أن أتممت المشهد وصاح "قطع"، ذهبت إليه لأعتذر.

فقال لي "هل، رأيت أننا صورنا المشهد أكثر من مرة"؟

فقلت له لا.

وأكمل لأن ما فعلته كان أفضل من الأصل، وهنأني.

المحاكمة كانت وما زالت من أجمل المشاهد بالفيلم، وكانت أقرب ما تكون لمباراة بينك وبين "يحي الكبير" نور الشريف.

· هل تذكر تفاصيل تصويرها؟

كانت المسألة بالنسبة لي غير مخيفة بالمرة، دخلت لوضع المكياج والأزياء، ثم حفظت النص، وقمنا بالبروفات، وتم التصوير بسلاسة.

وأذكر أنني كنت مقربًا من الفنان نور الشريف، وأناديه باسمه، فقال لي أحد العاملين إن عليّ أن أناديه بـ"أستاذ نور".

فقال له الفنان القدير يومها إن هذا غير صحيح، وأن من حقي أن أناديه باسمه.

"رحمه الله"، كان لا يشعر بنقص الاحترام من قبلي حين أناديه بهذا الاسم، واستمرت معرفتي به لسنوات عديدة أثناء وبعد الفيلم، وكنت ألقاه كثيرًا.

والأمر نفسه مع يسرا ومحمد منير، وعلاقتي بهم جميلة جدًا، رغم أنني لم أر أيًا منهم منذ ما يزيد على ٢٠ عامًا منذ تركت مصر وسكنت في الولايات المتحدة.

· كيف كنت تحفظ حوارك بالفيلم؟

حسب الظروف.

في أول يوم كان ذلك مع أحمد محرز، ثم مع يسري نصرالله أو مع أحد مساعدي يوسف شاهين .

· مَن مِن فريق الفيلم كنت قريبًا منه؟

كنت أقرب إلى محمد شبل ويسري نصرالله من أحمد محرز، ولكن كان الجميع يحتضنني

· ماذا عن يسرا بحكم مشاهد عديدة جمعتكم؟

كنت كثيرًا أجلس على حجر يسرا، وكان هذا يطمئنني؛ لأنه لم يكن معي أي من أهلي، وكثيرًا ما كنت الطفل الوحيد.

وتعلمت من الفنانة القديرة رجاء حسين أن أعصر ليمونة على الفلافل فيقل الإحساس بالزفارة.

· ومحمد منير؟

ذكرياتي معه ممتدة عن الآخرين، فأنا صممت له غلاف ألبومه "من أول لمسة" مخرجًا فنيًا ومصممًا إعلانيًا في التسعينيات

· بعد عرض "حدوتة مصرية"؟ لماذا اختفيت هل لم تتلقى أي عروض؟

لم أكرر التجربة لأكثر من سبب:

أولها: أن أهلي لم يكونوا مسرورين بالغرور الذي أصابني بعد تصوير الفيلم، وتعرف الناس علي في الشارع، وكون أن أصبح لي معجبون

وبعد أن كبرت لم تكن ملامحي الأجنبية في صفي، فما هي الأدوار التي يمكن لأجنبي أن يمثلها في السينما المصرية؟ الجاسوس الأجنبي؟ العميل الصهيوني؟ السائح؟

لهذا اتجهت لمجال آخر، وأصبحت مصمم جرافيكس في مجال الدعاية والإعلان أولا بالوسائط اليدوية في أواخر الثمانينات، ثم باستخدام الكمبيوتر (وكنت ثاني شخص يستخدم الفوتوشوب في مصر)، ومن ثم أصبحت مخرجًا فنيًا Art Director ومخرجًا إبداعيًا Creative Director وأحيانًا مخرجًا للإعلانات نفسها، حصلت أعمالي على العديد من الجوائز عن التصميم والفكرة الإعلانية، وصممت أغلفة ألبومات محمد منير "من أول لمسة"، وعمرو دياب "عودوني".

فيديو قد يعجبك: